ضربة موجعة لروسيا بأوكرانيا.. آلاف الجنود محاصرين بعد سقوط "إزيوم" الاستراتيجية
وسط مخاوف من لجوء روسيا إلى سلاحها الفتاك "النووي" في ظل الخسائر التي يُمنى بها جيشه في أوكراينا خلال الأيام القليلة الماضية، فضلًا عن غياب الحسم الميداني بعد نحو 8 أشهور من العمليات القتالية، تلقى الجيش الروسي ضربة جديدة لهدف رئيس كان يستخدمه للسيطرة الكاملة على إقليم دونباس؛ إذ أعلن الجيش الأوكراني، استعادته السيطرة على مدينة إزيوم الاستراتيجية الواقعة بمقاطعة خاركوف شرقي البلاد من القوات الروسية.
ووفق تقارير صحفية فإن مدينة إزيوم استراتيجية على الرغم من أن مساحتها لا تتعدى 43 كيلومتر مربع، وشهدت المدينة معارك شرسة منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا فبراير الماضي.
وسيطر الجيش الروسي على المدينة في1 أبريل الماضي، أي بعد نحو شهرين من العملية العسكرية، ليفقد السيطرة عليها مرة أخرى.
تشير التقارير الميدانية إلى أن القوات الروسية تستخدم المدينة كنقطة انطلاق لهجماتها على القوات الأوكرانية في إقليم دونباس؛ إذ تعتُبر مدينة إزيوم بوابة إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا ومن هناك إلى البحر الأسود، إذ تقع على الحدود بين منطقتي خاركوف ودونيتسك.
وتقول روسيا إن الدعم الغربي لأوكرانيا هو ما يطيل أمد الحرب هناك، وتتهم روسيا أمريكا والغرب بتقديم دعم فني ولوجستي لأوكرانيا؛ لتنفيذ عمليات دقيقة بينها استهداف القاعدة الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم، وتدمير نحو 30 مقاتلة روسية حديدة من طراز سوخوي 35، وهي رابضة في القاعدة المستهدفة، إلى جانب دعم الجيش الاوكراني في السطرة على نحو ألفي كيلوا متر في مدينة خاركيف.
ولم يتم الكشف حتى الآن عن الطريقة التي تم استهداف بها القاعدة الروسية في شبه جزيرة القرم. فيما تسجل تقارير غير رسمية أن عدد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا حتى الآن يتجاوز الـ50 ألف جندي، فيما تفرض وزارة الدفاع الروسية سياجًا من السرية على تلك الحصيلة، خشية من تأثيرها على معنويات الجنود.
ووفق موقع "الشرق بلومبيرج" تقع إزيوم عند نقطة مهمة على طرق إمداد حملة روسيا العسكرية بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا، إذ تربطها شبكة سكك حديدية مع مدينة بلغورود في روسيا عبر مدينة كوبيانسك المجاورة. وتشكل تلك السكك الحديدية ممر موسكو اللوجستي الرئيسي الرابط بين روسيا وشرق أوكرانيا.
وإلى جانب السيطرة على إزيوم، استعادت القوات الأوكرانية كذلك السبت السيطرة على كوبيانسك، فيما يهدد بتعطيل كامل لخط الإمدادات الروسي شرق أوكرانيا وترك آلاف الجنود الروس محاصرين على خط المواجهة بدون إمدادات.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" سقوط إزيوم بأيدي القوات الأوكرانية، أسوأ تراجع عسكري لروسيا منذ أن تراجعت قواتها من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس الماضي. وأوضحت الصحيفة أن مراقبين عسكريين يرجحون أن تشكل الخطوة نكسة كبيرة للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بسبب نقص الإمدادات.
ومنذ تراجع القوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية كييف في مارس الماضي، أعلنت عن حشد قواتها شرقاً بهدف السيطرة بشكل كامل على إقليم دونباس، الذي يضم لوغانسك ودونيتسك. وتمكنت القوات الروسية من السيطرة الكاملة على لوغانسك في يونيو الماضي، غير أنها فشلت في تحقيق نجاحات مماثلة في دونيتسك.
واستعصت على موسكو السيطرة على مدينتين أساسيتين في دونيتسك هما سلوفيانسك وكراماتورسك.
وبحسب "سي إن إن"، فإن القوات الروسية كانت تستخدم إزيوم كنقطة انطلاق لرئيسية لشن هجمات جنوباً على منطقة دونيتسك، وتستخدم خط السكك الحديدية بالمنطقة لإمداد قواتها بالعتاد والمؤن.
ويعني ذلك أن استرداد القوات الأوكرانية لمدينة إزيوم قد يجنب مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك من الوقوع تحت السيطرة الروسية، ما قد يمثل خطوة إلى الخلف في مساعي روسيا للسيطرة الكاملة على إقليم دونباس.