هل يلجأ بوتين للسلاح النووي بعد هزائم جيشه في الشمال الأوكراني؟
حالة من القلق تسود الأوساط الدولية والإقليمية عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح أمس الأربعاء، التعبئة الجزئية والتلويح باستخدام السلاح النووي على وقع هزائم تلحق بجيشه في أوكرانيا في الشمال الشرقي.
وفي هذا السياق كتب الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور طارق فهمي، عبر صفحته على "فيسبوك"، يقول إن الهدف تكتيكي واستراتيجي وأنه سينقل المواجهة في أوكرانيا إلى مرحلة أخرى بعد الإخفاقات الروسية الأخيرة.
وأضاف: "منذ الصباح تحاول وكالات الأنباء الغربية التاكيد على أن الرئيس بوتين رجل مختل وأنه سيقود العالم إلى مواجهة بعد قرار التعبئة الجزئية وحشد ٣٠٠ الف جندي للدفاع عن الدولة الروسية.. والواقع مرتبط بعدة تطورات:
1. أن الهدف تكتيكي واستراتيجي وأنه سينقل المواجهة في أوكرانيا إلى مرحلة أخرى بعد الإخفاقات الروسية الأخيرة.
٢. أنه يريد قطع الطريق على الدعم الغربي لأوكرانيا والذي نتج عنه صمود أوكرانيا وبدء حرب استنزاف القدرات الروسية على الأرض.
٣.الضغط على ألمانيا وفرنسا تحديدا لوقف الدعم لأوكرانيا خاصة مع بدء تظاهرات في بعض الدول الأوروبية احتجاجا علي استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا.
٤. أن الرئيس بوتين يريد إنهاء الحرب بعد أن استوفت روسيا متطلباتها الأمنية ولهذا بدأت الأقاليم المنفصلة عن أوكرانيا في تحديد مصيرها عبر استفتاءات لتقرير مصيرها.
5. أن الخيار صفر أو الملاذ الأخير أمام روسيا هو إعلان الحرب الشاملة علي الطريقة الروسية وتسوية بعض المدن الأوكرانية بالأرض وهو سيناريو وارد ويفعلها الروس في توقيت محدد.
٦. أن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ستنعكس علي مسارات الدعم الأمريكي لأوكرانيا التي تتخوف من أية ارتدادات للمشرعين الأمريكيين في هذا المجال".
واختتم فهمي حديثه بالقول: "في المجمل الصراع ممتد وقد تندلع مواجهات قومية في الجمهوريات السوفيتية كما يجرى في المواجهات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا وقد تستثمر الصين المشهد في بحر الصين الجنوبي وتدخل تايوان… نحن إذن أمام مواجهات كبرى محتملة وصراعات ستستخدم فيها القوة المسلحة لحسم النزاعات …
سنكون إذن في (غابة سياسية) لا مكان فيها للدول الضعيفة … ولننتظر لنرى عالم جديد واستقطابات ودوائر نفوذ وتحالفات معقدة، ولهذا علينا أن نرصد حركة انتقالات الشركات الكبري في جنوب شرق آسيا والتي بدأت من الخروج إلى أقاليم اخرى وفي هدوء تحسبا للحروب والمواجهات المقبلة في هذه المنطقة والتي لن تستقر أبدا".
أما الكاتب الصحفي، رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، عبد العظيم حماد فاستبعد استخدام بوتين السلاح النووي، وكتب يقول: "أين المخرج لبوتين وللعالم؟
الرجل يعلن التعبئة العامة لاستدعاء ٣٠٠ ألف جندي
الرجل يتهم الغرب بتهديد روسيا بالأسلحة النووية فمن هدد بالنووي في الغرب؟ ومتي كان ذلك؟
الرجل قرر إدخال إقليم زابورجيا في نطاق الاستفتاء علي الاتحاد مع روسيا و لم تكن له مطالب إقليمية فيها لا قبل الغزو ولا في أثنائه.
الرجل يبرر هزيمته في شمال شرق أوكرانيا بأن الغرب يساعد أوكرانيا بتوجيه العمليات وبالمعلومات وبصور الأقمار الصناعية. وكأن هذا خروج عن قواعد اللعبة التي بدأها هو أو كأنه عيب وجريمة.
لا يستنتج من ذلك إلا أنه يبتز الغرب بالسلاح النووي خاصة وأن هذه رابع مرة منذ بدء حربه في أوكرانيا يلوح بالتهديدات النووية ولكن هذه المرة هي الأخطر لأنها لحظة هزيمة في الميدان الشمالي ولأنه يستبق باتهام لايصدقه طفل للغرب بتهديد روسيا نوويا لكي يوحي بجدية الخيار النووي لحسم حربه الفاشلة حتي تاريخه.
كما أنه يبتز العالم كله للضغط علي الغرب لوقف مساعدة أوكرانيا.
طبعا لازلت مقتنعا بأن الخيار النووي مستبعد كلية حتي الآن لكن لابد من مخرج لانقاذ هذا الرجل من نفسه أو إنقاذ روسيا منه وبالتال إنقاذ العالم كله من تداعيات قد تخرج عن السيطرة بعد نجاحات أوكرانيا الأخيرة لا يتوقع أن يطلب منها أحد تنازلات وكذلك الغرب لن يتوقف قبل موعد الحصاد الذي يبدو قريبا وهو إذلال بوتين خاصة وانتخابات الكونجرس الأمريكي علي الأبواب والاستعدادات لمواجهة الشتاء دون غاز روسي تجرى علي قدم وساق.
ما الحل ؟
لا أعرف والله"