تطور أم مناورة؟.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يشير إلى حل الدولتين
تعتبر إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد لصيغة الدولتين هي الأولى من قبل مسؤول إسرائيلي على مسرح الأمم المتحدة منذ سنوات، وأكد تحليل نشرته صحيفة جلوبال نيوز الكندية أن ذكر لابيد لحل الدولتين في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من المؤكد أنه أصاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنوع من الارتباك، فالعالم أجمع يدرك كيف تتهرب إسرائيل من حل الدولتين، ويتفق التحليل الكندي في الرأي مع مقال آخر نشره موقع آراب ويكلي، ومقره لندن، ويلفت المقال إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، بشأن قبوله فكرة حل الدولتين، أربكت أبو مازن وسط إضعاف للموقف الفلسطيني كانت واشنطن طرفًا فيه، وعلق أبو مازن بالقول إن دعوة لبيد لحل الدولتين "تطور إيجابي" لكنه قال إن الدليل على جدية تصريحات لابيد سيكون العودة إلى المفاوضات.
وقال محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في خطاب انتقد إلى حد كبير احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية "الاختبار الحقيقي لمصداقية وجدية هذا الموقف هو عودة الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات على الفور"، وكانت إسرائيل قد استولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة - وهي مناطق يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها - في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط وعلى مدار عشرات السنين، انهارت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي رعتها الولايات المتحدة وكانت آخر جولاتها في عام 2014 وقد توقفت منذ فترة طويلة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يقوم على دولتين ، والذي يتضمن قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية جنبًا إلى جنب.
وقال محمود عباس "ثقتنا في تحقيق السلام على أساس العدل والقانون الدولي تتضاءل للأسف بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي" ، واصفا إسرائيل بـ "نظام الفصل العنصري" ويقول فلسطينيون وجماعات حقوقية إن إسرائيل رسخت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال حكمها العسكري لملايين الفلسطينيين واستمرارها في بناء المستوطنات كما شكك البعض فيما إذا كان حل الدولتين سيظل ممكنًا نتيجة لممارسات إسرائيل وقال عباس "إسرائيل لم تترك لنا أي أرض يمكننا أن نقيم عليها دولتنا المستقلة بسبب توسعها الاستيطاني المحموم". "أين سيعيش شعبنا في حرية وكرامة؟"
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية، وفي المقابل تجادل إسرائيل هذا الموقف العالمي واصفة المنطقة بأنها حصن دفاعي وحق مكتسب في الكتاب المقدس وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في تغريدة يوم الجمعة إن الفلسطينيين هم من رفضوا خطط السلام في الماضي.
ولكن، كان ذكر لبيد لصيغة الدولتين هو الأول من قبل مسؤول إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة منذ سنوات، وكرر دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن في إسرائيل في أغسطس للاقتراح الخامل منذ فترة طويلة كما تحدث لبيد قبل أقل من ستة أسابيع من انتخابات 1 نوفمبر التي قد تعيد رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وهو معارض طويل الأمد للدولة الفلسطينية وذكر محمود عباس أنه بينما أيدت الحكومات الغربية صيغة الدولتين، فإنها في الواقع أعاقت تنفيذها بالفشل في الاعتراف بفلسطين كدولة وعن طريق حماية إسرائيل من المساءلة ثم طالب الأمم المتحدة بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين ووضع خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ولكن جلعاد إردان عاد في تغريدة له ليؤكد أن إسرائيل ستتأكد من فشل محاولة منح الفلسطينيين وضع الدولة الكاملة.
وجدد عباس في خطابه الموقف الفلسطيني من مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيتها غارة إسرائيلية في الضفة الغربية في مايو وطالب الولايات المتحدة بالسعي لتحقيق العدالة لأبو عاقلة، وهي مواطنة فلسطينية أمريكية بعد أن خلص تحقيق إسرائيلي في مقتلها إلى أنه من المحتمل أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلق عليها الرصاص ولكن لم يتم استهدافها عمدًا.