الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أكثر من 9 ملايين.. المزيد من اللاجئين والمهاجرين يجدون ملاذا آمنا في مصر

الرئيس نيوز

عند التجول في مدينة السادس من أكتوبر إلى الجنوب الغربي من العاصمة المصرية القاهرة، قد يشعر المرء وكأنه يتنقل في مدينة سورية حيث تعج بالمطاعم والمحلات التجارية ومحلات البقالة التي تبيع الشاورما والدجاج المشوي والمخللات والبهارات على الطريقة السورية، ويدير هذه المحلات والشركات في الغالب لاجئون سوريون يعيشون في المدينة، ويقدر عددهم بالآلاف.
وقالت وكالة شينخوا الصينية إن هذه الظاهرة لافتة بشكل خاص في المدينة التي تعد من أهم المدن المصرية الجديدة، وأجرت وكالة الأنباء الصينية مقابلة مع شاب سوري يدعى عمار عبد الرحمن، 44 عاما، صاحب مطعم يبيع السندويشات السورية، بعد أن فر مع عائلته من وطنه الذي مزقته الحرب في عام 2012، وجد ملاذًا آمنًا في مصر منذ ذلك الحين وقال عبد الرحمن "عانيت في البداية من العثور على وظيفة حتى فتحت بالشراكة مع مصري مطعم يبيع السندويشات السورية".
وأضاف أنه راضٍ تمامًا عن حياته الحالية في مصر حيث تعيش عائلته في شقة مستأجرة بنفس السعر المعروض للمصريين، بينما يحصل أبناؤه على تعليم مجاني في المدارس الحكومية المصرية وقال اللاجئ السوري لشينخوا "أتيحت لي الفرصة للسفر إلى دولة أوروبية بشكل غير قانوني، لكنني أشعر براحة أكبر هنا لأنه لا توجد لغة أو ثقافة أو حواجز دينية".
هناك أكثر من 9 ملايين لاجئ ومهاجر غير شرعي يعيشون في مصر من حوالي 130 دولة، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة نُشر في 7 أغسطس وذكر التقرير أن "العدد الحالي للمهاجرين الدوليين المقيمين في مصر هو 9012582 مهاجرًا، أي ما يعادل 8.7 بالمائة من السكان المصريين" ومن بين المجموع، تشير التقديرات إلى أن هناك 4 ملايين سوداني، و 1.5 مليون سوري، ومليون يمني، ومليون ليبي. مجتمعة، يمثلون حوالي 80 في المائة من إجمالي عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المقيمين حاليًا في مصر.
وقالت نائلة جبر، رئيسة لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ومقرها القاهرة، إن عدد اللاجئين والمهاجرين في مصر ارتفع بشكل ملحوظ بسبب عدم الاستقرار الذي طال أمده في البلدان المجاورة وأضافت "مصر واحة للأمن والأمان في منطقة تعاني من العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية التي دفعت العديد من السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين والسودانيين وجنوب السودان والإثيوبيين والإريتريين إلى البحث عن مأوى في أكثر الدول العربية اكتظاظًا بالسكان"، وأوضحت المسؤولة المصرية أن الوضع القانوني لـ9 ملايين فرد تستوعبهم مصر هم لاجئون ومهاجرون لا يملكون ممتلكات قانونية أو تصاريح إقامة مضيفةً أن 275 ألف منهم فقط يتمتعون "بوضع اللاجئ" وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951.
وأكدت جبر أن مصر انتهجت سياسة متساهلة تجاه اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين دون اتخاذ إجراءات سلبية بحقهم أو وضعهم في مخيمات للاجئين وأشارت إلى أنهم يتمتعون بحقوق متساوية مع المواطنين المصريين فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية الوطنية على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي الذي أثر سلبا على الاقتصاد المصري والتوظيف وشددت على عدم وجود مشاكل كبيرة سببها اللاجئون والمهاجرون، مضيفًا أن الوجود الأجنبي يساهم حتى في ثراء الاقتصاد المصري وثقافته ونفت جبر التقارير الغربية التي تفيد بأن مصر بلد عبور للمهاجرين، حيث "العبور ليس سهلاً الآن كما كان من قبل لأن قوات حرس الحدود سيطرت بشكل كامل على شبه جزيرة سيناء والحدود الغربية وساحل البحر الأبيض المتوسط".
وأشارت إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية (2016-2026) وقانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين الصادر عام 2016 لتشديد العقوبات ضد المهاجرين غير الشرعيين كأداة لمنع الهجرة عبر الأراضي المصرية ودعت جبر إلى تعاون أفضل مع أوروبا، التي قالت إنها يجب أن تتخلى عن الكيل بمكيالين في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين وقالت "على أوروبا أن تعمل على خلق فرص عمل وتسوية المشاكل السياسية في الدول الأفريقية التي تصدر المهاجرين" وأضافت "مقارنة بالترحيب بالأوكرانيين، فإن أوروبا في دفاعها عن حقوق الإنسان تعاملت مع الأفغان والعرب والأفارقة بالتمييز".
ومع ذلك، يحاول بعض اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في مصر استخدام البلاد كنقطة انطلاق للهجرة إلى أوروبا واعترفت فتاة إريترية تبلغ من العمر 17 عامًا، رفضت ذكر اسمها لأنها لا تملك تصريح إقامة قانوني في مصر، أن مصر بالنسبة لها هي فقط "بلد عبور للهجرة إلى أوروبا" ووصلت الفتاة، التي تعمل سكرتيرة في أكاديمية الموسيقى بحي المعادي جنوب شرق القاهرة، إلى مصر مع أسرتها منذ أربعة أعوام وقالت إنها كانت تدخر المال للحصول على تذكرة محتملة لقارب آمن ينقلها هي وعائلتها إلى أوروبا، وتابعت: "المصريون طيبون لكن مصر ليست دولة غنية ولا فرصة عمل لوالدي ولا نستطيع العيش على المساعدات للأبد. لدي أحلام بالحصول على تعليم جيد".