رسائل السيسي خلال كلمته أمام رؤساء الدول والحكومات حول تغيّر المناخ
- أتطلع لاستقبالكم في قمة المناخ بشرم الشيخ في نوفمبر القادم
- تداعيات التغير المناخي تزداد تفاقما يوما بعد يوم مع كل ارتفاع في درجات الحرارة
- قادة العالم يدركون تماما أن حجم الجهد المبذول لا يفي بالمطلوب تحقيقه
- العام الماضي شهد أحداثا تسببت في أزمات سياسية وتحديات في الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد
- يجب وضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ لخفض الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف وتعزيز تمويل المناخ الموجه للدول النامية
- اجتماعنا اليوم سيخرج برسالة قوية تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة في شرم الشيخ
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنَّه كان يتطلَّع إلى المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيوريورك، إلَّا أنَّ ظروف طارئة حالت دون تمكنه من ذلك.
وأضاف خلال كلمته أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغيّر المناخ: منذ عام مضى شاركنا معًا في هذا الاجتماع في إطار الإعداد لقمة المناخ في المملكة المتحدة واليوم ونحن على بعد أسابيع قليلة من قمة المناخ السابعة والعشرين، التي تستضيفها مصر في شرم الشيخ، فإننا نجتمع مرة أخرى في ظل أحداثٍ جرت على مدار العام الماضي، تسبَّبَت في أزمات سياسيَّة وتحدياتٍ في العذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم.
وأشار إلى أنَّ التحديات تُمثِّل أعباءً إضافية على جميع الدول وخاصة النامية منها، لذلك يجب أن تعتد الدول بالتقارير العلمية الموضوعية التي تؤكد بشكل قاطع أن تغير المناخ يظل التحدي الوجودي الأخطر الذي يُواجه كوكب الأرض، وأن تداعياته تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، مع كل ارتفاع في درجات الحرارة.
ولفت إلى أنَّ ما شهدته دولة باكستان مؤخرًا من فيضانات خلفت دمارًا غير مسبوق وفقدان في الأرواح وما شهدته القارّة الأوروبيّة والولايات المتحدة من حرائق غابات غير مسبوقة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، يُعد نذيرًا مؤلمًا لما سيكون عليه مستقبل الأبناء والأحفاد، ما لم يتم التحرّك سريعًا وبشكل متسق ووضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ، لخفض الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجه الى الدول النامية.
وأضاف: أتطلع إلى استقبالكم في قمة المناخ يومي السابع والثامن من نوفمبر المقبل، وإنني على ثقة أنَّ اجتماعنا اليوم سيخرج برسالة قوية، تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة في شرم الشيخ.
وتابع: أود أن أعرض عليكم رؤية مصر لعناصر هذه الرسالة التي تنتظرها شعوبنا من اجتماعنا اليوم.. أولًا أننا كمجتمع دولي وبصرف النظر عن أي ظرف عالمي أو خلاف سياسي، لن نتراجع عن التزامات ارتضيناها وتعهدات قطعناها على أنفسنا، ولا عن سياسات انتهجناها حققت بالفعل مكتسبات مهمة في مواجهة تغير المناخ.
واستطرد: ثانيًّا أننا كقادة للعالم، نُدرِك تمامًا أنَّ حجم الجهد المبذول لا يفِ بالمطلوب تحقيقه وأننا سنتخذ الإجراءات اللازمة كافة لتنفيذ تعهداتنا، سواء من خلال رفع طموح وتحديث مساهمتنا المحدّدة وطنيًّا تحت اتفاق باريس أو من خلال دعم جميع الجهود والمبادرات الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ، بالشراكة مع كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية من المجتمع المدني والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العالمية وهي أطراف لا غنى عنها في هذه المواجهة.
ولفت إلى أنَّ المجتمع الدولي يعلم تمام العلم حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية والأقل نموًا وحجم ما يتعيّن عليها مواجهته للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار في جهود التنمية والقضاء على الفقر في ظل أزمتي غذاء وطاقة غير مسبوقتين.
وأضاف: أننا نتعهد الدول المتقدمة منَّا بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتنا تجاه هذه الدول، بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيّف وبناء القدرة على التحمّل، سواء بالوفاء بتعهد الـ100 مليار دولار وتعهد مضاعفة التمويل الموجه إلى التكيف أو بالإسراع من التوافق على هدف التمويل الجديد لما بعد 2025.
وتابع: أثق أنّكم تتفقون معي حول هذه الرؤية وأعلم أنكم ستأتون إلى شرم الشيخ، مُحَمَّلِين بتطلعات وتوقعات شعوبنا جميعًا ولا يساورني شك أننا كقادة للعالم، سنرتفع إلى قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا، لوضع هذه الرؤية موضع التنفيذ لكي لا تنظر إلينا الأجيال الجديدة لتقول "كانت لديكم فرصة فأضعتموها ونحن اليوم ندفع الثمن باهظًا".