الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

هنا دمشق.. مغامرة صحفية داخل الأرض المحروقة «1».. ماذا فعلت 7 سنوات من الحرب في سوريا؟

الرئيس نيوز

سنوات من الحرب خلَّفت آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين عن «الوطن» دون يقين عن موعد «العودة إلى الديار»، أرض محترقة تمامًا يحارب فيها الكل الكل، رأى فيها العالم سوريا كلعبة إلكترونية تنطلق فيها المدافع والقذائف والصواريخ صوب البيوت والطرق والمستشفيات والأطفال، الجميع هدف للجميع، لكن السؤال لا يزال قائمًا: من الجاني؟، هل كل ما يُنقل عبر آلاف المواقع والصحف والمواقع الإخبارية صحيح أم أنّ ثمة خديعة أو فبركة نتعرض لها؟.. كل هذا وأكثر كان دافعًا قويًا لدى «الدستور» لاتخاذ قرار «سبر الأغوار» عقب «مزاعم الهجوم الكيماوي» و«العدوان الثلاثي» لشد الرحال إلى سوريا.. هنا «دمشق».

من الصعب أن تكتب عن خلافات السياسيين داخل الغرف المغلقة وتصريحاتهم أمام «الميكروفونات»، خريطة التحركات العسكرية، الحديث عن انتصارات أو اتهامات بانهزامات، إحصاءات بأعداد لقتلى، ادعاءات بهجمات كيميائية، دون أن تعرف حقيقة ما يجري على الأرض أن يكون مفعولا بك ليس إلا، تنقل ما تورده وكالات الأنباء التي في الغالب تنفذ أجندات لصالح أطراف بعينها، في النهاية لا تمتلك ما يجعلك متيقنا من أي شيء. هذه زيارتي الأولى إلى العاصمة السورية دمشق، ورغم المتابعة الدقيقة للملف السوري منذ بدء الأزمة قبل سنوات، إلا أن القرار جاء بعد ساعات قليلة من الادعاء بهجوم «كيماوي» على مدينة دوما السورية، وتوجيه اتهامات للرئيس السوري بشار الأسد بأنه صاحب الهجمة المزعومة، واتخاذ قرار ثلاثي من أمريكا وبريطانيا وفرنسا فيما وصفوه بالجراحة الناجحة لضرب مراكز أبحاث التطوير الكيماوي السوري، الأمر الذي مازال قيد التحقيق من اللجنة الأممية بعد جمعها عينات من موقع الواقعة المزعومة في دوما.

– مستشارة السفارة السورية غاضبة من المعالجة الإخبارية المصرية للأحداث في سوريا داخل السفارة السورية التقيت المستشارة الإعلامية للسفارة رانيا الرفاعي، ورغم الترحيب وحفاوة الاستقبال، إلا ان اعتراضات على مضمون المعالجة الإخبارية للجريدة عما يجري، الأمر الذى أثار حفيظتها بشدة، كانت جريدة الدستور قد اختارت عنوانا “الدم ده دمي.. ضد الضربة.. لسوريا لا لبشار الأسد”، اعتبرت السيدة  أن العنوان غير موفق، ويمس الرئيس السوري، ورغم كل محاولات الشرح أن الموقف المصري ينحاز للوضع الإنساني للشعب السوري، ويدعم الجيش الوطني في الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، بغض النظر عن الأشخاص إلا أن ذلك أثار استياءها بشدة، كان اللقاء متوترا وعصبيا.

الحديث صار أكثر سخونة، وتمسكت السيدة بوجهة نظرها، تقول إنه لا يجوز أن يطرح الأمر إعلاميا وكأن الضربة موجهة للرئيس الأسد وليس للدولة السورية، لا يجوز فصل الاثنين، ما يحدث هو تربص بالدولة. لم يكن الأمر يحتمل الكثير من الجدل، كما أن للسيدة عذرها فهي تدافع عن دولتها التي تعانى حربا منذ ما يقارب 7 سنوات، كان الخلاف الإعلامي أهونها.

