يسعى لقلب أنظمة الحكم.. الإسلام السياسي مسؤول عن هزات كبرى بالشرق الأوسط
يحمل كتاب "الإسلاميون قادمون" الذي نشره مركز ويلسون، ومقره واشنطن، قوى الإسلام السياسي المسؤولية عن إحداث هزات غير مسبوقة في الشرق الأوسط ذات تأثير ممتد في أنحاء العالم.
ويتتبع الكتاب أصول وتطور ومواقف الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط وهي عبارة عن حركات تسعى في الغالب لقلب أنظمة الحكم وتحديد النظام الذي ترغب في تطبيقه في المنطقة الأكثر تقلبًا في العالم ومع ذلك يؤكد الكتاب أن تلك الحركات لديها أهداف متنوعة وقواعد مختلفة في بعض الأحيان يكون التنافس بينهم على أشده.
تطور ومواقف الحركات الإسلامية بالشرق الأوسط
ويعتبر الكتاب الجديد أول كتاب يستعرض صعود الجماعات الإسلامية في أعقاب الربيع العربي وفي كثير من الأحيان مجتمعة معًا، تشكل الآن أكثر من 50 حزبًا إسلاميًا مع ملايين من الأتباع التي تصنع طيفًا جديدًا منفصلًا عن المسلحين أو الأحزاب العلمانية.
شارك في تأليف فصول الكتاب مجموعة واسعة من الخبراء من ثلاث قارات الدول الكبرى حيث تعيد الأحزاب الإسلامية تعريف السياسة وتؤثر على توازنات القوى الإقليمي ويحاول الكتاب أن يستشف التطورات والمواقف بشأن القضايا الرئيسية والمستقبل في البلدان الرئيسية، وقدمت روبن رايت في الكتاب نظرة عامة.
بينما شرح أوليفييه روي كيف أن الإسلام والديمقراطية مترابطان الآن، وقدمت أنيكا فولكسون لمحة عن الأحزاب الإسلامية الخمسين، وهناك 10 خبراء مساهمين في فصول الكتاب ويركزون على الإسلام السياسي في كل من الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، والأراضي الفلسطينية، وكذلك في سوريا وتونس ويحتوي كل فصل على تنسيق مماثل مصمم لمساعدة كل من الجمهور العام والمتخصصين.
تنظيم الإخوان
ولدت أقوى حركة إسلامية منفردة وأكثرها إنتاجًا في مصر، فمصر هي مركز الثقل الفكري للعالم العربي وتأسس تنظيم الإخوان عام 1928، وكان بمثابة نادٍ اجتماعي وديني من قبل مدرس يبلغ من العمر 22 عامًا، قام بتجنيد ستة أعضاء من شركة قناة السويس ومنذ ذلك الحين أصبح التنظيم الأب الأيديولوجي لأكثر من خمسة وثمانين جماعة إسلامية أخرى في عشرات البلدان خارج العالم العربي.
ويعكس تنظيم الإخوان، أكثر من أي جماعة أخرى، الطريقة التي غير بها السياسة الإسلامية السياسة العربية في أوائل القرن الحادي والعشرين وفي انتخابات 2011-2012، فاز الجناح السياسي لتنظيم الإخوان، حزب الحرية والعدالة، بنسبة 43 في المائة من مقاعد البرلمان كما فازت الأحزاب الإسلامية مجتمعة بنحو 70 في المائة من مقاعد مجلس الشعب.
لكن تنظيم الإخوان تطور أيضًا بشكل كبير على مدى العقود الثمانية بين ولادته وصعودها إلى السلطة ثم انهياره لاحقًا. وحاول الإخوان لأول مرة الترشح لمنصب في الأربعينيات، لكن تم حظرهم مرارًا وتكرارًا ومر التنظيم بمرحلة قتالية في الخمسينيات والستينيات، عندما حاول بعض أعضائه اغتيال قادة سياسيين، بمن فيهم الرئيس جمال عبد الناصر، وبرر سيد قطب المنظّر الرئيسي للإخوان اللجوء للعنف وحتى بعد أن تخلت جماعة الإخوان عن التطرف في أواخر الستينيات، استمر برنامجهم في عدم التسامح مع حقوق المسيحيين والمرأة ودعوا إلى أن تتوافق القوانين مع الشريعة الإسلامية ورفضوا اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل وتحت غطاء أحزاب أخرى.
وبدأ الإخوان في الترشح للبرلمان من جديد في منتصف الثمانينيات، في عام 2005، حصلوا على ثمانية وثمانين مقعدًا في البرلمان وفاجأت الانتفاضة المصرية عام 2011 الإسلام السياسي مفاجأة لم تكن في حسبانهم، وتحسنت حظوظ الإخوان السياسية في عام 2012 عندما أصبح محمد مرسي، زعيم الإخوان، رئيس منتخب ولكن فترة مرسي وقوة الإخوان الجديدة لم تدم طويلًا بعد احتجاجات حاشدة في الشوارع، أُطيح بمرسي بثورة شعبية في 3 يوليو 2013، بعد عام واحد فقط في المنصب.
ونظم أنصار الإخوان وغيرهم من المعارضين لثورة يونيو اعتصامات واسعة النطاق قبل تفريقها من قِبل قوات الأمن، وتم القبض على مرسي مع الآلاف من قادة وأنصار الإخوان الآخرين كما تم حظر التنظيم الإرهابي ومصادرة أمواله وممتلكاته.
وتصاعدت الانقسامات السياسية والعنف بعد الإطاحة بمرسي حيث استهدفت الجماعات المتطرفة في سيناء عناصر الأمن والمواقع العسكرية والبنية التحتية الحكومية وقُتل أكثر من 100 عنصر من قوات الأمن وعشرات المدنيين الأبرياء.