الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

عاجل | رسالة إلى رئيس الجمهورية.."فزاعة عماد الدين أديب"

الرئيس نيوز

تلقى موقع "الرئيس نيوز"، صباح اليوم، مقال غير موقع، من أحد المواطنين المصريين، بعنوان " رسالة إلى رئيس الجمهورية..فزاعة عماد الدين أديب، تناول فيه قراءة وتحليل لمقالين للإعلامي عماد الدين أديب، كان قد سبق ونشرهما فى أحد المواقع الإلكترونية  بعنوان " 14 سبباً لسقوط الأنظمة والحكام" ، والثاني بعنوان "وصيتي الأخيرة لبلادي ورئيسي".

مقال: رسالة إلى رئيس الجمهورية.. فزاعة عماد الدين أديب

وينشر "الرئيس نيوز" المقال كما جاء بنصه التالي: 

طالعنا الأستاذ المفكر الكبير عماد الدين أديب على مدار الأسابيع الماضية بسلسلة من المقالات الهامة والتي تعكس صورة قاتمة لمصر في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وتؤكد على تحذيرات حاسمة بشأن موقف الاستقرار في مصر مع التركيز علي ما يواجه النظام الحاكم من اتهامات بالتسبب في حدوث أزمة اقتصادية مريعة قد تؤدي إلى انهياره خلال الفترة القادمة.

ومع احترامي وتقديري لأفكار وتحليلات المفكر الكبير عماد أديب إلا أن قراءتي للمقالات الثلاث أفرزت لديّ العديد من الأسئلة والاستفسارات التي يتوجب على المفكر أن يجيب عليها حتى يتم توضيح الأمور بشكل أكثر تفصيلاً لجموع الشعب المصري الذي تولدت لديه أيضاً هذه الهواجس والمخاطر بشكل يتطلب أن تكون هناك إجابات واضحة ومحددة.

وفي هذا الإطار دعوني أتوقف عند المقال الأخير الذي استهل كتابته بجملة تحذيرية مفزعة وهي: «وصيتي الأخيرة لبلادي ورئيسي» وكأننا جميعا نتطلع للاطلاع على هذه الوصية وما بها قبل أن ينتقل كاتبها إلى الرفيق الأعلى في موعد لا يعلمه إلا الله!.

مقال: رسالة إلى رئيس الجمهورية.. فزاعة عماد الدين أديب

وهنا دعوني أبدأ بطرح أسئلتي واستفساراتي على الأستاذ المفكر الكبير والتي قد تتضمن إجابات أيضا من وجهة نظر العبد لله الفقير وتشمل:

1-   المشروع الشرير

 أشار الأستاذ عماد أديب أن هناك مشروع شرير يتم الإعداد له لإسقاط النظام وتحميله مسئولية الأزمة الاقتصادية.. وهنا دعوني أختلف مع المفكر الكبير وأقول له أن هذا المشروع قائم بالفعل منذ زمن بعيد وليس حالياً ولعلك تدرك ما تعرض له النظام المصري من تداعيات هذا المشروع «جمال عبدالناصر - السادات – مبارك» والذي ما زالت الدولة المصرية ونظامها وشعبها يتصدون له بكل قوة على مدار الأعوام الستين الماضية وحتي الآن، ولذلك فإن السؤال هو: لماذا أشرت إلى هذا المشروع الأن وليس منذ عام أو اثنين أو أكثر؟ إلا إذا كان هناك رغبة في تصدير حالة الفزع لجموع المصريين والدولة ونظامها باعتبار أن ذلك أحد أهداف المشروع الشرير.

