الصراع على الثروة يفتت ليبيا.. باشاغا يلمح لدخول طرابلس بمساعدة الجيش
زار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي - البرلمان ومقره طبرق - أنقرة في بداية شهر أغسطس واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان التركي مصطفى سينتوب وقبل زيارته، أوضح صالح تغييره في موقفه تجاه تركيا.
وفي الصراع الليبي، عارضت تركيا قوات الجيش الوطني الليبي وكان صالح قد دعم الجيش ولم يتفقوا على كل شيء، لكن في بيان قبل مغادرته إلى أنقرة، قال صالح لوسائل الإعلام إن “السياسة مرنة وقابلة للتطور والتغيير ولا يوجد تنافس دائم ومصالح الأتراك مرتبطة بمصالحنا".
واتفق أردوغان وصالح على ضرورة استبعاد أي حل عسكري لليبيا، وقررا ترك جميع قنوات الحوار مفتوحة لإجراء الانتخابات الوطنية وفي عام 2019، وقعت تركيا مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، إحداهما للتعاون العسكري والأخرى لترسيم مناطق الاختصاص البحري وكان صالح يعارض كليهما ومنع المصادقة عليهما في البرلمان، لكنه يقول الآن إنه غير رأيه ويدعمهما.
وبموجب أحد هذه الاتفاقات، قدمت تركيا التدريب والمشورة العسكرية والدعم اللوجستي للقوات العسكرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني وأدى هذا الدعم إلى تحويل التوازن العسكري لصالح طرابلس، ولكن صحيفة آراب نيوز تشير إلى أن جوهر محنة ليبيا هو السيطرة على ثروة البلاد النفطية، إذ تسيطر حكومة طرابلس على المؤسسات الحكومية، وأهمها البنك المركزي، بينما تسيطر حكومة طبرق على معظم حقول النفط والموانئ التي يتم تصدير النفط من خلالها والنفط الليبي وفير للغاية لدرجة أنه سيكون كافياً لتوفير حياة سخية لكل من القوى المتنافسة، فضلاً عن المواطنين الليبيين العاديين.
تجري مفاوضات ومساومات مكثفة خلف الكواليس وزعمت صحيفة ليبيا أوبزرفر في 31 يوليو أن نجل حفتر سافر إلى دبي للتفاوض مع مبعوث رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة على عدة مناصب في تعديل حكومي وأراد حفتر ترك أربعة مناصب وزارية - المالية والتخطيط والدفاع والشؤون الخارجية، بالإضافة إلى نائبين لرئيس الوزراء – لتقديره ولن يكون من المفاجئ أن تتم هذه المحادثات وقد يقبل الدبيبة بمثل هذه الترتيبات مقابل أن يصبح رئيسًا للسلطة التنفيذية في الدولة الغنية بالنفط.
قد تكون هناك مجموعة أخرى من المفاوضات جارية لفصل المقاطعات الشرقية التي يسيطر عليها حفتر عن ليبيا وإنشاء دولة مستقلة وسيكون هذا حدثًا زلزاليًا في الأزمة الليبية، وله عواقب على كل من البلد والمنطقة وإذا حدث هذا، فسيتم عزل تركيا عن منطقة الولاية البحرية المشتركة ولن يكون للبلدين حدود بحرية مشتركة من المحتمل أن تبذل تركيا قصارى جهدها لمنع مثل هذا السيناريو.
وأضافت الصحيفة أنه إذا تم تقسيم ليبيا، فمن المؤكد أن المزيد من عدم الاستقرار سوف يحدث وقد تغرق الدولة الغنية بالنفط في مستنقع جديد وكان رئيس مجلس الوزراء المعين من قبل مجلس النواب، قد ألمح فتحي باشاغا، إلى احتمال دخول طرابلس لتولي منصبه مع حكومته بدلاً من رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وحكومة الوحدة الوطنية، وفقًا لموقع فرانس 24،
وأضاف باشاغا في كلمة ألقاها أمام عدد من وجهاء المنطقة الغربية في مصراتة أن سبعة ملايين شخص ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس بينهم سكان العاصمة الليبية وقال "أولئك الذين يدعمون الدبيبة هم أقلية تعمل من أجل مصالحها الشخصية إنهم لا يتجاوزون 200 شخص" وقال باشاغا، معربًا عن رغبته في دخول العاصمة بسلام حتى تنجو البلاد من إراقة الدماء لكنه أكد أنه "مستعد لاستخدام القوة إذا لجأت القوات الداعمة للدبيبة إلى استخدام السلاح".
وأضاف "حكومة الدبيبة تعمل ضد مصالح الليبيين بمساعدة دول أجنبية ولها أجندتها الخاصة لقد فشلت منذ توليها السلطة في قيادة ليبيا للانتخابات" وقال باشاغا محذرًا دخول حكومته معارضي طرابلس من أنهم سيقتلون كمجرمين وليس شهداء لأنهم سيعرقلون مصالح الشعب الليبي.
وحاول باشاغا الدخول والسيطرة على طرابلس منذ حصوله على الثقة من مجلس النواب كرئيس جديد للوزراء ولكنه أخفق مرتين في تحقيق ذلك ثم قال إن حكومته سيكون مقرها في سرت.