أبو الغيط: الأزمة السورية تُمثل نقطة ضعف لمنظومة الأمن القومي العربي
أجرى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عدداً من اللقاءات التي تركزت على الأزمة السورية، على هامش مشاركته في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وصرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط استقبل، اليوم الخميس، وفداً من المعارضة السورية، برئاسة الدكتور بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض، بمقر بعثة الجامعة العربية بنيويورك، وبعضوية عددٍ من أقطاب المعارضة على رأسهم الشيخ سالم المسلط (رئيس الإئتلاف الوطني)، وهادي البحرة رئيس اللجنة الدستورية المشتركة، وعضو لجنة التفاوض.
وأوضح رشدي أن أبو الغيط استمع لشرحٍ مفصل قدمه وفد المعارضة السورية، تناول أسباب الانسداد في الحوار بين الحكم السوري والمعارضة، وتعثر العملية السياسية التي تجري برعاية من الأمم المتحدة في إطار ما يعرف باللجنة الدستورية.
كما وضع الوفدُ الأمين العام للجامعة في صورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا، خاصة في المناطق التي تقع خارج سيطرة النظام، وكذا أوضاع اللاجئين السوريين خارج البلاد.
كما تناول الوفدُ عدداً من التهديدات التي تواجه السوريين مؤخراً، مثل الانتشار المرعب لتجارة المخدر المعروف بالكبتاجون، فضلاً عن التردي الخطير في الأوضاع الصحية (تفشي الكوليرا) والاقتصادية والاجتماعية في عموم البلد وخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقال رشدي إن أبو الغيط عبر لوفد المعارضة السورية عن قناعته بأن المطلوب من أجل الحفاظ على وحدة البلد وسيادته هو الانخراط في حوار سياسي يُفضي إلى تسوية شاملة، تُعيد للبلد وحدته وتحفظ له استقلاله وتُنهي التدخلات الأجنبية على أراضيه.
وأعرب أبو الغيط عن قناعته الشخصية بأن غياب التوافق الدولي، وتعمُق واقع الاستقطاب في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية، يُزيد من تعقيد الأزمة، ويُضعف من فرص الحل في المرحلة الراهنة.
من جهة أخرى، أوضح رشدي أن الأمين العام للجامعة كان قد التقى جيير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، حيث تبادل معه وجهات النظر حول تطورات الأوضاع سواء على صعيد العملية السياسية، أو من الناحية الميدانية.
كما وضع بيدرسون، أبو الغيط في صورة الجهود التي يقوم بها بهدف تحريك المفاوضات بين الحكم والمعارضة في إطار اللجنة الدستورية، برغم العقبات التي يواجهها هذا المسار.
وأعرب أبو الغيط عن دعمه لجهود المبعوث الأممي لاستكشاف كافة الفرص المتاحة لإحياء الحوار السياسي برغم ما يواجهه من صعوبات، مُشدداً على اقتناعه بأن الحل السياسي هو الكفيل وحده بإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده، بكل ما ينطوي عليه من معاناة هائلة للسوريين في الداخل والخارج.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن أبو الغيط يرى أن الأزمة السورية تُمثل نقطة ضعف لمنظومة الأمن القومي العربي، وأنها لا ينبغي أن تُنسى في خضم ما يواجهه العالم من أزمات ضاغطة، بل يتعين استكشاف كل السُبل الكفيلة بإنهاء الأزمة، من أجل التخفيف من معاناة السوريين.