هل كانت قمة «السيسي – تميم» بداية لصياغة مبادرة بشأن الأزمة الليبية؟
عندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة في 13 سبتمبر، سارع المعلقون إلى تفسير الزيارة في إطار علاقة اقتصادية تتعلق بنوع ما من القروض وقد يكون هذا في حد ذاته جديرًا بالملاحظة بالفعل، مع الأخذ في الاعتبار أن العلاقات بين البلدين فاترة منذ عام 2013 ومع ذلك، فإن الأمر الأكثر لفتًا للنظر هو أن كلًا من مصر وقطر قد وفرتا مساحة للعلاقات الثنائية التي تتجاوز العلاقات المالية إلى المصالح والاهتمامات الجيوستراتيجية - ليبيا هي الأكثر إلحاحًا في الآونة الأخيرة، وفقًا لتحليل نشره موقع ميدل إيست آي اللندني، المقرب من صناع القرار في الدوحة.
وتقدم مصر نفسها للعالم كشريك إقليمي لا غنى عنه للغرب مع حرص القاهرة الكبير على مكانتها كصانع متكامل للاتفاقيات والتسويات ذات الأهمية الكبيرة في المنطقة، وفي المقابل تكافح قطر لإثبات نفسها كوسيط وخاصة في غزة بفضل علاقتها الوثيقة بكل من حماس وإسرائيل، ويبدو أن القاهرة والدوحة عازمتان على جمع الأطراف غير المتوقعة معًا للتوسط في حلول سياسية للصراع العنيف ومن هنا أصبحت قطر عنصر جذب كلما أثير الحديث عن التسوية السياسية.
وتابع الموقع اللندني أنه مع وصول الشيخ تميم إلى السلطة في عام 2013، ابتعدت قطر عن مغامراتها الليبية لدعم الأمم المتحدة واللاعبين الآخرين من خارج المنطقة سعيًا وراء حل سياسي متعدد الأطراف.
واليوم، كما اقترح أمير قطر خلال خطابه أمام الجمعية العامة السابعة والسبعين للأمم المتحدة، فإن الدوحة مهتمة ببناء إطار سياسي قائم على الإجماع والشرعية من شأنه أن يرى كل الجماعات المسلحة تحت السيطرة المدنية متحدة في جيش وطني واحد، وهذا أيضًا ما تؤيده مصر بالضبط.