الصين تصعد تهديداتها ضد تايوان وبايدن يبدأ تقديم التنازلات
أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان اهتمام وانزعاج المراقبين الأمريكيين وكان أكثر تعليق حظى بقدر كبير من النشر والمشاركة هو وصف توماس فريدمان رحلة بيلوسي بأنها "متهورة" وحذر من أنه "لن يأتي منها شيء جيد"، ووفقًا لصحيفة ذي هيل السياسية، التي تصدر في واشنطن، بالتأكيد لم يكن رد إدارة بايدن جيدًا وقال الرئيس جو بايدن إن تقدير وزارة الدفاع يميل لاعتبار توقيت زيارة بيلوسي إلى تايوان غير مناسب، لكن بايدن لم يكن يعرف عن تفاصيل الزيارة شيئًا عنها كما أكدت الصحيفة أن عدم وعي بايدن بكافة أبعاد الموقف واعتماده على رأي وزير الدفاع المرؤوس حول استصواب الرحلة يشير إلى ضعف وتردد لا يليق بمقام الرئاسة.
ثم عرض المتحدثون باسم البيت الأبيض موقف الإدارة المدروس واستنتج المراقبون أن بيلوسي التي تمثل فرعاً منفصلاً بالكامل من الحكومة لم تعد تحت سيطرة الرئيس وبدلاً من الإشادة بقوة النظام الأمريكي، دافع البيت الأبيض عن هذا الموقف الذي يجسد العجز الدستوري، مستحضرًا تصريحات الرئيس بايدن وتلميحاته إلى أنه سيمنع الزيارة إذا استطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات إطلاق الصواريخ الحالية للصين، والتدريبات بالذخيرة الحية، والتطويق البحري الكامل لتايوان، قد فرضت حصارًا على الجزيرة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور التجارية العادية عبر موانئ تايوان ومجالها الجوي، تمامًا كما فعلت التدريبات العسكرية في التعجيل بأزمة مضيق تايوان الثالثة في عام 1995 ووصف وزير الخارجية أنتوني بلينكين تصرفات الصين بأنها "تثير قلقاً بالغاً"، مردداً لغة البيت الأبيض لكن الإدارة لم تنقل حاملة طائرات عبر مضيق تايوان، كما فعل الرئيس كلينتون في عام 1995 وبدلاً من ذلك، تقوم واشنطن بنشر قوات بحرية وجوية في المنطقة وتقول إنها ستواصل إرسال بعض السفن عبر المضيق، على الرغم من عدم عبور أي حاملة طائرات منذ عام 2007.
وهذا يعني التدخل الأمريكي المباشر، وهو ما قال بايدن ثلاث مرات إنه سيفعله لتايوان، على الرغم من أنه رفض هذا المسار باعتباره خطيرًا للغاية في أوكرانيا. ولكن الحصار الصيني الحالي، إلى جانب التهديدات الصاروخية فوق تايوان، من الظروف التي من شأنها أن تحرك إجراءات عملية أمريكية، ووفقًا للميجور جنرال منج شيانجكوينج من جامعة الدفاع الوطني الصينية، فإن القدرة الظاهرة على تغطية الجزيرة بأكملها تعني أن بكين "لديها القدرة على تحويل التدريبات إلى حرب في أي وقت".
