قصة أزمة «أبو عمر المصري»: جدل دبلوماسي وإعلامي
قال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر، لبي بي سي إن “مسلسل ‘أبو عمر المصري’ الذي يعرض على شاشات مصرية خلال شهر رمضان لا يحتوي على ما يمس السودان أو رئيسه أو شعبه”.
وأضاف أن “المسلسل روجع على نحو جيد وما يذكره حقائق ولا يتعين أن يمس ذللك العلاقات بين الشعبين”.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من الاحتجاج الرسمي السوداني لدى الخارجية ضد المسلسل بعد إصدار الخارجية السودانية بيانا في هذا الشأن جاء فيه أن “المسلسل يكرس صورة نمطية سلبية تلصق تهمة الارهاب ببعض المواطنيين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان”، مما عدته السودان “مسيئا للشعبين الشقيقين”.
واستدعت وزارة الخارجية السودانية، السبت الماضي، السفير المصري لدى الخرطوم، أسامة شلتوت، لإعلان احتجاجها رسميا على عرض مسلسل “يسيء للعلاقات بين البلدين”.
وطالب السودان السلطات باتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لإيقاف “محاولات بعضهم العبث بمكتسبات البلدين والعلاقات بينهما”.
تعرض بعض القنوات المصرية منذ مطلع شهر رمضان الحالي مسلسل “أبو عمر المصري” الذي يتحدث عن مصريين مقيمين في السودان أثناء التخطيط لأعمال “إرهابية” داخل مصر انطلاقا من الأراضي السودانية.
وأوضحت الخرطوم أن المعنيين بالمسلسل استخدموا لوحات سيارات سودانية، معتبرة الأمر “متعلق بالسيادة السودانية ولا يجوز التعامل معه إلا بإذن منها”.
واعتبرت الخارجية السودانية العمل الدرامي “مسيئا للمصريين المسالمين المقيمين في السودان”، مؤكدة أنهم “موجودون بعلم السلطات السودانية وأن دخولهم الى السودان جرى بالتنسيق مع السلطات المصرية”.
وأضاف البيان أنه “لم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم في السودان في أعمال إرهابية”، موضحا أن وزير الخارجية السوداني بالإنابة، إدريس محمد عبد الله، طلب من نظيره المصري سامح شكري إيقاف المسلسل خلال لقاء جمع بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في مايو/ أيار الجاري.
وردت مجموعة قنوات “ON” التي تعرض العمل، على ما ورد في البيان الخاص بالخارجية السودانية، مؤكدة أن العمل بني على وحي وخيال مؤلفه، ولم يحتو مشاهد أو تلميحات للدولة السودانية أو حكومتها أو الشعب الشقيق، مضيفة أن العمل لا يمت بصلة إلى مواقف الدولة المصرية الحريصة على تقوية علاقتها مع دولة السودان وشعبها.
كما أكدت الشبكة التلفزيونية أن صناع المسلسل يدركون أهمية الفن في التقريب بين الشعوب وليس إثارة الأزمات، كما أنهم يعلمون خصوصية العلاقة المصرية السودانية.
إلى ذلك، شدد البيان على أن العلاقات المصرية السودانية تظل دومًا مثالًا للتعاون، خاصة في ظل الحرص المتبادل بين قيادتي البلدين، على تنمية وتطوير العلاقات بما يصب لصالح شعبي وادي النيل.
ويذكر أن المسلسل مأخوذ عن روايتين للكاتب عز الدين شكري فشير، وعملت مريم نعوم على وضع السيناريو والحوار الخاص به، فيما تولى أحمد خالد موسى الإخراج.
إلا أن العمل الذي يتناول رحلة المحامي فخر الدين، يواجه أزمة أخرى مع الكاتب عز الدين شكري فشير أيضًا، الذي فوجئ بإزالة اسمه من على الملصقات الخاصة بالمسلسل، ولم تتم الإشارة له على “تتر” المسلسل، ما جعله يؤكد أن ما حدث يعد مخالفة صريحة للقواعد المعمول بها، ونقضا لنصوص العقد المبرم بينه وبين شركة الإنتاج والذي بمقتضاه تم تحويل روايته “مقتل فخر الدين” و”أبو عمر المصري” إلى هذا المسلسل.
وتدور أحداث المسلسل حول المحامي المصري (فخر الدين) الذي أسس مع مجموعة من أصدقائه المحامين الجدد تنظيمًا سلميًا، يسعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيدًا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها.
ويشارك في العمل مجموعة من الممثلين بينهم أحمد عز، أروى جودة، منذر رياحنة، فتحي عبدالوهاب، أمل بوشوشة، وعزوز عادل.
وعلى صعيد متصل، تقدمت سفارة السودان لدى القاهرة باحتجاج رسمي للخارجة المصرية ضد المسلسل، مطالبة بوقف عرضه.
وشهدت العلاقات بين الخرطرم والقاهرة توترا في الفترة الأخيرة على صعيد بعض القضايا الشائكة.