مئات المتطرفين يقتحمون الأقصى والمرابطون يتصدون بالصلوات والتكبيرات
اقتحم مئات المتطرفين الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في ما يسمى «عيد الغفران» اليهودي، ونفّذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته واستمعوا إلى شروح عن الهيكل المزعوم مرتدين ملابس دينية.
وأدى المستوطنون طقوسهم عند حائط البراق غرب المسجد الأقصى صباح اليوم.
واقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد الأقصى قبل بدء الاقتحامات وحاصرت المرابطين، في حين عمّت أصوات التكبيرات أرجاء المسجد بوجه الإسرائيليين.
وردّ المعتكفون والمرابطون على اقتحامات المستوطنين واعتداءات جنود الاحتلال بأداء صلاة الضحى لساعات في باحات المسجد، بينما اعتقلت قوات الاحتلال شابًّا من داخل المسجد، وفتاة من أمام باب الأسباط.
ومنذ عصر أمس، أغلق الاحتلال شوارع القدس وحوّلها إلى ثكنة عسكرية تزامنًا مع يوم كيبور أو ما يسمى «عيد الغفران»، وفرض إغلاقًا على المناطق الفلسطينية وجميع المعابر المحيطة بالقدس.
وأمس، نفّذ مئات المستوطنين اقتحامات واسعة للأقصى عبر باب المغاربة، كما نفخ بعضهم بالبوق بعد اقتحامهم مقبرة باب الرحمة.
ويُعد النفخ بالبوق في المسجد الأقصى -حسب المعتقدات التوراتية- بمثابة إعلان هيمنة وسيادة عليه، وتكريسه مركزًا للعبادة اليهودية.
وقبل 3 أيام، أعلنت «جماعات الهيكل» المزعوم رصدها مبالغ مالية مقدارها 500 شيكل (141 دولارًا) مكافأة لكل مُقتحِم ينفخ بالبوق ويُدخل «القرابين النباتية» إلى المسجد الأقصى هذا الأسبوع.
وأطلقت الجماعات الاستيطانية المتطرفة دعوات لأنصارها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، خصوصًا في 11 من أكتوبر الجاري بمناسبة «عيد العُرش» اليهودي.
وتواصل «جماعات الهيكل» المزعوم تحشيد أنصارها لاستهداف المسجد الأقصى بتكثيف الاقتحامات وأداء طقوسهم العنصرية، وتزداد كثافة هذه الدعوات في المناسبات الخاصة بدولة الاحتلال.
ومنذ 6 من سبتمبر المنقضي، تحتفل إسرائيل بعدد من الأعياد اليهودية التي تستمر حتى 27 من الشهر ذاته، ومن بينها عيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العُرش، وعيد التوراة، وهي أعياد يفرض خلالها الجيش الإسرائيلي إغلاقا تامًّا على الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك الحواجز والمعابر.
وبوتيرة شبه يومية، ينفّذ عشرات المستوطنين اقتحامات لساحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال.
وكانت مؤسسات مقدسية قد رصدت اقتحام 4426 مستوطنًا للمسجد الأقصى خلال شهر سبتمبر.
ويتعرض الأقصى لاقتحامات يومية ما عدا الجمعة والسبت، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني فيه، وتزداد حدة هذه الاقتحامات وشراستها في موسم الأعياد والمناسبات اليهودية.