الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لقاء العلمين الخماسي.. اجتماع مٌفاجئ لمناقشة ملفات أمنية ومخابراتية وإيران

الرئيس نيوز

اختُتم أمس الثلاثاء اللقاء الأخوي الخاص الذي استضافته مصر على ‏مدار الساعات القليلة الماضية بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ‏رئيس دولة الإمارات العربية، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك ‏الأردن، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، ورئيس الوزراء ‏العراقي مصطفى الكاظمي. ‏

وعلى الرغم من فجائية اللقاء الخماسي؛ إذ لم يكن مُعلنًا عن عقده خلال ‏وقت سابق، إلا أن مؤشرات ربما نبأت ببعض الملفات التي كانت ‏موضعًا للنقاش.‏

المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، قال إن اللقاء شهد تبادل ‏وجهات النظر بين الزعماء بشأن تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، ‏والاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التعاون بينهم، ‏وتعزيز العمل العربي المشترك، ووحدة الصف العربي في مواجهة ‏التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، وتوحيد جميع الجهود الرامية إلى ‏التوصل إلى حلول دائمة للأزمات في دول المنطقة، تسهم في إرساء ‏دعائم الأمن والاستقرار فيها، وتحقق الاستقرار والسلام لشعوبها.‏



ورحب الرئيس السيسي بضيوف مصر الكرام معرباً عن التقدير والمودة ‏التي تكنها مصر قيادة وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمعها ‏بأشقائها من الدول العربية. وكان الرئيس السيسي ونظيره الإماراتي عقدا ‏الأحد الماضي جلسة مباحثات ثنائية في مدينة العلمين لبحث فرص ‏توسيع التعاون؛ خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتنموية.‏
ملفات حساسة في منطقة معقدة ‏

رئيس وحدة الشؤون الخليجية، في مركز الأهرام للدراسات السياسية ‏والاستراتيجية، معتز سلامة، يقول لـ"الرئيس نيوز": "من الصعب الجزم ‏بطبيعة الملفات التي تم مناقشتها في اللقاء الخماسي، فالقاعدة التي بات ‏معمول بها عدم طرح جميع القضايا في وسائل الإعلام؛ حتى يمكن ‏مناقشتها بشكل هادئ والتوصل فيها لقرارات بعيدة عن الشحن الإعلامي ‏أو التوجيه لتبني سياسات ومواقف عاطفية". ‏

يتابع الدكتور سلامة: "الحضور كان كبيرًا ولا يمكن تصور أن مثل هذا ‏الحضور كان لمناقشة أمور اعتيادية، فالتطورات على الساحة العربية ‏والإقليمية والدولية سريعة ومتطورة بشكل كبير ما يلزم من أجهزة ‏مخابرات تلك الدول تكثيف النقاشات والوقوف على حقيقة الأمور وترك ‏اتخاذ القرار النهائي لقادة تلك الدول وهو الأمر الذي لربما كان في هذه ‏الحالة حتى وإن لم يكن معلنًا".‏

أشار رئيس وحدة الشؤون العربية في مركز الأهرام للدراسات، إلى أن ‏مصر تجمعها ملفات ثنائية خاصة مع كل دولة من الدول الأربعة ‏الحاضرة للقاء، فبينها وبين الإمارات ملفات اقتصادية وتجارية وشراكة ‏استراتيجية، وكذلك مع البحرين، وبالنسبة للأردن والعراق، فمصر ‏تتشاور معهما وتتشارك في العديد من الملفات السياسية المتعلقة ‏بالتطورات في المنطقة، وأضاف: "لا يمكن إغفال دور العراق في ‏الوساطات بين إيران ودول الخليج ومصر والأردن كما أعلنت سابقًا". ‏

ورجح الدكتور سلامة أن يكون اللقاء قد ناقش الملف النووي الإيراني مع ‏قرب إبرام اتفاق بشأنه بين طهران والدول الـ5 الكبرى، إلى جانب بحث ‏التعاون الأمني بين الدول الـ5، والملفات الأساسية المتعلقة بأمن الطاقة ‏والغذاء.‏
وتناقلت تقارير صحفية أن القمة ناقشت ملفات بينها الملف النووي ‏الإيراني، على ضوء الاقتراب من إحياء الاتفاق النووي، والاضطرابات ‏السياسية التي يشهدها العراق، ومصير القمة العربية التي من المقرر أن ‏تستضيفها الجزائر نوفمبر المقبل، وتطورات القضية الفلسطينية.‏



وقبيل اللقاء الخماسي، أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ‏مساء الإثنين، قبيل توجهه إلى مصر للمشاركة في القمة الخماسية مع ‏زعماء عرب، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بحثا ‏فيه العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية‎.‎‏ وحسب موقع الرئاسة الإيرانية، ‏فإن الرئيس الإيراني أكد أهمية تحركات العراق لـ"تحسين الفضاء ‏السياسي في المنطقة"، داعياً إلى "ضرورة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة ‏وتسريع الخطوات في سبيل تنفيذها‎".‎

ووفق المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإن الكاظمي وصل إلى مصر؛ ‏للمشاركة بالقمة التي تناقش مجموعة من الموضوعات التي تهم المنطقة ‏منها الأمن الإقليمي، والتعاون المشترك، والتشاور في الموضوعات ‏المشتركة والتكامل الصناعي".‏

ترسيخ آليات التعاون

وعلق المستشار الرئاسي في الإمارات، أنور قرقاش، على اللقاء ‏الخماسي، وقال قرقاش عبر "تويتر": “تتواصل لقاءات قادة المنطقة ‏لترسيخ آليات التعاون بما يضمن التنسيق ومواجهة التحديات وتعظيم ‏فرص الشراكة الاقتصادية لخدمة الشعوب ورفاهها”.‏

يضيف: "الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله تكرس ‏جهودها وإمكانياتها للتأسيس لمرحلة عربية عنوانها التعاضد والتكاتف ‏لحماية المنطقة وتنميتها وضمان مستقبل الأجيال المقبلة، ولقاء العلمين ‏التشاوري الأخوى خطوة في هذا الاتجاه، حفظ الله الإمارات ووفقها في ‏مسعى الخير والنماء".‏

وأضاف: "لا يوجد ما يمنع أن تكون منطقتنا فاعلة ولديها رؤيتها ‏ومبادرتها الذاتية لتعزيز الاستقرار والازدهار ورسم معالم المستقبل بما ‏يخدم مصالحها العليا". ‏



سفير إمارتي في إيران

وأعلنت الإمارات العربية المتحدة، الأحد الماضي، عودة سفيرها لدى ‏إيران ليستأنف مهامه خلال الأيام المقبلة، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية ‏‏"وام": "أفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عودة سيف محمد الزعابي ‏سفير دولة الإمارات إلى طهران خلال الأيام المقبلة".
وقالت الخارجية الإماراتية إن ذلك يأتي بناءً على التنسيق الجاري مع ‏وزارة الخارجية الإيرانية وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين ‏الدول.‏