إقليم تيجراي يوافق على محادثات سلام مع آبي أحمد بوساطة الاتحاد الأفريقي
بعد نحو أسبوعين من اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، قال مكتب الشؤون الخارجية لجبهة تحرير تيجراي في إثيوبيا، مساء أمس الأحد، إن الجبهة مستعدة للمشاركة في عملية سلام "راسخة" تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
أضاف المكتب في بيان أن جبهة تيجراي على استعداد أيضاً للالتزام بـ"وقف فوري ومتبادل" للأعمال القتالية مع الحكومة الإثيوبية، من أجل تهيئة ما وصفه بمناخ "مواتٍ". وتابع: "نتوقع عملية سلام ذات مصداقية بقيادة الاتحاد الإفريقي".
وبعد هدنة استمرّت 5 أشهر، تجدّد القتال في 24 أغسطس الماضي، في جنوب شرق تيجراي، مع تبادل الاتهامات بإشعال المواجهات في النزاع المستمر منذ نوفمبر 2020.
والشهر الماضي، تبادلت الحكومة الإثيوبية وإقليم تيجراي الاتهامات باستئناف القتال، بعد توقفه لشهور عدة.
وخلال السبت الماضي، أعلن الاتحاد الإفريقي تمديد تفويض المبعوث الخاص للقرن الإفريقي، أولوسيجون أوباسانجو، المكلف بمواصلة جهود السلام في إثيوبيا بعد تجدد القتال في أراضيها أواخر الشهر الماضي.
وكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد عبر "تويتر"، إثر لقائه أوباسانجو: "جددت ثقتي الكاملة به وشجعته على مواصلة تعامله مع الطرفين والجهات الفاعلة الدولية للعمل من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا والمنطقة".
ويأتي هذا القرار، رغم رفض حركة تحرير تيجراي وساطة أوباسانجو، الهادفة لإنهاء الحرب التي دارت بينها وبين القوات الحكومية منذ نهاية 2020.
وكانت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد شددت على أن أي محادثات مع حركة تحرير تيجراي يجب أن تجري برعاية الاتحاد الإفريقي ومقره أديس أبابا، غير أن الحركة نددت بـ"قرب" أوباسانجو من الزعيم الإثيوبي.
وبعد هزيمتها أمام الجيش الفيدرالي في نوفمبر 2020، استعادت جبهة تحرير شعب تيجراي في منتصف 2021 السيطرة على غالبية المنطقة إثر هجوم مضاد جعلها تقترب من العاصمة أديس أبابا، قبل تراجعها على وقع ضربات القوات الحكومية.
وقالت الجبهة منذ نحو أسبوعين أن أديس أبابا وإريتريا يشنان هجومًا على إقليم التيجراي، وأعلن عضو بارز من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أن القوات الإريترية والإثيوبية بدأت هجوما في أربع مناطق بمنطقة تيجراي، شمالي إثيوبيا، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج للأنباء.
وتقول الوكالة إن وزارة الإعلام الإريترية، لم تعلق، ولا بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على طلبين، للتعليق على هذه النبأ، أحدهما في رسالة نصية، والآخر عبر البريد الإلكتروني على الترتيب.
أضاف جيتاشو أن إثيوبيا وإريتريا "تنسقان جهودهما لتحويل الأمر إلى اضطرابات إقليمية .. ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا". ويعني انضمام إريتريا تصعيدا للصراع في تيجراي، بعد أسبوع من اندلاع اشتباكات أنهت وقف إطلاق نار إنساني استمر خمسة أشهر.
وقال سلاح الجو الإثيوبي الأسبوع الماضي إنه أسقط طائرة كانت تنقل أسلحة، عبرت الحدود من السودان المجاورة، لكن الخرطوم نفت ذلك جملة وتفصيلًا.
ومن شأن تجدد القتال عرقلة جهود الحكومة الإثيوبية، لتعزيز العلاقات مع الممولين الدوليين، حيث إن أديس أبابا تنتظر قرضا من صندوق النقد الدولي وسط جهود لإعادة هيكلة ديون البلاد.