الولايات المتحدة تحذر السودان من عواقب استضافة قاعدة عسكرية روسية
نفى أول سفير للولايات المتحدة بالخرطوم منذ 25 عامًا، جون جودفري، أن تكون مشاركة عبد الفتاح البرهان في الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كافية لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة.
وأشار موقع إذاعة دبنقا إلى أن تصريحات السفير جودفري في مقابلة أجرتها معه صحيفة الطيار السودانية بشأن علاقات السودان مع روسيا قوبلت بانتقادات حادة من السفارة الروسية في الخرطوم.
وقال السفير الأمريكي في مقابلته مع صحيفة الطيار السودانية، أمس الأربعاء، إنه يعتبر مبادرة نقابة المحامين السودانيين لوضع ميثاق دستوري جديد “مقترحًا جادًا يحظى بمصداقية ومشاركة مختلف الفئات، وهو من شأنه "أن يساعد في تشكيل حكومة بقيادة مدنية يتم الاتفاق عليها على نطاق واسع".
وجدد دعوته للحكومة في السودان لاستعادة حكومة بقيادة مدنية وإعادة السودان إلى مساره الانتقالي، مؤكدا دعمه بقوة لتحقيق هذا الأمر، وأضاف: "هناك حساسية عالية داخل السودان فيما يتعلق ببعض الأشخاص المرتبطين بالنظام القديم الذين أعيدوا إلى الحكومة، وأن هناك خطوات جارية لتجديد الممارسات الإقصائية للنظام القديم، وهذا ما لا نؤيده ولا نتفق معه".
وعلق جودفري كذلك على اتفاق السودان مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر كما حذر من أنه إذا مضت الحكومة السودانية قدما في بناء المنشأة العسكرية أو إعادة التفاوض بشأنها، "فسيضر ذلك بمصالح السودان".
وفي المقابل، أصدرت سفارة روسيا في السودان بيانًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكدت فيه أن “السفير جودفري المعين مؤخرًا، والذي وصل لتوه إلى الخرطوم، قرر التكهن بالعلاقات الروسية السودانية، وتعويض معرفته الضحلة بالسودان من خلال الاعتماد على مصادر مشكوك فيها”.
وأضافت السفارة الروسية: "من الواضح أنه يفتقر إلى الخبرة بالإضافة إلى تكرار النهج غير الدبلوماسي لوزارة الخارجية الأمريكية دون تفكير، ويحاول جودفري، مثل أسلافه، التحدث إلى الشعب السوداني بلغة التهديدات والإنذارات فيما يتعلق بتنفيذ الخرطوم لسياستها الخارجية السيادية وحججه المتعلقة بالنظام العالمي الحديث تبدو سخيفة".
وفي 9 ديسمبر 2020، نشرت الجريدة الرسمية الروسية نص اتفاقية بين البلدين بشأن إنشاء قاعدة إمداد وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بالسودان، بهدف "تعزيز السلام والأمن في البلاد والمنطقة وينص الاتفاق على إنشاء منشأة قادرة على استقبال السفن الحربية التي تعمل بالطاقة النووية وتستوعب 300 موظف وستكون هذه القاعدة المقترحة قادرة على استقبال أربع سفن حربية في وقت واحد وستستخدم لعمليات الصيانة وإعادة الإمداد لأفراد طاقم السفن الروسية، وفقًا للاتفاقية.
واستقبلت القوات البحرية السودانية فرقاطة روسية زائرة رست في بورتسودان في مارس 2021، وتأتي زيارة السفينة البحرية الروسية في إطار تقدم العلاقات بين السودان وروسيا، وتعزيز التعاون بين البحرية السودانية ونظيرتها الروسية.
وفي سياق متصل، كان مجلس الشيوخ الأمريكي أعلن تعيين جون جودفري سفيرا فوق العادة ومفوضا للولايات المتحدة الأمريكية في السودان في يونيو مما جعل غودفري أول سفير أمريكي في السودان منذ 25 عامًا وتزامن التأكيد على تعيينه مع تصويت الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يدين تحركات 25 أكتوبر العسكرية ويعلن دعمه للشعب السوداني.
العلاقات الأمريكية السودانية
يذكر أنه بعد تحسن واضح في العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان في أعقاب الإطاحة بنظام البشير والتحرك نحو الانتقال الديمقراطي، توترت العلاقات بين واشنطن والخرطوم في أعقاب إجراءات 25 أكتوبر العام الماضي وعلقت الولايات المتحدة الأمريكية جميع المساعدات للسودان بعد ذلك التاريخ، قائلة إن "الولايات المتحدة توقف المساعدة من 700 مليون دولار من اعتمادات المساعدات الطارئة لصناديق الدعم الاقتصادي للسودان وكانت هذه الأموال تهدف إلى دعم التحول الديمقراطي في البلاد بينما نقوم بتقييم الخطوة التالية في السودان.
وكانت مجلة فورين بوليسي قد أشارت في وقت سابق إلى أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن السودانيون رفضوا آمال موسكو في إنشاء أول قاعدة بحرية لها في إفريقيا كما تراجعت آمال روسيا في إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، وفقًا لمسؤولين استخباراتيين أمريكيين تحدثا إلى فورين بوليسي بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
وكان المسؤولان الأمريكيان يراقبون عن كثب الصفقة بين موسكو والخرطوم، والتي تم الإعلان عنها لأول مرة في أواخر عام 2020 وإذا تم إبرامها، فإنها ستمنح روسيا موطئ قدم استراتيجي على البحر الأحمر، حيث يمر حوالي 30 في المائة من حركة الحاويات في العالم لكل منهما. عام. وستكون القاعدة البحرية هي الأولى لروسيا في إفريقيا، والتي يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن موسكو قد تستخدمها لاستعراض قوتها في مناطق أبعد في المحيط الهندي.
ولكن يبدو أن طموحات روسيا البحرية في البحر الأحمر تتعارض مع الديناميكيات الداخلية المعقدة داخل القيادة السودانية الحالية، كما يبدو أن البرهان، سعى إلى تجنب تنفير الغرب وحلفائه الرئيسيين الآخرين في المنطقة.