هل تستطيع مصر إلزام إسرائيل بالوفاء ببنود وقف إطلاق النار في غزة؟
بعد نحو 48 ساعة من دخول الهدنة بين حركة "الجهاد الإسلامي" والاحتلال الإسرائيلي، حيز التنفيذ، حتى بدأ الاحتلال جولة جديدة من التصعيد، لكن هذه المرة في مدينة نابلس في الضفة الغربية، إذ أقبل على جريمة جديدة وهي اغتيال قائد "كتائب شهداء الأقصى" إبراهيم النابلسي، واثنين أخرين، مما أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول مدى جدية الاحتلال في تنفيذ بنود اتفاق التهدئة في قطاع غزة، برعاية مصرية.
ووفق اتفاق الهدنة فإن مصر دعت طرفي الصراع بوقف شامل وكامل لإطلاق النار، مع تعهد مصر بمتابعة ذلك والعمل على الإفراج عن الأسيرين خليل العواودة، وبسام السعدي في أقرب وقت ممكن، مع بدء إسرائيل في اتخاذ خطوات من شأنها تحفيف الحصار عن قطاع غزة.
ووفق وسائل إعلام فلسطينية فإن إسرائيل فتحت معابر غزة صباح الاثنين الماضي حسبما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، وسمحت بدخول شاحنات الوقود، اللازمة لإعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، إلى جانب إدخال الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والدوائية.
ووفق مصادر مطلعة تحدثت مع "الرئيس نيوز" فإنه فور اندلاع الأحداث، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة الأحداث، والعمل على الوصول إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، مع العمل على تقديم اللوجستيات للمدنيين في القطاع المحاصر إسرائيليًا، وهو ما توج هذه الجهود بوقف لإطلاق النار قرب منتصف ليل الأحد الماضي.
المفكر الفلسطيني، عبد القادر ياسين، يقول لـ"الرئيس نيوز": "إذا ما تمكنت مصر من الضغط على إسرائيل للإفراج عن الإسيرين خليل العواودة وبسام السعدي، مع الوفاء بتعهداتها تجاه القطاع الفلسطيني، سيعد ذلك تطورًا كبيرًا في الأحداث، وربما سيعادل الكفة في موازين نتائج الحرب الأخيرة في غزة"، إلا أنه استطرد قائلًا: "من المؤكد أن الأمر صعب، وليس يسيرًا على الوسيط المصري؛ فالاحتلال الإسرائيلي دأب على التفلت من التزاماته، لكن القاهرة أصبح لها باعًا طويلًا في خوض المفاوضات مع الاحتلال، مما قد يقلل من شأن تلك الصعوبة".
لفت المفكر الفلسطيني المقيم في القاهرة، إلى أنه لا شيء ملزم للاحتلال، ولو أن أحدًا لديه القدرة على إلزام إسرائيل حتى من الدول الكبرى، لكان العدوان توقف منذ يومه الأول، لكن إسرائيل استمرت في تنفيذه حتى حققت أهدافها كاملة، وقال: "العدوان الأخير على غزة محاولة من حكومة يائير لابيد الضعيفة في الكنيسيت، حصد أكبر أصوات في الانتخابات المقبلة، لذلك ستسعى الحكومة إلى محاولة تحقيق أكبر مكاسب من المعركة الأخيرة (تصفية قادة بارزين في حركة الجهاد – ومنع تحريك ملف الأسرى بأي شكل من الأشكال).
تابع عبد القادر: "نحن أمام جيش يحاول الإجهاز على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، فإسرائيل وضعت نفسها في معادلة صفرية مع الفلسطينين، لذلك نحن أمام عدو شرس ومُستَفز بطبعه، وأمامه أهداف يسعى لتحقيقها".
وعن تلك الأهداف، يقول عبد القادر: "العدو يريد أن يحدث ردعًا تراكميًا في قطاع غزة لكل الفصائل، كما أنه يحاول إغراء بعض الأنظمة العربية للتصالح والتطبيع معه بذرائع واهية".
وعن موقف "حماس" من العدوان الأخير على غزة، إذ قررت عدم الدخول في المعركة، مما نتج عنه وقوف حركة الجهاد وحيدة في وجه الاحتلال، يقول المفكر الفلسطيني: "اعتقد أن موقف حماس مع الأحداث كان بالاتفاق مع قادة حركة الجهاد، وربما أرادت الجهاد ذلك حتى لا تعطي ذريعة للعدوان ألا يتوسع في عدوانه".