كان من الواضح أن الزيارة  لن تكون يسيرة، أو مدعومة بتسهيلات رسمية، على الرغم من ذلك عزمت على الذهاب. توقفت رحلات الطيران مع بداية الأزمة السورية من القاهرة إلى دمشق، وأوقفت شركة مصر للطيران رحلاتها الجوية إلى مطاري دمشق الدولي وحلب، في حين خفضت شركة الطيران السورية عدد رحلاتها. ليصبح هناك طريقين للوصول إلى دمشق، الأول عبر شركة الطيران السورية والتي تسير رحلتين فقط أسبوعيا يومي السبت والخميس، والطريق الثاني هو الوصول جوا لمطار لبنان، والعبور إلى دمشق من الأراضى اللبناينة. أمام ضابط الجوازات اصطف طابور طويل من المسافرين، أغلبهم عائلات سورية مجتمعة، لما يكن هناك من يغادر منفردا إلا نادرا، كان الطابور يتحرك سريعا مع تتابع وقوع الأختام على جوازات السفر السورية بلونها الأزرق، قبل أن يأتي دوري. لم تسقط تأشيرة الخروج على جواز السفر بالطريقة المعتادة، سأل الضابط المسئول باهتمام “رايحة تعملي ايه”، أخبرته أني صحفية، وأن “الفيزا” تحمل موافقة إدارة الإعلام بوزارة الخارجية، حولني إلى الضابط الأعلى رتبة، ليسأل نفس السؤال في قلق، “رايحة تعملي إيه؟”، أخبرته أنها مهمة صحفية، وعلى الرغم من علامات عدم الرضا والاقتناع على وجهه إلا أنه سمح بمنحي التأشيرة.
على الطائرة جلست جواري سيدة في نهاية الأربعينات، وشابة في منتصف العشرينات، قالت السيدة إن لديها 5 أولاد، ثلاث في مصر، واثنين في سوريا، تبتسم السيدة وتقول إنها تزوجت أولا سوريا أنجبت منه طفلاها، وبعد وفاته تزوجت مرة ثانية من مصري وأنجبت منه ولدان وبنت يحملون جنسية أبيهم، لديهم شقة في مدينة العبور، وأن تلك زيارتها الأولى إلى دمشق منذ العام ونصف، التي لم تر فيها ولدها الكبير، تروي أنهم استقروا بالقاهرة، مع بداية الأزمة السورية فى 2011، ولكن لم يكن من الممكن لم شمل الأسرة مجتمعة. أما الفتاة فكانت قادمة من السويد لزيارة أخيها المتزوج والمستقر بالقاهرة، قبل أن تطير إلى دمشق لزيارة أختها المتزوجة وتستقر بأسرتها فى منطقة مساكن برزة على أطراف العاصمة. أقل من ساعة هي مدة رحلة الطيران من القاهرة إلى دمشق، كانت كلها مليئة بحكايات التغريبة السورية، وشتات العائلات، وطرق الهروب من جحيم التنظيمات المسلحة. ما حدث فى مطار القاهرة، تكرر بعد أقل من ساعتين فى مطار دمشق، لم يمنحني المسؤولين تأشيرة الدخول إلى الأراضي السورية، قبل أسئلة واتصالات ما بين وزارة الإعلام ووزارة الخارجية. بحسب النظام المتبع فى دمشق، فإن الإعلام الأجنبي يتبع ما يعرف بإدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام، الأقرب إلى الهيئة العامة الاستعلامات في مصر. الساعة الآن السابعة بتوقيت دمشق السادسة بتوقيت القاهرة، بدا مطار دمشق الدولي في حالة جيدة رغم أنه تعرض للقصف مرات عدة في 7 سنوات، كان أخرها في 15 أبريل الماضي. داخل صالة الاستقبال كانت هناك صور عديدة للرئيس بشار الأسد مزيلة بعبارات بالعربية والفارسية، وفي الخارج اصطفت سيارات تحت يافطة “تاكسي العاصمة”، يقول السائق إن التوصيلة من المطار ستكلفني سبعة آلاف ليرة ( الدولار يعادل 450 ليرة) أي 8 دولارت. على الطريق انتشرت حواجز لقوات الجيش السوري، تفتش السيارات وتفحص أوراق الهوية والأوراق الثبوتية للمارين.
خ
استوقف ضابط الجيش سيارة التاكسي، أخرج السائق الأوراق المطلوبة، أشار إلي وطلب الهوية، أخرجت جواز السفر، تفحصه باهتمام وسأل مصرية، قبل أن يخبط على السيارة للتحرك. لا يوجد أي آثار لعمليات تخريب أو دمار على طول الطريق، بدت دمشق متلئلة في أضواء محلاتها، وإن بدت حركة البيع والشراء بطيئة. فنادق دمشق: للسوريين 12 دولار.. وللأجانب 70 دولارا الخطوة الثانية بعد الوصول إلى دمشق هو البحث عن مكان مناسب للإقامة خلال الفترة المحددة، شرط أن يكون السعر مناسب للمبلغ الذي أحمله والذي خصصته لكامل الإنفاق على الرحلة. في شارع بوسط المدينة، قال مسؤول الاستقبال بالفندق إن الليلة للسوريين 12 دولارا، ولكن للأجانب 70 دولارا ما يقارب 1250 جنيها في الليلة، حاولت التفاوض معه، إلا أن الأمر كان صعبا، تمسك بأنها تعليمات وزارة السياحة، لم يختلف الحال كثيرا في باقي فنادق المنطقة. من وسط المدينة إلى منطقة المزة، كان الأمر أكثر يسرا، تراوحت الأسعار بين 50 و35 دولار فى الليلية، (من 870 إلى 650 جنيها).

