الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تستطيع مصر إلزام إسرائيل بالوفاء ببنود وقف إطلاق النار في ‏غزة؟ ‏

الرئيس نيوز

بعد نحو 48 ساعة من دخول الهدنة بين حركة "الجهاد الإسلامي" ‏والاحتلال الإسرائيلي، حيز التنفيذ، حتى بدأ الاحتلال جولة جديدة من ‏التصعيد، لكن هذه المرة في مدينة نابلس في الضفة الغربية، إذ أقبل على ‏جريمة جديدة وهي اغتيال قائد "كتائب شهداء الأقصى" إبراهيم النابلسي، ‏واثنين أخرين، مما أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول مدى جدية الاحتلال ‏في تنفيذ بنود اتفاق التهدئة في قطاع غزة، برعاية مصرية. ‏

ووفق اتفاق الهدنة فإن مصر دعت طرفي الصراع بوقف شامل وكامل ‏لإطلاق النار، مع تعهد مصر بمتابعة ذلك والعمل على الإفراج عن ‏الأسيرين خليل العواودة، وبسام السعدي في أقرب وقت ممكن، مع بدء ‏إسرائيل في اتخاذ خطوات من شأنها تحفيف الحصار عن قطاع غزة.‏

ووفق وسائل إعلام فلسطينية فإن إسرائيل فتحت معابر غزة صباح ‏الاثنين الماضي حسبما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، وسمحت بدخول ‏شاحنات الوقود، اللازمة لإعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في ‏القطاع، إلى جانب إدخال الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والدوائية.  
   ‏
ووفق مصادر مطلعة تحدثت مع "الرئيس نيوز" فإنه فور اندلاع ‏الأحداث، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة ‏الأحداث، والعمل على الوصول إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ‏ممكن، مع العمل على تقديم اللوجستيات للمدنيين في القطاع المحاصر ‏إسرائيليًا، وهو ما توج هذه الجهود بوقف لإطلاق النار قرب منتصف ‏ليل الأحد الماضي.‏

المفكر الفلسطيني، عبد القادر ياسين، يقول لـ"الرئيس نيوز": "إذا ما ‏تمكنت مصر من الضغط على إسرائيل للإفراج عن الإسيرين خليل ‏العواودة وبسام السعدي، مع الوفاء بتعهداتها تجاه القطاع الفلسطيني، ‏سيعد ذلك تطورًا كبيرًا في الأحداث، وربما سيعادل الكفة في موازين ‏نتائج الحرب الأخيرة في غزة"، إلا أنه استطرد قائلًا: "من المؤكد أن ‏الأمر صعب، وليس يسيرًا على الوسيط المصري؛ فالاحتلال الإسرائيلي ‏دأب على التفلت من التزاماته، لكن القاهرة أصبح لها باعًا طويلًا في ‏خوض المفاوضات مع الاحتلال، مما قد يقلل من شأن تلك الصعوبة". ‏

لفت المفكر الفلسطيني المقيم في القاهرة، إلى أنه لا شيء ملزم للاحتلال، ‏ولو أن أحدًا لديه القدرة على إلزام إسرائيل حتى من الدول الكبرى، لكان ‏العدوان توقف منذ يومه الأول، لكن إسرائيل استمرت في تنفيذه حتى ‏حققت أهدافها كاملة، وقال: "العدوان الأخير على غزة محاولة من ‏حكومة يائير لابيد الضعيفة في الكنيسيت، حصد أكبر أصوات في ‏الانتخابات المقبلة، لذلك ستسعى الحكومة إلى محاولة تحقيق أكبر ‏مكاسب من المعركة الأخيرة (تصفية قادة بارزين في حركة الجهاد – ‏ومنع تحريك ملف الأسرى بأي شكل من الأشكال).‏

تابع عبد القادر: "نحن أمام جيش يحاول الإجهاز على الشعب الفلسطيني ‏وتصفية قضيته، فإسرائيل وضعت نفسها في معادلة صفرية مع ‏الفلسطينين، لذلك نحن أمام عدو شرس ومُستَفز بطبعه، وأمامه أهداف ‏يسعى لتحقيقها".‏

وعن تلك الأهداف، يقول عبد القادر: "العدو يريد أن يحدث ردعًا تراكميًا ‏في قطاع غزة لكل الفصائل، كما أنه يحاول إغراء بعض الأنظمة ‏العربية للتصالح والتطبيع معه بذرائع واهية".‏

وعن موقف "حماس" من العدوان الأخير على غزة، إذ قررت عدم ‏الدخول في المعركة، مما نتج عنه وقوف حركة الجهاد وحيدة في وجه ‏الاحتلال، يقول المفكر الفلسطيني: "اعتقد أن موقف حماس مع الأحداث ‏كان بالاتفاق مع قادة حركة الجهاد، وربما أرادت الجهاد ذلك حتى لا ‏تعطي ذريعة للعدوان ألا يتوسع في عدوانه".‏