السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الاتحاد الأوروبي: حان الوقت لإنهاء حرب "تيجراي" المنسية

الرئيس نيوز

جدد مقال لمفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، ونشره الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، المطالبة بوضع نهاية للحرب المنسية في إقليم تيجراي الإثيوبي، فمنذ ما يقرب من عامين، وقع إقليم تيجراي في إثيوبيا في قبضة حرب شنيعة استخدمت أسلحة غير تقليدية من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، التجويع والعنف الجنسي وفقًا لما وثقته منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش مرارًا وتكرارًا، وأكد التقرير أنه قد حان الوقت لوضع حد لإراقة الدماء التي تطال منطقة القرن الأفريقي بأكملها كما أكد التقرير أن الاتحاد الأوروبي لا يفوت أي فرصة في أي محفل دولي ليناشد جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية والانخراط أخيرًا في الحوار والتسوية من أجل شعبهم ومن أجل بلدهم الذي تشكل هشاشته مخاطر جسيمة على المنطقة بأسرها. 
ولفت التقرير إلى أن الاتفاق على السلام يتطلب شجاعة، بلا يتطلب قدرًا أكبر من الشجاعة مقارنة بما يتطلبه مواصلة القتال والحرب وفي حين أنه بات من الواضح أن استعادة الخدمات ورفع جميع القيود في تيجراي هي شرط لا غنى عنه، هناك العديد من "نقاط الخلاف" الأخرى التي تحتاج إلى التفاوض، فثمة حاجة قوية إلى قيادة استثنائية من قبل الاتحاد الأفريقي للنجاح في العبور بهذه العملية إلى بر الأمان بدعم قوي من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين ذوي التفكير المتماثل.
ولكن الانخراط في عملية سلام لا ينبغي أن يعني فوز طرف على الآخر، فالحرب في تيجراي، إن استمرت إلى الأبد، لن يخرج منها منتصر ويتعلق الأمر بممارسة القيادة السياسية في أعمق معانيها حتى لو كانت هناك فرصة صغيرة فقط، فقد حان الوقت الآن، ودعا التقرير مرة أخرى جميع أطراف النزاع إلى اغتنام هذه الفرصة.

وتابع التقرير: "قبل أسابيع قليلة، احتلت إثيوبيا المركز الثاني في بطولة العالم لألعاب القوى ومن بين الحاصلين على الميداليات، ارتدى العديد من أبطال تيجراي العلم الإثيوبي، الذي يعبر عن دولة معروفة تاريخيًا بتعدد الأعراق ومستغلين هذه المناسبة، حاول البعض لفت انتباه العالم إلى المعاناة التي يتحملها شعبهم.
كما نددت رئيسة إثيوبيا، سهلورق زودي، بالعنف المميت الذي يمزق بلدها وقالت: "ليس هناك منتصر في إثيوبيا، تلك إثيوبيا التي نعرفها ونريدها. ومع ذلك، فإن إثيوبيا هي أيضًا أرض القساة، إنها الأرض التي شهدنا فيها قسوة شنيعة "، وهي على حق تمامًا، فالعنف العرقي وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أمر شائع وبينما يستمر خطاب السلام لأطراف النزاع، لا يزال كل شيء مسلحًا: الوصول إلى الغذاء والدواء والكهرباء وخدمات الاتصالات والوصول إلى الحسابات المصرفية.
أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية
يقدر برنامج الغذاء العالمي أن أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في شمال إثيوبيا (4.8 مليون في تيجراي، و1.2 في عفار، وأكثر من 7 ملايين في أمهرة) على الرغم من بعض التقدم، لا يزال الوصول إلى هؤلاء السكان - خاصة في تيجراي - يمثل عقبة كبيرة وكذلك الأمر بالنسبة للوصول إلى الوقود والأسمدة في وقت تعاني فيه إثيوبيا من أسوأ حالات الجفاف وتشهد المناطق الأخرى في البلاد أيضًا توترات، بينما تستمر النزاعات المحلية والعابرة للحدود في تفاقم الوضع الأمني في البلاد وخارجها وتسلط عمليات التسلل الأخيرة لحركة الشباب عبر الحدود الشرقية مع الصومال الضوء على الخطر الذي ستترتب عليه أزمة طويلة الأمد.

 

وبات وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية، والاستئناف الكامل للخدمات في تيجراي، فضلاً عن المساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها جميع الأطراف، من الشروط الأساسية لإحياء أي شراكة أوروبية مع السلطات الإثيوبية، فهذه هي الحقائق. كما تكرر خلال مجلس الشؤون الخارجية الأخير، وأوضح الاتحاد الأوروبي طلباته الرئيسية للحكومة الإثيوبية منذ بداية هذه الحرب: وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض بما في ذلك انسحاب القوات الإريترية، ووصول المساعدات الإنسانية غير المقيد، والاستئناف الكامل للخدمات في تيجراي، بالإضافة إلى المساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها جميع الأطراف، هي شرط أساسي لإحياء شراكتنا مع إثيوبيا. على الرغم من الهدنة المعلنة في مارس، وبعض التحسينات على الأرض والإعلانات المختلفة المتعلقة بالحوار السياسي، لم يكن هناك تقدم كافٍ "للتطبيع الكامل لعلاقتنا" كما ذكرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في اجتماعنا الفيدرالي الأخير".
ولم يتوقف الاتحاد الأوروبي أبدًا عن دعم السكان الإثيوبيين، فقد علق الاتحاد الأوروبي دعم الميزانية للحكومة الإثيوبية ومع ذلك، لم يتوقف أبدًا عن دعم السكان الإثيوبيين. وقبل الصيف الحالي بقليل، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة بحوالي 80 مليون يورو لتمويل برامج في مجال الصحة والتعليم، مع التركيز بشكل خاص على المناطق المتضررة من النزاع. 
ولكن استعادة الخدمات الأساسية وحرية تنقل الأشخاص والسلع والخدمات، لا يمكن التنازع عليها ولا التفاوض بشأنها، لذا يتوقع الاتحاد الأوروبي أن تفي حكومة إثيوبيا بالتزاماتها تجاه شعب تيجراي وخارجه دون مزيد من التأخير ودون تمييز، وأشار المفوض جوزيب بوريل إلى زيارة زميله، بمفوضية الاتحاد الأوروبي، يانيز لينارتشيتش، إلى إثيوبيا في يونيو الماضي وكانت تصريحات لينارتشيتش شديدة الوضوح، فقال: "لا يمكن التنازع أو التفاوض بشأن استعادة الخدمات الأساسية وحرية تنقل الأشخاص والسلع والخدمات لأن هذا يتعلق بإنقاذ الأرواح، ونتوقع من حكومة إثيوبيا الوفاء بالتزاماتها تجاه شعب تيجراي وخارجها دون مزيد من التأخير. لا يتعلق الأمر بقبول شروط مسبقة من جانب أحد الأطراف لبدء العملية السياسية. يتعلق الأمر باحترام الالتزامات التي تتحملها الحكومة تجاه شعبها".
في 2 أغسطس، سافر المبعوث الخاص لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للقرن الأفريقي معًا إلى أديس وميكيلي للتحدث إلى أطراف النزاع واستكشاف طرق لاستئناف تقديم الخدمات الأساسية وإعادة توصيل شبكات الكهرباء وسمعوا أطراف النزاع تتحدث عن السلام، لكن الحرب، الحرب الصامتة، ما زالت مستمرة واختتم بوريل مقاله مضيفًا: "لقد حان الوقت الآن لأطراف الصراع هذه لإظهار تصميم حقيقي على التزامهم بالسلام من أجل شعبهم".