خطر لي أن أسأل على أسعار الإيجارات للشقق، فكان ذلك مستحيلا، أولا لضرورة تسجيل أي عملية استئجار لدى المصالح الحكومية، وما في ذلك من سلسة طويلة معقدة من الإجراءات، خلافا لكونى أجنبية، وأخيرا للارتفاع المبالغ فيه فى أسعار الإيجارات. فقد ارتفعت أسعار الإيجارات خلال سنوات الحرب في سوريا بمعدل 10 أضعاف في المناطق المخططة، ووصل الارتفاع إلى 17 ضعفا في العشوائيات. تولدت هذه المشكلة نتيجة أسباب ترتبط إما بنزوح الأهالي من المناطق الساخنة إلى مناطق العشوائيات باعتبارها أقل سعرا من المناطق المنظمة، أو ملجئ للعاملين في المدينة أو طالبي العلم ممن قصدوا العشوائيات بالدرجة الأولى لنفس السبب. وتتحمل مدينة دمشق وحدها أكثر من  1.2 مليون نازح، معظمهم نزحوا من الأحياء الجنوبية ومن مدن الغوطة الشرقية وداريا ودوما وجوبر والقابون وبرزة، ومن منطقة القلمون بسبب المعارك التي تشهدها هذه المنطقة، واستقروا في منطقة التل ومساكن برزة، وضاحية قدسيا، وجرمانا، وصحنايا، والشاغور، ومشروع دمر، والمزة.
في شوارع دمشق تنشتر سيارت حديثة، أغلبها موديلات تعود إلى الألفينات، يقول أبو عمار صاحب معرض سيارات، إن استيراد السيارات الحديثة ممنوع، لكونها من السلع الكمالية، ولم تمنح وزارة لاقتصاد أي موافقات لاستيراد بهذا الخصوص منذ العام 2013. ويوضح أنه يتم تجميع السيارات داخل سوريا عبر خمس شركات تجميع توجد معظمها في المنطقة الصناعية بالحسياء، وتمتلك الحق باستيراد قطع مكونات السيارات منفصلة بعد موافقة وزارة الصناعة عليها وتقوم بتجميعها في هذه الشركات. مضيفا أن هذا الأمر غير حقيقى فالسيارات يتم استيرادها كاملة من بلد التصنيع، ويتم التحايل على القانون بفك قطعة وإعادة تركيبها داخل سوريا، كأحد الأبواب، أو الزجاج. طرحت سيارة “شام” في 2007 بعد إنتاجها من قبل الشركة السورية- الإيرانية المشتركة (سيامكو(، وبحسب إحصائيات صادرة من قبل الحكومة السورية أشارت إلى أن 2017 شهد إنتاج 1500 سيارة مجمعة داخل سوريا عبر مجموعة من المصانع، بما فيها تلك المقامة بالمشاركة مع إيران.
أن السيارات التي تم طرحها في الأسواق المحلية هي “بالميرا” و”شمرا” وفق اتفاقية الخط الائتماني المتفق عليه بين الحكومتين السورية والإيرانية، سيارة بالميرا ( 18 ألف دولار)، وسعر سيارة شمرا (15 ألف دولار). أغلب السيارات التي تجول الشوارع كورية من نوع “كيا”، موديل 2017 و2018، التي كانت الوكالة الحصرية لها مملوكة من “مجموعة زهير غريواتي”، التي حجزت الدولة على ممتلكاتها، وانتقل امتياز الشركة إلى مجموعة شركات “الفوز القابضة”، التي يترأسها رجل الأعمال سامر الفوز. وأقل سعر سيارة مستعملة من موديل الثمانينات هو مليون ونصف المليون ليرة، ليطرح في الأسواق سيارات جديدة خلال العام الحالي أسعارها تبدأ من 6 ملايين ليرة لتصل إلى 25 مليون ليرة (من 13 ألف دلار-55 ألف دولار). يصل سعر سيارة نوع “مازدا” موديل 2007 لنحو 11 ألف دولار، وسكودا “أوكتافيا” بـ6 ملايين ليرة، وسيارة كورية نوع “هيونداي” بـ7.5 مليون ليرة. سيارة “كيا ريو”، وصل سعرها لـ4.5 مليون ليرة أما سيارة “كيا سيراتو” بـ5 مليون ليرة، وسيارة نوع “هيونداي سوناتا” 3.5 مليون ليرة، وأيضاً سيارة “هيونداي نوع كليك” بـ3.6 مليون، في حين بلغ سعر سيارة، و”السوزوكي ماروتي” 2.5 مليون ليرة. الدولار=450 ليرة
