شاب مصري كفيف يدخل موسوعة جينيس لتصميم أكبر نظارة في العالم من قطع الليجو
دخل شاب مصري يعاني من ضعف الإبصار الشديد موسوعة جينيس للأرقام القياسية لإصراره على تجديد الأمل في نفوس فاقدي البصر من خلال بناء أكبر نظارة باستخدام مكعبات ليجو في العالم، واستخدم الشاب وشقيقته 65108 قطعة من مكعبات ليجو التي تزن أكثر من 147 كيلو جرام، وذكر موقع زاوية التابع لطومسون رويترز أن الشقيقان المصريان استطاعا بناء أكبر نظارة من المكعبات في العالم، وأقيمت المسابقة في جاليريا جزيرة المارية التابعة لأبو ظبي، حيث جرى الاحتفال بقدرة الأخ المختلفة رغم إعاقته والاعتراف بشغفه وحبه لمكعبات الليجو.
ووفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، حاول الشاب المصري زياد إبراهيم، 19 عامًا، وشقيقته سلمى، 17 عامًا، من مدينة المنصورة، تسجيل هذا الرقم القياسي لبناء نظارة من المكعبات بلغت أبعادها: 6.2 متر × 2.52 متر × 0.952 متر.
وبفضل 5٪ فقط من بصره وبمساعدة أخته، قام زياد بتجميع النظارة على مدى 17 يومًا واستغرق الأمر من الشقيق ما مجموعه 56 ساعة و35 دقيقة لتجميعها من حوالي 65108 قطعة من مكعبات ليجو التي تزن أكثر من 147 كجم، أي ما يعادل وزن صغير دب الباندا وفي يناير 2020، شارك زياد في أطول تتابع مصافحة في العالم خلال ماراثون مصافحة أقيم في أبو ظبي، والذي ألهمه بتحطيم لقب جينيس للأرقام القياسية بطريقته الخاصة ويعاني الشاب زياد مرض ليبر الخلقي، وهو عبارة عن اضطراب في العين يؤثر بشكل أساسي على شبكية العين وبالتالي يؤثر على القدرة على الإبصار، ومن المعروف أن المرضى الذين يعانون من هذا النوع من قصر النظر يعانون من استجابات حدقة شبه غائبة مع انخفاض حاد في قوة البصر ومن غير الممكن تصحيح هذا الاضطراب المرضي بالنظارات أو العدسات اللاصقة أو الجراحة كما أنه ليس عمى ولكن يبقى الإبصار محدودًا.
بينما تشير الدراسات إلى أن ثمانين بالمائة من العمى يحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فإن زياد يعاني من المرض الخلقي في سن 19 عامًا، ويتنافس في فئة مخصصة لأصحاب الهمم القادرين على العمل ويؤكد أنه أراد أن يثبت للجميع حول العالم أنه حتى مع وجود ضعف الإبصار فإن الأحلام يمكن أن تتحقق وفي يوم تكريمه كان زياد يرتدي نظارة تشبه تمامًا تلك التي ابتكرها باستخدام مكعبات ليجو وفي البداية، تم بناء النظارة الكبيرة في منزل الشقيقين، ثم انتقلا إلى الجاليريا حيث خصصت الإدارة مساحة لنظارتهما المبتكرة، ويدرس زياد إبراهيم الهندسة الكيميائية في كلية دبلن الجامعية بأيرلندا وحصل على منحة دراسية مجانية بعد أن حقق نتائج مبهرة في دراسته الثانوية.
وحصل زياد على أول صندوق له من مكعبات ليجو في سن التاسعة، ومنذ ذلك الحين أصبحت عشقه وهوايته المفضلة ونقل الموقع عن زياد قوله: "أقضي ساعات في الاستماع إلى مقاطع فيديو على يوتيوب لأتعلم كيفية إنشاء أشكال جديدة باستخدام مكعبات ليجو، وحتى بالاستعانة بالشاشات الكبيرة لا أستطيع رؤية الأشياء بوضوح، أنا فقط أتعرف على الأجسام المتحركة ومع ذلك، أرى الحياة من خلال عيون أمي"، وتحرص والدة زياد على الانتقال معه، وتوظف الجامعة مساعدًا لدعم دراسته، وهو حاليًا من بين أفضل 2٪ في فصله ويؤكد أن هواية مكعبات ليجو تساعد في تنمية قدرات التفكير وتجعل الدماغ أقوى عند التفكير في الشكل وإنشائه، كما يحب زياد الأفلام الوثائقية التي تدور حول الكائنات الحية، وأفضل لحظاته في اليوم هي عندما يستيقظ ويرى أشعة الشمس تأتي من نافذة غرفته ويحلم زياد بالعمل في متجر ليجو المعتمد، حيث يعتقد أنه يمكن أن يحقق الكثير من القيمة للشركة.
أما سلمى، الأخت الصغرى التي ترغب في إكمال دراستها العليا في أيرلندا أيضًا، فقد ساعدت شقيقها في تحقيق الرقم القياسي وتعتقد أنه يستطيع الفوز بالمزيد من ألقاب جينيس للأرقام القياسية في المستقبل، وتقول عن زياد: "منذ أن كنا صغارًا، كان أخي مصدر إلهام لي ويشجعني على عدم التخلي عن أي شيء أفعله، وآمل أن تلهم قصته الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أي شيء يحلمون به ".