 

2-   المشروع الأمريكي والأوربي

لا أدري ما هو الجديد الذي أشار له الأستاذ عماد أديب بالنسبة للدور الأوربي والإنجليزي تجاه مصر الأن وعلى مدار العقود الماضية، ولكن هنا أتوقف كثيراً وأقول أن هناك جديداً بالفعل، ألا وهو منهج النظام الحاكم في مصر الذي أضحى بمصر اليوم لتكون عنصر الاستقرار في المنطقة من خلال السياسات الحكيمة التي انتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه على مدار الثمانية أعوام الماضية، والتي أجبرت الجميع على التعامل معه وما أوجده من عناصر تأثير قوية في كافة الملفات «إسرائيل - غزة - ليبيا - السودان - شرق المتوسط - اليمن..» والتي جعلتهم جميعاً ينحنون احتراما لهذا النظام، وأن يتحولوا مجبرين من حالة المقاطعة إلى حالة التواصل المستمر للاستفادة من القدرة التأثيرية لهذا النظام -المهدد بالسقوط كما أشار الكاتب الكبير- هذا بالإضافة إلى تسابقهم في التواجد الاستثماري والاقتصادي داخل مصر « الطاقة - الغاز - الكهرباء..»، وأنا أتفق مع الأستاذ عماد أديب في أنهم يريدون مصر طافية فوق الماء بدون سباحة، وهذا ليس جديداً ليس بالنسبة للأمريكان والأوربيين، ولكن أيضا لجهات أخرى يشعر بها الجميع ويخجلون أن يذكروها، ولهذا فإني أرى أن هذا أيضا يمثل شكل من أشكال الفزاعة للمصريين يهدف الكاتب الكبير منها أن يحقق أحد أهداف المشروع الشرير.

 

3-   الإخوان المسلمون

وهنا تعجبت كثيراً وتوقفت طويلاً عما قرأت في مقال الأستاذ عماد أديب وأجد أن هناك تناقض كبير فيما ذكره ما بين الضربة التي تلقاها تنظيم الإخوان في مصر على يد الشعب والجيش المصري بقيادة الرئيس السيسي وما بين المشروع الحالي للإخوان لإيجاد قيادات عصرية تستطيع التأثير على مجريات الأمور.. وهنا أرى أنه من الواجب عليّ أن أنوه للأستاذ عماد أديب وأقول له: إن معلوماتك أو تصوراتك للإخوان المسلمين ليست دقيقة بالمرة لأن استراتيجية الدولة المصرية ونظامها تجاه تنظيم الإخوان لم تتوقف منذ عام 2013 وحتى الأن وستستمر حيث توالت الضربات على كافة المستويات سواء في الداخل أو بالخارج والتي أفرزت العديد من النتائج، نوجزها فيما يلي:

أ‌- الضربات التي تلقاها التنظيم على مستوى العالم خاصة ضد قدرات التمويل والإمداد وإن كان ما زال هناك بعض العناصر يتم استخدامها ضد الدولة المصرية تحت راية حقوق الإنسان وهو الملف «الخائب والتافه» الذي يفشل يوم بعد يوم.

ب‌- انهيار قدرات تنظيم الإخوان في العديد من مواقعهم التاريخية «تونس - المغرب - السودان - الخليج العربي - ليبيا..».

جـ- حالة الانقسام الشديد بين قيادات التنظيم التي أوجدت أخيرا قيادتين متنازعتين تواجه بعضهما البعض وما تمثله من فقدان الثقة لدى قواعد التنظيم على كافة المستويات.

د- تخلي بعض القوى الإقليمية عن رعايتها للإخوان بشكل كبير أملاً في تحسين العلاقة مع مصر في إطار المصالح المشتركة التي تتطلب التضحية بهذا التنظيم ولا داعي للإشارة لهذه القوى ونحن جميعا نعرفها.

 وهنا لا أريد أن أستطرد في هذا الملف وإن كنت أري أن الأستاذ عماد أديب أراد أن يستكمل عناصر الفزاعة لجموع المصريين وأيضاً باعتبار ذلك أحد عناصر المشروع الشرير الذي أشار إليه في مقدمة المقال.

