مقابل شراء 120 "مسيرة بيرقدار".. الإمارات توسع شراكتها الدفاعية مع تركيا بملياري دولار
في تطور جديد يدخل ضمن ملف العلاقات التركية الإماراتية المتنامي، قالت تقارير إن الإمارات تسعى للحصول على مقاتلات تركية مسيرة من طراز "بيرقدار"، التي انتشر اسمها خلال الفترة الأخيرة في العديد من الساحات الملتهبة بالاقتتال الأهلي، كما الحال في ليبيا وسوريا وإثيوبيا بين قوات أبي أحمد الموالي لأنقرة وقوات إقليم تيجراي، ومعارك إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان الموالية لتركيا.
وبينما تذهب تقارير عسكرية متخصصة إلى أن مقاتلات "بيرقدار المسيرة" أثبتت فاعلية في ميدان المعارك التي تشهد حروبًا بين ميليشيات وأخرى تمتلك تلك المسيرات، وبالتالي تكون الغلبة لمن يمتلك تلك المقاتلات بوصفها سلاح متطور، لكن لم تُستخدَم تلك المسيرات ضد جيش يتمتع بقدرات حرب إلكترونية متطورة وأنظمة دفاع جوي حديثة.
فيما تروج تقارير تركية أن "مسيرات بيرقدار"، أثبتت فاعلية في الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما نشرتها القوات الأوكرانية في عمق أراضيها وحتى داخل حدود روسيا، وقد أعربت موسكو أكثر من مرة عن استيائها من أنقرة لتزويد أوكرانيا بتلك المسيرات، وقد اتفقت القيادة الروسية مع إيران على تزويدها بمسيرات متقدمة لموازنة الكفة مع أوكرانيا في ذلك السلاح.
كانت تقارير تطرقت خلال وقت سابق إلى رغبة الإمارات في شراكة للصناعات الدفاعية مع تركيا، وتحديدًا شركة أسلسان للصناعات الدفاعية الإلكترونية والطائرات بدون طيار، لكن لم يتم الكشف عن أي تقدم رسمي في ذلك السياق.
تفاصيل الصفقة الإماراتية
بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن الإمارات العربية ممثلة في شركة "توازن" التي تعد الجهة المسؤولة عن إدارة الاستحواذ والمشتريات والعقود الدفاعية والأمنية لكل من القوات المسلحة لدولة الإمارات وشرطة أبوظبي، قد دخلت في مفاوضات جادة منذ مارس الماضي مع شركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية، المسؤولة عن تصنيع مسيرات بيرقدار "تي بي 2"، لتزويدها بنحو 120 طائرة بذخائرها.
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيانات رسمية من الطرفين بخصوص الصفقة، إلا أن الموقع البريطاني قال إن الصفقة تتضمن حصول الإمارات على مجموعة من الذخيرة ومراكز القيادة والتحكم والتدريب، وقد تصل القيمة المالية للصفقة نحو مليارَي دولار، لكن الموقع لم يشر إلى حسم الإمارات للصفقة أم أنها لا تزال قيد الدراسة والتفاوض.
يتابع الموقع أن بعض مكونات هذه الطائرة قد يتم تصنيعه في مصنع لشركة بايكار في الإمارات، في حال اتفق الطرفان على الصفقة، وأن المقاتلة الواحدة من طراز "بيراقدار تي بي 2" تُكلف 5 ملايين دولار، وتتطلب كل طائرة 100 من الذخائر الصغيرة الذكية "MAM-L"، التي تبلغ قيمتها مجتمعة 15 مليون دولار، وهناك تكلفة إضافية للتدريب، بالإضافة إلى مراكز القيادة والتحكم، التي تختلف حسب عدد الطائرات من دون طيار؛ نظراً لأن سعة كل مركز تحكم تصل إلى ست مسيرات.
شراكة في التصنيع الدفاعي
ويبدو أن رغبة الإمارات في اقتناء مسيرات بيرقدار جزء من شراكة كبرى في الصناعات الدفاعية تسعى لها الإمارات مع تركيا، بعدما اتفق البلدان على تجاوز الخلافات السياسية، فبحسب السياسي والمفكر التركي، جودت كامل الذي تحدث مع "الرئيس نيوز" فقد قال: "الإمارات غنية عن الاستثمار في تركيا، الأمر يقبع وراءه أمور أخرى غير معنلة، ربما تم الاتفاق عليها في المباحثات غير المعلنة بين الشيخ محمد بن زايد وأردوغان".
"الأمور الأخرى التي تقبع وراء التطبيع التركي الإماراتي"، التي أشار إليها كامل خلال حديثه، حاولنا التوقف عندها لنتعرف عن طبيعة تقديره لها:
أكد أن أنباء قوية يتم تداولها حاليًا في الداخل التركي عن رغبة دولة الإمارات في شراء شركة "صناعة الإلكترونيات العسكرية" أو "أسلسان ASELSAN "، وهي شركة صناعات دفاعية تأسست في أنقرة عام 1975 من قبل مؤسسة القوات المسلحة التركية لتلبية احتياجات الاتصالات العسكرية للقوات المسلحة التركية، وهي تمتلك تكنولوجيا متطورة في صناعة الدبابات والطائرات بدون طيار، لكن حتى الآن لم تصدر أي تصريحات رسمية في ذلك السياق.
شركة أسلسان الدفاعية
حاولنا تتبع شركة أسلسان التركية، وهل تقوم بطرح أجزاء من أسهمها للاكتتاب أو الاستثمار الخارجي، ليتضح أن أسلسان لديها شركات مرتبطة في دول أذربيجان وكازاخستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأعلنت الشركة في أكتوبر 2015 أنها تخطط لتوسيع أعمالها في جنوب أفريقيا، من خلال السعي إلى شراكات لتشكيل شركة خاصة من فرعها المحلي أسلسان جنوب أفريقيا.
ربما تريد الإمارات شراء فرع "شركة أسلسان" المقامة على أراضيها، إذ لا معلومات عن أن الشركة الأم في تركيا، تعاني أزمة اقتصادية، أو أنها تبحث عن فرص استثمارية.
تاريخ شركة أسلسان الدفاعية
ومنذ تأسيس الشركة في أنقرة العام 1975، من قبل مؤسسة القوات المسلحة التركية؛ لتلبية احتياجات الاتصالات العسكرية للقوات المسلحة التركية، وسعت الشركة من نطاق عملائها ومنتجاتها، وأصبحت منظمة متكاملة لصناعة الإلكترونيات؛ حيث تقوم بتطوير وتصنيع وتركيب وتسويق وخدمات ما بعد البيع للأجهزة والأنظمة الإلكترونية الحديثة.
وفق تقارير فإن الشركة تتكون من 4 أقسام رئيسية، هي مجموعة تقنيات الاتصالات والمعلومات (HBT)، ومجموعة تقنيات أنظمة الدفاع (SST)، ومجموعة رادار للحرب الإلكترونية الذكية (REHİS)، ومجموعة الإلكترونيات الدقيقة (MGEO).
يقول السياسي التركي جودت كامل: "ليس غريبًا على أردوغان أن يقوم بمثل هذه الخطوة، خاصة أنه دأب على فعل مثيلاتها كثيرًا؛ لتعويض الخسائر الاقتصادية التي يمنى بها الاقتصاد التركي، نتيجة سياساته الخاطئة، وربما يبرر تلك الخطوة بأنه يمتلك الخبرة والتكنولجيا التي تجعله يقوم بإنشاء شركة بديلة بذات التكنولوجيا".