ماذا كان ردة فعل القوات الجوية عقب محاولة اغتيال مبارك بأديس أبابا؟
حكى الدبلوماسي المخضرم، وزير الخارجية الأسبق، الأمين العام للجامعة العربية الأسبق، رئيس لجنة الـ50 لكتابة الدستور، مرو موسى، في مذكراته "كتابية1"، شهادة المسؤول السوداني مصطفى عثمان إسماعيل، عن لقاء جمعه بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وقص له وقتها الرئيس مبارك رد فعل القوات الجوية المصرية بعد ثبوت تورط النظام السوداني بقيادة عمر البشير بالتخطيط لمحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا.
يقول عثمان وقد شغل منصب المستشار الدبلوماسي للرئيس البشير: "العلاقة بين مصر والسودان كانت على شفا حرب، عقب محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا سنة 1995م على يد الجماعة الإسلامية المصرية، والتي اتهم السودان بتقديم الدعم لهذه الجماعة كي تنال من الرئيس المصري".
يتابع عثمان: "أقول كانت العلاقات على شفا حرب؛ لأنه حدث أنني التقيت الرئيس مبارك، بعد ذلك، وقال لي في سياق الحديث عن محالة اغتياله ما يلي: "تصور يا مصطفى بعد عودتي للقاهرة من أديس أبابا جاءتني قيادة القوات الجوية المصرية، أدوا لي التحية العسكرية، وقالي لي: سيادتك إحنا جاهزين لكي نضرب الخرطوم ردًا على تورطها في محاولة اغتيالك. كان القادة يشعرون بالمرارة الشديدة؛ باعتبار أن رئيسهم أهين. كان ردي عليهم حاسمًا: يا خبر انتم عارفين بتقولوا ايه؟ أنا طبعًا شاكر لكم مشاعركم النبيلة تجاهي، لكن إذا ضربتم الخرطوم فكأنكم ضربتم القاهرة، هذا موضوع سياسي ولا يعالج إلا بهذه الطريقة".
يوضح الدبلوماسي السابق أنه على الرغم من ثبوت تورط نظام البشير في المحاولة الفاشلة، وفرض الأمم المتحدة عقوبات على الخرطوم لتورطها في ذلك، إلا أن مبارك كان يدرك مدى أهمية السودان بالنسبة لمصر، لذلك فقد طالبت مصر بإسقاط تلك العقوبات وبالفعل استجابت الامم المتحدة للرغبة المصرية في رفع العقوبات على الخرطوم.