الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصراع يتفاقم.. إثيوبيا تشتعل «حرب إفريقيا الكبرى» تحت غطاء التعتيم الإعلامي

قوات إثيوبية
قوات إثيوبية

تحولت إثيوبيا إلى ميدان معركة وسط حرب أفريقية كبرى، وشهدت سقوط عشرات الآلاف من القتلى خلال الأشهر القليلة الماضية، ولا تزال هناك وفيات لم يتم توثيقها ولم يتم الإبلاغ عنها، في ظل قتال دموي بين قوات تيجراي والجيش الإثيوبي.

وأشارت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية إلى أنه في ظل تصاعد الصراع الإثيوبي في تيجراي ومشاركة آلاف القوات من الجانبين في القتال، يؤكد الخبراء أن إثيوبيا تشهد "الحرب الأكثر دموية" في العالم ونقلت الصحيفة عن جنود من قوات الحكومة، وقوات تيجراي، إن العنف الذي شهدته إثيوبيا مؤخرا، لم يروه على مدار عامين من الصراع المسلح.

وفي هذا السياق، قال أحد عناصر الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الذي فر من البلاد بسبب الحرب “رأيت جثث أصدقائي مبعثرة.. مات الجميع تقريبا.. وأصيب عدد كبير.. اعتدنا على الجوع هناك”.

ونوه إلى أنه لم يستطع التخلص من مشاهد الجثث التي "توقظه في الليل" ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في أغسطس الماضي، تقاتل القوات الإريترية إلى جانب الجيش الإثيوبي، ضد قوات تيجراي، في حرب دموية يائسة أدت لنزوح الملايين، وسقوط عشرات آلاف القتلى.

تعتيم إثيوبي

أضافت الصحيفة البريطانية أن التقارير والمعلومات عن الصراع في إثيوبيا تختفي، في ظل قطع الحكومة الإثيوبية لخطوط الهاتف والإنترنت كما أوقفت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، الوصول إلى وسائل الإعلام بشكل شبه كامل، في محاولة لإخفاء حجم الحرب الدموية.

ولفتت إلى أنه يجب على الإثيوبيين استخدام هواتف الأقمار الصناعية للتواصل مع العالم الخارجي حاليا، وقد أكد كاميرون هدسون، الرئيس السابق للشؤون الإفريقية بمجلس الأمن القومي الأمريكي أن هذه هي "الحرب العالمية الجديدة في إفريقيا".

وأشار إلى أنه بعد أحداث الكونغو التي وقعت قبل 25 عاما، وراح ضحيتها حوالي 5 ملايين شخص، باتت إثيوبيا هي الحرب العالمية الجديدة بالقارة السمراء فيما وصف جندي بالجيش الإثيوبي، شارك بالصراع الشهر الماضي، الوضع بأنه "حمام دم"، وفقا للصحيفة البريطانية.

 الصراع يتفاقم في إثيوبيا

وفي حين يؤكد المحللون، أن العدد الهائل من المقاتلين في تيجراي والجبهة الغربية، وعدد الضحايا في الصراع مذهل، وأن النزاع المسلح بين قوات المشاة، سقط عشرات الآلاف من القتلى في كلا الجانبين.

ويرى الخبراء أن الصراع يتفاقم في إثيوبيا، واستوعب حاليا العديد من الجهات الفاعلة بجميع أنحاء المنطقة، في وضع متفجر قد يؤدي إلى امتداد نيران الحرب إلى منطقة القرن الإفريقي.

وحذر هدسون من انخراط قوات من إريتريا والصومال والسودان وليبيا وتشاد والنيجر، بشكل أو بآخر، في هذا الصراع، مع ظهور طائرات مسيرة تركية وإيرانية وصينية لدى طرفي النزاع، بالإضافة إلى المعدات الأمريكية التي حصلت عليها إثيوبيا سابقا، والتي قد تجعل هذه المعركة هي "الأكثر دموية" في العالم حاليا.

وفي أغسطس الماضي، بدأت أحدث حلقة من المعارك بين الجيش الإثيوبي وقوات تيجراي، بعد انهيار هدنة أدت إلى وقف الحرب التي بدأها رئيس الوزراء آبي أحمد أواخر عام 2020 وانخرطت القوات الإريترية بشكل متزايد لدعم جيش آبي أحمد في المعركة، حيث أصدرت دعوة عامة لحشد القوات المسلحة بسبب الصراع في شمال إثيوبيا.

وخلال الأسابيع الماضية، اتُهمت إريتريا وإثيوبيا بقصف مناطق في إقليم تيجراي، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، مع استمرار الصراع على جبهات مختلفة في البلد الغارق في الصراع منذ سنتين.