أكثر 8 فتاوى شاذة ليوسف القرضاوي
وارى جثمان الداعية يوسف القرضاوي الثرى، عصر أمس الثلاثاء بعد صلاة الجنازة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، بدولة قطر، ثم دفن في مقابر أبو هامور، وعلى الرغم من أن للشيخ عشرات المؤلفات التي وصفت من البعض بأنها تدخل في إطار تجديد الفقه والشريعة، إلا أن عددًا من فتاوى القرضاوي الذي يعد المرجعية الفقهية لتنظيم الإخوان المدرج إرهابيًا، ظل تأثيرها يلاحق القرضاوي من حيث كونها باتت مبررًا للعنف من قبل العديد من الجماعات.
القرضاوي عضوًا في تنظيم الإخوان منذ أربعينيات القرن الماضي، وقد استضافته قطر وجعلت منابرها الإعلامية في خدمته، لنشر أفكاره وأيديولوجيته، وقد كان للقرضاوي برنامجًا على فضائية الجزيرة يحمل اسم "الشريعة والحياة" وخلال هذه الحلقات أصدر الداعية أكثر فتاويه الشاذة التي خرجت خلال الفترة الأخيرة التي شهدت ما يعرف بالربيع العربي.
عرف عن القرضاوي دعمه المطلق لجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في قطاع غزة، وبدا أن انخراطه في السياسة والأمور التنظيمية لتنظيم للإخوان نالت كثيرًا مما كان يمتلكه من قدره على الاجتهاد والاستنباط، إلى الدرجة التي وصف بأنه "عراب الخراب" و"مفتي الناتو".
8 فتاوى شاذة للقرضاوي
أجاز القرضاوي تنفيذ العمليات الانتحارية، ووصفها بـ"الاستشهادية"، وقال عبر برنامج "الشريعة والحياة"، في العام 2016:
"إن ارتأت الجماعة أن يفجر الشخص نفسه في الآخرين فليفعل، لكن ذلك لا يترك للفرد وحده، بل يجب عليه أن يسلّم نفسه إلى الجماعة التي تحاول ترتيب هذا الأمر بأقل الخسائر".
لعب القرضاوي دورًا تحريضيًا كبيرًا إبان الفترة التي شهدت ثورات في العالم العربي، ففور اندلاع التظاهرات في مدينة بنغازي في الشرق الليبي في فبراير 2011، صرّح القرضاوي بأن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي "انتهى"، وأجاز قتله.
كما أنه أفتى بجواز دعم وتدخل حلف الناتو عسكريًا في ليبيا لإسقاط حكم القذافي.
المثير للدهشة أن القرضاوي كان خلال وقت سابق وصف العقيد معمر القذافي بالرجل صاحب "الرؤية العميقة" وذلك خلال العام 2003.
كما غزت أفكار القرضاوي وأرائه الصراع الطائفي في سوريا، التي تشهد اقتتالًا أهليًا منذ نحو 12 سنة من دون ملامح تلوح في الأفق حول قرب حل الأزمة المستعصية،
القرضاوي أكد فكرة "الطوائف الشيعية والسنية وما يسميها بالنصيرية"، مشيرًا إلى أحقية طرف ضد غيره بالعنف، على أساس الكفر والإيمان، والحلال والحرام.
دعم الإخوان في أعقاب ثورة يناير
عاد القرضاوي إلى مصر في أعقاب ثورة يناير التي أنهت حكم مبارك وأدى صلاة الجمعة في ميدان التحرير.
وفق "إندبندنت عربية" فقد أفتى القرضاوي في أكثر من مناسبة بضرورة دعم جماعة الإخوان في حكم البلاد "إسلاميًا"، برئاسة محمد مرسي.
مع تأزم الحكم في العام 2013، وصف القرضاوي من خرجوا في تظاهرات ضد حكم مرسي بـ"الخوارج، والمجرمين الخارجين على طاعة الحاكم"، وذلك بعد أن أفتى بحرمة التظاهرات من الأساس منذ تسلم الإخوان للحكم العام 2012.
وفي العام 2014، أفتى القرضاوي بعدم المشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، التي كان يترشح فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مواجهة المرشح الناصري حمدين صباحي، وذلك بعد عام من سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013، معتبرًا أن "المقاطعة وعدم التصويت يخدم الدين والشرع".
أفتى القرضاوي بحرمة عيد الأم الذي يوافق الـ 21 من مارس كل عام، قائلًا "عندما اخترع الغرب أعيادًا مثل ما يسمى عيد الحب وعيد الأم قلدناهم في ذلك تقليدًا أعمى، ولم نفكّر في الأسباب التي جعلت الغرب يبتكر عيد الأم، وهو تقليد أعمى وبدعة محدثة".
ووفق الموقع ذاته "إندبندنت عربية"، قادت مواقف القرضاوي التدخلية إلى اتخاذ مواقف غربية رافضة لفكره، ففي فبراير 2008 رفضت بريطانيا منحه تأشيرة دخول، وأعلنت وزارة الداخلية آنذاك أن لندن "لا تقبل وجود من يبررون أعمال العنف الإرهابية".
الأمر نفسه حدث بالنسبة إلى فرنسا حين أعلن الرئيس الفرنسي في مارس 2012 أنه أبلغ أمير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، بأن الداعية الإسلامي السنّي المثير للجدل يوسف القرضاوي "غير مرحب به" في فرنسا، وأن الحكومة الفرنسية تعتزم اتخاذ إجراءات لمنعه من دخول البلاد، وحضور فاعلية إسلامية، لأنه "يعبر أو يريد التعبير عن آراء لا تتوافق مع قيم الجمهورية".