د. حسام فاروق يكتب: «التخصص والمصداقية»
أذكر أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على مدار السنوات الثمانية الماضية، أكد على شيئين في غاية الأهمية هما المصداقية والتخصص وذات مرة في أحد الافتتاحات القومية قال نصا: "إوعى تحط رجل على رجل وتتكلم في موضوع أنت ماتعرفوش والناس تصدقك"، ومرة أخرى قال: "اللي يتكلم في موضوع لازم يبقى دارسه كويس"، هنا انتهى كلام سيادة الرئيس.
في رأيي أن التخصص يؤكد مباشرة المصداقية، وفي السياق نفسه، المنطق يقول إن أول شيء يجب أن تبحث عنه عند استقبالك لمعلومة من وسيلة إعلام أيا كان نوعها (صحافة، إذاعة، تليفزيون، مواقع إخبارية)، هي مصداقية المرسل، والمصداقية يدعمها شيء أساسي هو المؤهل العلمي والدراسة والتخصص، والخبرة في مجال التخصص، فكيف على سبيل المثال أستقبل معلومة في التاريخ من شخص يحدثني من ورق جمعه من محرك البحث جوجل ولو سألت عن مؤهله ستجده مثلا مهندس كمبيوتر، أو أي شيء غير التاريخ!!، وكيف أستقبل معلومات في السياسة والعلاقات السياسية الدولية ونشأة الدول وانهيارها والصراعات الدولية من شخص خريج كلية الزراعة مثلا أو أي شيء آخر غير العلوم السياسية؟!، أنا كمتلقى على سبيل المثال لو شاهدت بالصدفة برنامجا تليفزيونيا يتحدث مقدمه في التاريخ، أظل متوجسا؛ حتى أقرأ في الشاشة اسم مقدم البرنامج، ولو لم أجد توصيفه (فلان الفلاني أستاذ التاريخ في جامعة كذا)، أغير المحطة مباشرة، فكيف سأقتنع لو لم يكن من يحدثني أستاذ جامعي في التاريخ؟!، هذا ببساطة شديدة التخصص الذي أكد عليه سيادة الرئيس والذي يدعم مصداقية من يتحدث في أي موضوع.
أخيرا، نصيحة واجبة: فيما يخص الإعلام، فتش عن المرسل ودراسته وتخصصه ومصادره، ثم قرر بعد ذلك، ما إذا كنت ستتلقى منه وتصدقه أو تعدل عنه، وقس على ذلك الكثير مما يقدم في الإعلام على اختلاف أنواعه.