إذاعة الجيش الإسرائيلي تكشف كيف تم احتواء غضب القاهرة وتقليل التوتر معها
بدا أن القرار الإداري الإسرائيلي بالإفراج عن الأسير الفلسطيني خليل العواودة مطلع اكتوبر المقبل، جزء من محاولات إسرائيلية لإرضاء القاهرة؛ بعدما وصلت الأمور إلى توتر غير مسبوق، على خلفية الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطيني.
إذاعة الجيش الإسرائيلي، كشفت الأحد، عن زيارة قام بها بشكل سري إلى مصر، وفد أمني إسرائيلي برئاسة اللواء آفي جيل، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وعضوية ضباط آخرين في الجيش الإسرائيلي وممثل عن وزارة الدفاع، قبل حوالي عشرة أيام، بهدف إنهاء التوترات التي شابت العلاقة مع القاهرة، بعد الهدنة الأخيرة في قطاع غزة، بينما تجري إسرائيل جهوداً مكثفة في محاولة للعثور على مكان دفن الجنود المصريين الذين سقطوا خلال معارك حرب الأيام الستة في جبال القدس.
ووفق موقع صحيفة "الشرق الاوسط" كانت إسرائيل قد أقرت بوجود توتر في العلاقات مع القاهرة، على خلفية جولة القتال الأخيرة في قطاع غزة، وما تبعها من تصعيد في الضفة الغربية. وبحسب تقارير مختلفة، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قبل حوالي شهر، في وقت كانت تعمل فيه مصر على تهدئة النفوس، أثار غضب القاهرة، وارتفع هذا الغضب حين اغتالت إسرائيل قائد "كتائب الأقصى" إبراهيم النابلسي في نابلس، بعد يومين من التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وبينما كانت تعمل مصر أيضاً على هدوء أوسع ومستمر.
قالت مصادر مطلعة آنذاك، إن تدهوراً حقيقياً حصل في العلاقات بين الطرفين، وأن المصريين اتخذوا خطوات جدية حتى تفهم إسرائيل مدى خطورة الوضع بالنسبة لهم، لكن لأحد كشف طبيعة تلك الخطوات المصرية.
أكثر ما أغضب المصريين أن التصعيد في الضفة، جاء بعد مكالمة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد والرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طلب منه خفض التوتر في الضفة الغربية، من أجل الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة.
ومن أجل خفض التوتر، وضمن الجهود التي بذلتها إسرائيل في الآونة الأخيرة في سياق استرداد الثقة مع السلطات المصرية، جاء إطلاق سراح خليل عواودة الذي كانت «الجهاد» قد اشترطت إطلاق سراحه من أجل وقف جولة القتال في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، تجري إسرائيل جهوداً مكثفة في الفترة الأخيرة، في محاولة للعثور على مكان دفن الجنود المصريين الذين سقطوا خلال معارك حرب الأيام الستة في يونيو 1967، في جبال القدس؛ حيث لا يزال الموقع الدقيق مجهولاً.
كان لبيد قد أوعز قبل شهرين إلى سكرتيره العسكري، آفي جيل، وبعد محادثة جرت بينه وبين الرئيس السيسي، بالتحقق من المعلومات التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن المقبرة الجماعية لجنود كوماندوز مصريين تعود لفترة حرب الأيام الستة، والتي تقع تحت ساحة موقف سيارات «ميني يسرائيل» في منطقة اللطرون.
كانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت في تحقيق نُشر في بداية شهر يوليو، لأول مرة، عما وصفه التحقيق بالسر الذي أخفته إسرائيل مدة 55 عاماً.
تمت الإشارة في التقرير إلى وجود مقبرة للجنود المصريين الذين قُتلوا في المعارك حول كيبوتس نحشون، خلال حرب الأيام الستة. وطرح الرئيس السيسي قضية الجنود المصريين على لبيد الذي وعده بأن يتم التحقيق في الأمر، وإبلاغ الجهات المصرية المعنية بذلك.