بعد شكوى تركيا.. واشنطن: لا نقاش في السيادة اليونانية على جزرها
أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، أن السيادة اليونانية على جزيرتين تابعتين لأثينا ليست محل شك ولا نقاش فيها بعد أن قدمت أنقرة احتجاجا على نشر مدرعات أمريكية بالجزيرتين.
وكانت تركيا قد استدعت، الاثنين الماضي، السفير اليوناني وقدمت شكوى للولايات المتحدة بعد نشر صور جوية قالت إنها تظهر سفنا تحمل عربات مدرعة أمريكية ترسو في جزيرتي ليسبوس وساموس.
وبدوره، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين إن "سيادة اليونان على هذه الجزر ليست محل شك"، مضيفا: "أننا نحث جميع الأطراف على تجنب التصريحات وتجنب اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات"، مؤكدًا: "يجب احترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول"، وفقًا لصحيفة سياتل تايمز.
وتصاعدت التوترات في الأشهر الأخيرة بين اليونان وتركيا، الزميلتين في حلف الناتو الدفاعي، واللتين تنازعتا منذ فترة طويلة بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الطاقة في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط وتزعم تركيا أن اليونان تنتهك الوضع غير العسكري للجزر وقد حظرت معاهدة لوزان لعام 1923 القواعد البحرية والطائرات العسكرية من الجزر بما في ذلك ساموس.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم اليونان بـ "احتلال" جزر بحر إيجة التي تمت تسوية وضعها بعد الحرب العالمية الثانية، وأبدى سلسلة من التعليقات التي يُنظر إليها على أنها تهدد الدولة المجاورة، ويبدو أن الرد الأمريكي قد مثل صدمة بالنسبة لأنقرة.
من جانبها، قدمت اليونان شكوى إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، متهمة تركيا بالتحضير للحرب وانتهاك السيادة اليونانية والمجال الجوي.
ووفقًا لصحيفة دايلي صباح التركية، انتقد أردوغان موقف الولايات المتحدة بشأن التوترات بين تركيا واليونان، قائلًا إن واشنطن تخلت عن حيادها ولا يمكنها العثور على حليف مثل أنقرة.
وأضاف في مقابلة على الهواء مع محطة سي إن إن تورك التلفزيونية: "الولايات المتحدة لا تتصرف بنزاهة فيما يتعلق بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وكل من اليونان وتركيا دولتان عضوان في حلف شمال الأطلسي وتركيا في المراكز الخمسة الأولى من حيث مساهماتها في التكتل".
وتابع بالقول إنه لا يوجد مقارنة بين تركيا ومكانة اليونان في الناتو، ولا يمكن لواشنطن أن تجد حليفًا آخر مثل أنقرة.
وقال أردوغان أيضًا إنه من غير المقبول أن ترسل الولايات المتحدة مركبات مدرعة إلى الجزر المنزوعة السلاح، مضيفا أن "توقعاتنا من الولايات المتحدة هي عدم اشراك اليونان في حسابات خاطئة وعدم السماح بالتلاعب بالرأي العام الدولي".
وندد بقرار واشنطن الأخير برفع حظر الأسلحة عن الإدارة القبرصية اليونانية، واصفا ذلك بأنه "لا يمكن تفسيره من حيث المضمون والتوقيت" وزعم أن هذه الخطوة "لن تمر دون رد" وتعهد باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية القبارصة الأتراك.
وجاءت انتقادات الرئيس أردوغان بعد أن أرسلت اليونان عربات مدرعة تبرعت بها الولايات المتحدة إلى جزيرتي ليسبوس وساموس وعلى الفور اشتكت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي لأكثر من 70 عامًا، من هذه الإجراءات وهناك خلاف دائر بين تركيا واليونان حول عدد من القضايا، بما في ذلك التنافس على السيادة في شرق البحر الأبيض المتوسط، والمطالبات المتداخلة بشأن الرفوف القارية، والحدود البحرية، والمجال الجوي، والطاقة، وجزيرة قبرص المنقسمة عرقيًا، ووضع الجزر في بحر إيجه والمهاجرين، وتتهم اليونان تركيا بانتهاك مجالها الجوي وحذرت من خطورة ذلك.