الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بفضل فرع مفقود للنيل.. كيف استطاع المصريين القدماء بناء الأهرامات؟

الرئيس نيوز

تؤكد دراسة جديدة نظرية طويلة الأمد مفادها أن بناة الأهرام استخدموا فرعًا من فروع نهر النقل في نقل الكتل الحجرية الثقيلة التي تشكل معًا الهرم الأكبر أحد عجائب الدنيا القديمة، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، التي قدمت ملخصًا للدراسة، فقد ساعد فرع النيل الذي لم يعد له وجود منذ فترة طويلة في بناء أهرامات مصر
ومنذ 4500 عام، كانت أهرامات الجيزة في موقعها المعروف تلوح في الأفق فوق الضفة الغربية لنهر النيل كأنها سلسلة جبال من صنع الإنسان شيدت بوسائل هندسية راقية، ويحتل الهرم الأكبر، الذي بني لإحياء ذكرى عهد الفرعون خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة في مصر، مساحة 13 فدانًا ويبلغ ارتفاعه أكثر من 480 قدمًا عند اكتماله حوالي 2560 قبل الميلاد. 
ومن اللافت للنظر أن المهندسين المعماريين القدماء نقلوا بطريقة ما 2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري والجرانيت، يزن كل منها في المتوسط أكثر من طنين، عبر أميال من الصحراء من ضفاف النيل إلى موقع الهرم على هضبة الجيزة.
وكان سحب هذه الحجارة فوق الأرض أمرًا شاقًا، ولطالما اعتقد العلماء أن استخدام نهر أو قناة جعل عملية نقل الأحجار ممكنة، ولكن النيل اليوم على بعد أميال من الأهرامات، ومع ذلك، فقد اكتشف فريق من الباحثين، خلال الأسبوع الجاري، حل اللغز وأعلنوا عن أدلة تشير إلى أن فرعًا من روع النيل أصبح مفقودًا اليومكان يقطع ذات مرة هذا الامتداد الصحراوي، وكان من الممكن أن يساهم فرع النيل الذي اختفى من الموقع في تبسيط نقل الأحجار العملاقة إلى مجمع الهرم إلى حد كبير.
ويعد بناء أهرامات الجيزة العظيمة في مصر منذ حوالي 4500 عام أحد أعظم إنجازات العالم ومن بين العديد من الأسئلة والتعقيدات المحيطة بالأهرامات، مع ذلك، هو كيف تم نقل "اللبنات" الضخمة إلى موقع البناء واتضح، أن الفضل يرجع في تحقيق ذلك لفرع نهر النيل مفقود منذ زمن طويل.
وعندما نرى أهرامات الجيزة اليوم، نجدها محاطة بسهل رمل شاسع في القاهرة الكبرى المترامية الأطراف خلف الموقع، ويقع الجسم الرئيسي لنهر النيل حاليًا على بعد حوالي 8 كيلومترات (5 أميال)، وهي مسافة شاسعة إذا كنت بصدد سحب كميات هائلة من الأحجار عبر الرمال.
منذ أكثر من 4000 عام، ومع ذلك، تمكن العلماء من تعقب فرع النيل البائد والمعروف باسم فرع خوفو منحوتًا خلف موقع مجمع أهرامات الجيزة ومنذ فترة طويلة يشتبه في أن فرع خوفو كان الوريد الحيوي لمصر القديمة، حيث ساعد النيل عمالها على نقل المواد إلى الأهرامات من أماكن أخرى ومع ذلك، فقد ظل تاريخها غير مفهوم حتى إعلان نتائج تلك الدراسة.
كما ورد في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، تمكن باحثون من فرنسا من الحصول على تاريخ مفصل لهذا الفرع من النهر من حبوب اللقاح المستخرجة من السهول الفيضية وتوضح الخريطة كيف وصل فرع خوفو لنهر النيل في مصر سابقًا إلى أطراف مجمع أهرامات الجيزة الكبرى.
من خلال تتبع نمو وزوال أكثر من 61 نباتًا مختلفًا على طول سهل الفيضان، أظهروا ارتفاع وانخفاض مستويات المياه في فروع النهر على مدى 8000 عام من التاريخ المصري القديم.