تعيش اضطرابات شديدة.. كيف تأثرت إثيوبيا بالحرب الروسية الأوكرانية؟
أدى الصراع في أوكرانيا والعقوبات اللاحقة ضد روسيا إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية مع آثار بعيدة المدى على الرفاهية والإنتاج والنمو الاقتصادي للبلدان النامية، بما في ذلك إثيوبيا.
تم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لردع روسيا عن زيادة تصعيد الحرب مع أوكرانيا. ووفقًا لصحيفة أديس ستاندرد، تسبب الصراع المستمر في حدوث اضطرابات شديدة في الإمدادات، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع التي تعتبر روسيا وأوكرانيا من كبار الموردين العالميين لها وكذلك بدائل قريبة لها ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل الحبوب والبترول والأسمدة بشكل كبير وهذا بدوره يمكن أن يؤثر بشدة على الرفاهية من حيث ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة ويمكن أن يقوض أيضًا القدرة الإنتاجية حيث تصبح المدخلات الأساسية للإنتاج الزراعي وغير الزراعي أكثر تكلفة لتقدير مدى التأثير، درست الصحيفة تأثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية على الإنتاج والتوظيف ورفاهية الأسرة في إثيوبيا.
ارتفاع أسعار السلع الأساسية والواردات
شهدت إثيوبيا، إلى جانب بقية العالم، ارتفاعًا حادًا في أسعار السلع الأساسية مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وارتفع متوسط السعر المتحرك لمدة 12 شهرًا لبترول خام برنت في يونيو 2022 بنسبة 64٪ عن يونيو 2021 بينما ارتفع سعر القمح بنسبة 48٪، مع ارتفاع أسعار زيت الطعام بنحو 49٪ تقريبًا في نفس الفترة وبالمثل، نظرًا لأن روسيا هي أكبر مصدر للأسمدة القائمة على النيتروجين، وثاني وثالث أهم مورد عالمي للبوتاسيوم والفوسفات على التوالي، فقد أعاقت الحرب الروسية الأوكرانية الإمدادات وأدت إلى زيادات عالمية في أسعارها.
وتؤثر مثل هذه الصدمات العالمية الكبيرة في أسعار السلع الأساسية بشكل خاص على البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء والنفط، وفي حالة إثيوبيا، اعتبارًا من عام 2021، تستورد البلاد ما يقرب من 3 مليارات دولار أمريكي من المنتجات البترولية، وهو ما يمثل خمس إجمالي واردات البضائع وما يعادله من حيث القيمة النقدية لإجمالي صادرات البضائع في البلاد كما تستورد ما يقرب من ملياري دولار أمريكي من الأسمدة، وهو ما يمثل تقريبًا العرض المحلي الكامل لهذه السلعة ويبلغ إجمالي واردات القمح حوالي 400 مليون دولار أمريكي سنويًا (اعتمادًا على سعر الصرف وسعر الشراء) وتمثل حوالي ربع إجمالي الاستهلاك المحلي لهذا المنتج والواردات الإضافية ذات الأهمية هي المعادن وزيوت الطعام.
في المجموع، تمثل قيمة الواردات النقدية لهذه السلع ثلث إجمالي واردات البضائع وتعادل ضعف قيمة صادرات إثيوبيا من البضائع. وهذا يوضح مدى أهمية هذه السلع لميزان المدفوعات وأن الزيادات في الأسعار ستسبب إجهادًا للإنتاج الزراعي واستهلاك الغذاء وقد تؤدي الزيادات المستمرة في الأسعار العالمية إما إلى مزيد من العجز في ميزان المدفوعات أو انخفاض في واردات السلع الأساسية للسنة المالية القادمة ويزيد توقيت هذه الصدمة من تفاقمها، فعلى الرغم من أن إثيوبيا كانت في طريقها للتعافي من كوفيد -19، إلا أنها كانت تعاني في الوقت نفسه من تأثير الصراع الداخلي في الأجزاء الشمالية والغربية منذ نوفمبر 2020.