اتفاق عسكري يسمح لقطر بنشر 36 مقاتلة في تركيا مقابل خدمات لوجستية لأنقرة
فعلت تركيا وقطر اتفاقية عسكرية مشتركة تسمح بنشر طائرات عسكرية قطرية في الأراضي التركية، ووفق موقع "TRT" التابع للتلفزيون الرسمي التركي فإن الاتفاقية العسكرية التي تنص على النشر المؤقت للطائرات العسكرية القطرية في الأراضي التركية والموقعة في مارس 2021، دخلت حيز التنفيذ، مشيراً إلى أنه جرى نشر قرار التصديق على هذا الاتفاق في الجريدة الرسمية التركية.
ووفق المصدر توثق الاتفاقية تحديد القواعد والمبادئ والمسؤوليات والاحتياجات لتنظيم هذا النشر المؤقت للقوات الجوية القطرية، ووضع واستخدام الطائرات العسكرية القطرية والأفراد والمعدات المنتشرة في المناطق التي تسمح بها حكومة تركيا.
ووفقاً للاتفاقية، فإنه سيكشف عن حالة الصحيفة الجنائية لجميع الضباط والجنود القطريين الذين سيخدمون في الأراضي التركية.
وبحسب المصدر فإن قطر سترسل إلى تركيا 36 طائرة، في حين لن يتخطى عدد طواقمها 250 فرداً.
وتقترح الاتفاقية إجراء الرحلات التدريبية للمقاتلات التركية أثناء مهام النقل كلما أمكن ذلك، كما أنه يمكن عند الحاجة اللجوء إلى استخدام طائرات النقل العسكرية القطرية في نقل القوات العسكرية التركية وأسلحتها إلى داخل تركيا أو خارجها.
ونصت الاتفاقية على أن تتحمل قطر التكلفة المادية لتشغيل الطائرات، كما سيشارك طيار مراقب تركي ضمن مقصورة طائرات النقل العسكرية القطرية أثناء وجودها داخل المجال الجوي التركي، حيث سيُكلف الطيار المراقب بتغيير مسار الطائرة إذا ما استدعت الحاجة لهذا.
وسترافق المقاتلات التابعة لسلاح الجو التركي المقاتلات القطرية أثناء الرحلات التدريبية التي ستجريها داخل المجال الجوي التركي، كما ستتولى قطر سداد تكلفة وقود المقاتلات العسكرية التركية والقطرية ومصاريف صيانتها، وفق المصدر نفسه.
ويضم الأسطول الجوي القطري مقاتلات "ميراج 2000" و"رافال" الفرنسية الصنع التي يفتقر إليها الأسطول الجوي لتركيا، بجانب طائرات نقل عسكرية من طراز "بوينغ سي 17"، و"سوبر هركليز سي 130 جي" الأمريكية الصنع.
بدأت العلاقات العسكرية بين قطر وتركيا تأخذ تطوراً بعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري، التي صدق عليها البرلمان التركي، وتم اعتمادها من الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث أقيمت بموجبها قاعدة عسكرية تركية في قطر، ونُفذت تدريبات عسكرية مشتركة، تتويجاً لمسار التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
وتنص تلك الاتفاقية على تشكيل آلية لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري، والصناعات الدفاعية، والمناورات العسكرية المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين.
موقع "defensehere" التركي المتخصص بأخبار الصناعات الدفاعية حول العالم يقول إن الطيارين القطريين سيقومون بالتدرب على قيادة طائراتهم المقاتلة في تركيا، كما سيمكنهم إجراء تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة مع المقاتلات التركية والعسكريين الأتراك.
وفي بند آخر فإن الاتفاقية تسمح للجيش التركي بأن يستخدم طائرات النقل العسكرية القطرية بشكل مؤقت في سبيل غاياته العسكرية.
ويقول الموقع: الجيش التركي، سيستفيد من وجود القوات الجوية القطرية التي تمتلك أسطولاً جوياً متفوقاً من الطائرات المقاتلة من طراز "رافال" الفرنسية، و"ميراج 2000"، وهي طائرات لا تمتلكها تركيا، كما تمتلك قطر طائرات نقل عسكرية عملاقة من طراز (C-17) و(C-130J)، وهي طائرات نقل لها سعة نقل أعلى من طائرات النقل العسكرية التركية.
ويضيف: "كما أن إجراء مناورات عسكرية تشترك فيها مقاتلات رافال القطرية مع مقاتلات (إف-16) التركية سيمنح الجيش التركي الخبرة الكافية للتعامل مع مقاتلات رافال، التي اشترتها اليونان من فرنسا، وذلك في حال تأزمت الأوضاع واتجهت نحو الأسوأ بين البلدين".
وفيما يتعلق باستفادة الجيش القطري رغم امتلاك سلاح الجو عدداً كبيراً من الطائرات المقاتلة المتطورة، يوضح الموقع أن المساحة الجوية لقطر تمتاز بالمحدودية، لذا يصعب على المقاتلات القطرية إجراء تدريبات واسعة في سماء قطر، ومن ثم فإن الطيارين القطريين ستتاح لهم إمكانية إجراء تدريبات جوية في سماء تركيا الرحب".
كما يستفيد طيارو قطر، حسب الموقع، من الخبرة الواسعة للجيش التركي في العمليات الجوية، خصوصاً أن سلاح الجو التركي له خبرة قتالية فعلية في العمليات العسكرية شمالي سوريا والعراق.
يضاف هذا إلى استفادة الجيش القطري من تدريبات مشتركة مع الطائرات المسيرة التركية، وذلك لتمارين التنسيق بين المقاتلات والمروحيات الحربية والطائرات المسيرة، خصوصاً أن قطر اشترت عدداً لا بأس به من الطائرات المسيّرة من طراز "بيرقدار"، وفقاً للموقع.