4- فريق عمل ومساعدي الرئيس 

وهذا هو الملف الأخير الذي سأتكلم عنه تعقيبا علي مقال الأستاذ الكبير/ عماد اديب والذي من المؤكد أن الهدف الرئيسي لجميع المقالات السابقة ألا وهو التشكيك دون الإساءة إلى عناصر فريق عمل ومساعدي الرئيس بالشكل الذي يقنع الجميع بحتمية التغيير والاستبدال تحقيقا للهدف الرئيسي من أهداف المشروع الشرير ... وهنا تجدر الإشارة  إلي العديد من المحددات المؤثرة في هذا الشأن ألا وهي: 

 ا- أن الرئيس السيسي رجل قوي لدية رؤية وأفكار استراتيجية ليست نظرية وإنما فاعلة وأثبتت نجاحها المبهر المتمثل في حجم الإنجاز العبقري على مدار السنوات الثمانية الماضية وبالتالي هو ليس من القادة والزعماء اللذين يعتمدون على عناصر الولاء والانتماء فقط وإنما على قدرات عالية يستطيع برؤيته ان يوجهها لتحقيق أعلي النتائج.

ب- أن الرئيس السيسي هو الرئيس أو الحاكم الأوحد في تاريخ مصر الذي استعان بخبرات متعددة في كافة المجالات ما بين مسئولين ومستشارين ومساعدين ولم يبخل على نفسه من الاستماع للجميع والاستفادة من خبراتهم المتنوعة.

جـ- أن فريق العمل والمساعدين الذي يقصده الأستاذ عماد اديب كما يقصده الكثيرون هو الفريق الذي كان خلف الرئيس في مراحل تنفيذ الإنجاز العبقري علي أرض مصر خلال السنوات الثمانية الماضية وأن الرئيس السيسي بقدراته ورؤياه كان لا يتورع عن استبدال هذا الفريق لو وجد تقاعسا في أي وقت يؤثر علي ما تم تحقيقه من إنجاز.

د- أن هذا الفريق الداعم والمساعد للرئيس السيسي والدولة تعرض لحملة شنيعة علي مدار السنوات الثمانية ما بين تشويه وإشاعات وتشنيعات كان الهدف منه الضغط علي الرئيس لإقصاء الفريق عن المشهد إلا أن الرئيس السيسي تصدي بنفسه لهذا التشويه وأصر علي الاحتفاظ بفريقه طالما أنه الرئيس القوي العاقل المدرك لصواب الأمور. 

هـ- أن هناك عدم عدالة في عرض الموضوع وطرحه ولماذا نمارس الضغط علي الرئيس لإقصاء واستبدال فريق عمله والانتقاص من حق الرئيس في اختيار معاونيه أسوة بكل رؤساء وملوك وقادة العالم .

وفي النهاية أري أن ما ذكرته في مقالي هذا إنما هو محاولة مني لتفنيد ما جاء في مقالات الأستاذ عماد أديب والتي من الواضح أنها عبارة عن مجموعة فزاعات موجهه للشعب المصري وقياداته استغلالاً للظروف الاقتصادية العالمية والتي أثرت علي مصر بشكل كبير وهنا تكتمل عناصر المشروع الشرير ويتحقق الغرض الذي سعت إليه قوي عديدة علي مدار السنوات الماضية ... إلا أنه يتوجب علي الأستاذ عماد أديب أن يفهم أن الشعب المصري العظيم أصبح من الإدراك والوعي المختلف تماما عن عقود سابقة ويثق في رئيسه وجيشه ومؤسساته ويفخر دائما بالإنجاز المتحقق في مصر وإن كان يشكو من تأثيرات الموقف مثله كمثل باقي شعوب العالم، وإن كانت شكواه هي شكوى المحب الفخور ببلده وقياداته. وأخيراً يا أستاذ عماد أديب شكراً لك علي مقالاتك المتعددة وأحب أن أطمئنك أن الفزاعة وصلت ونحن جميعا لها.

طالع أيضا:

لا يليق بمصر..عماد الدين أديب يثير غضب المصريين والخلايجة بمقال "الأزمة"

" سقوط الأنظمة"..مصطفى بكري ينتقد مقال عماد الدين أديب: لماذا الآن؟

عاجل| بعد الهجوم عليه.. أول تعليق من عماد أديب على انتقادات مقال «سقوط الأنظمة»