يمكن التجول في شوارع العاصمة وضواحيها كما تشاء، كما يمكنك السهر في وسط المدينة، كشارع الحمرا ومنطقة الشعلان، ومفرق نورا، كما يحلو لك. القلعة، وساحة الشهداء، والمسجد الأموي، وسوق الحميدية، كل الأماكن هادئة، وتحت سيطرة قوات الجيش السوري، ولجان تفتيش طلائع البعث. كانت الساعة تقارب على الحادية عشر، وبدت شوارع دمشق عامرة بالساهربن، انتشر الشباب على المقاهى يدخنون الأرجيلة ( الشيشة). على مقهى العجمى، والنزهة، يتجمع المثقفون والصحفيون، لا يختلف المشهد كثيرا عن مقاهى وسط المدينة فى القاهرة، أن تدخن الشيشة التفاح ومشروب، وبتوفر فى كافة المقاهى والكافيهات(الويرلس) لاستخدام الانترنت، لن يكلفك ذلك أكثر من 1500 ليرة (60 جنيها). وتنتشر أماكن السهر فى دمشق، باب شرقي، وشارع الحمرا، منطقة الشعلان، بعض الأماكن المميزة لابد من الحجز فيها مسبقا كما اخبرتنى صديقة أثناء التجول على الكافيهات والبارات، سعر زجاجة البيرة 6 دولارات، ويلاحظ أن الأماكن لا تعانى من نقص في الساهرين، كلهم من الشباب السوري، وبعض الروس الذين ما زالوا يعملون ببعض الشركات فى دمشق.
كل هذا لا يمنع أنك تسمع أصوات القذائف المتبادلة بين قوات الجيش السوري وتنظيم داعش في منطقة مخيم اليرموك، على مدار الليل والنهار. حتى إن إحدى هذه القذائف طالت البناية المقابلة للفندق الذي أقطنه،بناية دمشق وأسفرت عن مقتل شخص واحد. تظل منطقة مخيم اليرموك القنبلة الأخيرة الموقوتة فى العاصمة السورية، فهي بمثابة خط  أحمر لا يستطيع أحد الاقتراب منها أو تجاوزها، تحمل في شوارعها الموت محقق، وتدور فيها عملية عسكرية ومعارك طاحنة بين قوات الجيش السوري، وبين تنظيم داعش الإرهابي. ومخيم اليرموك هو مسكن لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويقع داخل حدود مدينة دمشق ويبعد 8 كيلومترات عن وسط العاصمة، مقام على مساحة من الأرض تبلغ 2,1 كيلومتر مربع. وتحولت هذه المنطقة خلال السنوات الـسبع الماضية إلى وكر للإرهابيين من داعش، الذين وصلوا إليها بعد دحر تشكيلات التنظيم في مناطق مختلفة بسوريا. وكان مخيم اليرموك يضم الفصيلين الأشرس من التنظيمات هما تنظيم داعش وجبهة النصرة، وقد خرج مقاتلى جبهة النصرة من المخيم ضمن الاتفاقات التى يعقدها الجيش السورى بإخراج المسلحين. وبالفعل تم إخراج  نحو 200 مسلح مع عائلاتهم غادرت مخيم اليرموك في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إخراج المسلحين من المخيم، وهو الاتفاق الذى يتم على ثلاث مراحل إخارج ما يقرب من ألفى شخص مع عائلاتهم. وصل مجموع الأنفاق والحفر والسراديب والخنادق إلى 1200نفق، كما تمتد العملية العسكرية لحي الحجر الأسود جنوب العاصمة، حيث تمكن من إحراز تقدم ملموس بشطر الحي إلى قسمين شمالي وجنوبي وقطع خطوط إمداد المسلحين فيه. وقد حاوط التنظيم الإرهابى الحى بسيارات ملغمة لاقتحام بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة غرب الحجر الأسود.
أصوات انفجارات قوية تهز البنايات، وتضئ السماء وتنطفئ فى ومضات متتابعة لأكثر من ساعتين، قامت خلالها إسرائيل بشن ثلاث موجات من القصف الصاروخي استهدفت مواقع عسكرية سورية في محيط العاصمة ومحافظة السويداء ومحافظة حمص. وبحسب المصادر العسكرية السورية فإن الدفاعات الجوية للجيش السورى نجحت فى التصدى لعدد من القذائف الصاروخية التى استهدفت العاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها. فى المقابل تعرضت هضبة الجولان  لهجوم بالقذائف الصاروخية من داخل الأراضي السورية، وأعلن أن صفارات الإنذار دوت في المنطقة.

