الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عقبتان "سورية ومصرية" أمام نجاح القمة العربية المقبلة في الجزائر

الرئيس نيوز

تتسبب دمشق في وضع عراقيل أمام الخطة الجزائرية للقمة العربية المقبلة، وقالت صحيفة آراب ويكلي، الصادرة في لندن، إن المراقبين يعتقدون أن هذا التحول سيجعل القمة عبئًا أكثر من كونها وسيلة لصقل أوراق اعتماد الجزائر وتعزيز تأثيرها في المنطقة العربية فقد فاجأت السلطات السورية الحكومة الجزائرية بإظهار عدم اهتمامها بشكل غير متوقع بإعادة شغل مقعد سوريا في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل، وهو عزوف سوري من شأنه أن يحد من آمال الجزائريين في ضمان نجاح القمة.
أما العقبة المصرية فتتمثل في حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي سيحضر أو يقرر إرسال ممثلا أو مندوبًا عن مصر، وينظر المراقبون إلى وجود السيسي على أنه بالغ الأهمية لمناقشة عدد من القضايا العربية الرئيسية، بما في ذلك قضية سوريا ودعم موقف القيادة الجزائرية وسط تحديات إقليمية ورياح جيوسياسية معاكسة.
ويقول خبراء عرب إن العلاقة بين مصر والجزائر توترت في الأشهر الأخيرة بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك ترحيب الجزائر برئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد واستقباله في زيارة رفيعة المستوى واعتبرت القاهرة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، الذي التقى بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، تعبيرًا عن تحيز إثيوبيا ضد مصر في القضية الحاسمة المتعلقة بسد النهضة وتأثيرها على مجرى نهر النيل ودولتي المصب.
ألقى الموقف السوري بعقبات في مسار أعمال التحضير لقمة الجزائر إلى جانب طموحها في جني ثمار هذه القمة التي تسعى "لإعادة توحيد الصف العربي" هدفاً رسمياً رئيسياً ومن المعايير المهمة لتحقيق هذه الغاية إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية. لكن الحماس لهذا الهدف بين الدول العربية، بما في ذلك سوريا نفسها الآن، تراجع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.
وحاول وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة استباق أي تفسير غير موات للموقف السوري بإعلانه أن دمشق "تفضل عدم اقتراح عودتها إلى جامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر في نوفمبر المقبل" وجاء هذا الإعلان بعد محادثة هاتفية مع نظيره السوري فيصل المقداد، خصصت، بحسب بيان الخارجية الجزائرية، "لموضوع علاقة الجمهورية العربية السورية مع جامعة الدول العربية".
واضاف البيان أن العمامرة "اكد ان بلاده تفضل عدم اثارة موضوع استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية خلال قمة نوفمبر وذلك للمساهمة في توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات التي يفرضها الوضع الراهن في العراق على الصعيدين الإقليمي والدولي ".
وتوحي تصريحات العمامرة بأن الجزائر اضطرت إلى التراجع عن قضية عودة سوريا إلى الجامعة لعدم وجود إجماع عربي ومن المنتظر ألا يدخر أي جهد في الأيام المقبلة لتصوير هذا التطور على أنه "تنازل" من أجل "التماسك العربي" وليس انتكاسة دبلوماسية جزائرية أخرى.
ويقول المحللون إن هذا التحول سيقلل من حدة الخطاب الشعبوي الجزائري في الداخل وسيجعل القمة عبئًا أكثر من كونها وسيلة لصقل أوراق اعتماد الجزائر في المنطقة ولم يقدم وزير الخارجية الجزائري تفاصيل أخرى عن الموقف السوري غير المتوقع، لكن خبراء إقليميين توقعوا أن القيادة السورية ربما تلقت معلومات أو نصائح من دول عربية أبدت تحفظات على حضور دمشق القمة وسيكون ذلك مدفوعاً بعدد من المخاوف الأمنية العربية، بما في ذلك موقف الجزائر من إيران وحزب الله اللبناني وتقارب الجزائر مع إثيوبيا وبحسب المحللين، يقال أيضًا أن سوريا حذرة من تنفير بعض الدول العربية المؤثرة التي تختلف مع الجزائر، خاصة في ظل أزمتها المستمرة مع المغرب وتدعم دول الخليج العربي سيادة المغرب على الصحراء الغربية بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تنازع الحكم المغربي على المنطقة.
في الأشهر الأخيرة، حسنت سوريا علاقاتها مع عدد من الدول العربية، ومن المرجح، وفقًا للخبراء، أن دمشق تلقت تأكيدات بشأن عودتها إلى جامعة الدول العربية في وقت قريب جدًا، لكن تم تحذيرها من "الانحياز إلى جانب المصالح الجزائرية " وكانت الجزائر تعول في وقت سابق على دعم مصر للمساعدة في القمة وجدول أعمالها المعلن ولكن الخلافات دفعت القاهرة إلى إعادة النظر في دعمها وحتى اقتراحها في مناقشات غير رسمية بين أعضاء الجامعة، بحسب المصادر، بنقل مكان انعقاد القمة من الجزائر إلى عاصمة عربية أخرى أو تأجيلها إلى موعد لاحق.
وزار وزير الخارجية الجزائري في الأسابيع القليلة الماضية عددا من العواصم العربية بينها بغداد ودمشق سعيا للتحضير للقمة العربية المقررة، لكن رد الحكومة العراقية كان غامضا وسوريا التي رحبت في البداية بالجهود الجزائرية، فاجأت الجميع أخيرًا بموقفها الفاتر تجاه حضور القمة وفي محاولة لحفظ ماء الوجه، أعربت الجزائر عن "تقديرها لموقف سوريا الداعم لتعزيز العمل العربي المشترك على الصعيدين الثنائي والجماعي بما يعود بالنفع على الأمن القومي العربي بجميع أبعاده" وقالت الجزائر في بيان صادر عن وزارة الخارجية إنها "بدأت سلسلة من المشاورات مع العديد من الدول العربية بهدف تعزيز التوافق اللازم استعدادا للدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في الجزائر في الأول والثاني من نوفمبر المقبل ".
وفي إشارة إلى زيارة العمامرة لبغداد ودمشق، أشارت الوزارة إلى أن سوريا أوضحت أن "الأولوية بالنسبة لها هي تعزيز العلاقات العربية البينية وتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات الراهنة ودعم جهود الجزائر في هذا الصدد".