واتهم المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فيلق القدس الإيراني بإطلاق 20 قذيفة في اتجاه خط المواقع الأمامي في هضبة الجولان، كما أفاد في سلسلة تغريدات على تويتر بأنه “تم رصد إطلاق نحو 20 صاروخا من جانب فيلق القدس، واصفا ذلك “بالإعتداء الإيراني الخطير”. من حين لأخر يتكرر نفس السيناريو لهجمات إسرائيلية على العاصمة السورية، على الرغم من إنكارها من الجابن الإسرئابلى، إلا ان الافت فى الظامر هو كيفية تعامل سكان دمشق مع تلك المقذوفات، فلا إحساس بالذعر ولا التوتر، وحتى التعامل السريع على المستوى الحكومى فى إزالة أثارها بشكل سريع، يسمح للمواطنين بمكارسة عملهم بشكل اعتيادى.
على الرغم من عدم انقطاع المياه بدمشق طوال مدة إقامتى، إلا أن طعم المياه كان سيئا إلى حد كبير، مما دفعنى إلى سؤال بعض الأهالى عن حالة المياه فى المحافظات الأخرى. الجميع أكد أن حال المياه فى العاصمة أفضل بكثير من باقى المحافظات المتضررة، جراء عمليات القصف المتعددة من كل الجهات المتقاتلة، فقد تم تدمير البنية التحتية بشكل كامل. وتلجأ بعض المناطق فى دمشق إلى شراء صهاريج المياه بتكلفة مرتفعة للتعويض عن سوء المياه أو انقطاعها ، ووصل سعر صهريج المياه (ألف لتر)، إلى 1500 ليرة سورية، ما يعادل 60 جنيه مصرى. كما تشهد العاصمة دمشق ارتفاعاً كبيراً في أسعار المياه المعدنية مع اختلاف ماركاتها،ويقول البائع أبو طارق بائع فى أحد الاكشاك، أن تجار السوق السوداء يقومون بتصنيع وشراء عبوات فارغة ويعيدون تعبئتها بمياه الآبار غير الصالحة للشرب ، ومن ثُمّ ختم أغطيتها بطرق احترافية ليس من السهولة كشفها،وأضاف أن بلدة جرمانا وحي الدويلعة في دمشق أهم مناطق غش المياه المعدنية. وترجع أزمة المياه بشكل أساسى فى دمشق إلى الأضرار التى طالت نبع عين الفيجة الذي يعتبر المورد الرئيسى للمياه في دمشق وضواحيها. وتسبب القذف المتبادل فى تدمير حوالي 50% من مشغلات النبع، وكذلك دمرت مضخات وآليات كبيرة، كما نسفت مستودعات المحروقات الخاصة بالنبع، وموقع تخزين كلور المياه الملاصق تماما للنبع؛ مما أدى إلى اختلاطه بالمياه الصاعدة من جوف النبع. مذا فإن نزوح المهجرين داخلياً مسببين بذلك زيادة في الطلب على المياه في هذه المنطقة، إنقطاع العديد من البلدات و المدن الصغير عن الشبكة المركزية لمياه الشرب، و سرقة أو تدمير المعدات والآبار ومحطات الضخ في المنطقة أثناء الصراع، فضلا عن نقص في المياه، حتى قبل اندلاع الأزمة، في بعض البلدات حيث تم حفر بعض الآبار لحل هذه المشكلة. كما أدى مضى الشبكة بدون القيام بأعمال الصيانة العامة والتصليح إلى تدهور حالتها بشكل أكبر،وفي قطاعي المياه والطاقة. وأشار تقرير للبنك الدولى إن ثلثي السوريين يحصلون على مياه ذات خطورة متوسطة إلى عالية، وأن 1.4 مليون سوري باتوا محرومين من المياه.