رغم التحذيرات.. تركيا تتحرك باتجاه تكثيف عمليات اغتيال القادة الأكراد
وسعت القوات التركية، خلال الأيام القليلة الماضية، عملياتها ضد النشطاء الأكراد، سواء كانوا من كبار القادة أو المقاتلين، في رسالة واضحة مفادها أنه لم يعد لهم ملاذ آمن، سواء في العراق أو في سوريا أو داخل المدن أو في المناطق الأخرى بما في ذلك قمم الجبال.
وأعلنت أنقرة أن جهاز المخابرات التركي، نفذ عملية لاغتيال إحدى الشخصيات القيادية بحزب العمال الكردستاني في عملية بشمال العراق وقالت مصادر أمنية للأناضول إن عناصر المخابرات رصدوا تحركات هاتيس هازار الملقب باسم برفين زيلان لكنها لم تحدد موعد القتل، وذكر تقرير وكالة الأندلس أن فرقة المخابرات التي قتلته "عادت بسلام إلى تركيا" ومن ناحية أخرى، لم يصدر حزب العمال الكردستاني بيانًا بعد، وذكرت صحيفة الجارديان أن الأتراك نفذوا هجومهم في مدينة السليمانية شمال العراق، بعد أيام قليلة من اغتيال زعيم كردي سوري بارز آخر في المدينة العراقية نفسها، بالقرب من الحدود الإيرانية.
ويرى المراقبون أن تركيا تشن هجمات متواصلة ضد الأكراد، بغض النظر عن مكان وجودهم والجهات التي ترعاهم أو تستضيفهم كما أن تركيا تريد إظهار عزمها على تنفيذ هجماتها على الرغم من الاحتجاجات الواسعة، بما في ذلك من الإيرانيين والروس والأمريكيين، الذين يعارضون نفوذ أنقرة المتزايد في المناطق الكردية.
منذ قمة طهران في 18 يوليو مع الرئيس رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، زادت تركيا وتيرة عمليات القتل في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي يتألف عمودها الفقري من مقاتلون أكراد وتجاهلت تركيا مؤخرًا الاحتجاجات الرسمية والشعبية بعد استهداف موقع سياحي عراقي، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين. في غضون ذلك، فشلت الحكومة العراقية الضعيفة بشكل متزايد في الضغط على أنقرة للموافقة على الانسحاب من الأراضي العراقية.
وقالت مصادر أمنية تركية إن هزار انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني المصنف على أنه حركة إرهابية في تركيا عام 1991 وكان مسؤولاً عن الفرع النسائي للتنظيم في أرمينيا عام 2004 ثم ترأس هزار أنشطة حزب الحياة الحرة الكردستاني. الجناح الإيراني للتنظيم في سوريا عام 2017، ويتمركز حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق، وينشط في العديد من المدن والمناطق والوديان، يشن منها هجمات على مواقع تركية وتأتي العملية الأخيرة بعد أيام فقط من مقتل الزعيم الكردي فرهاد شبلي، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من قبل المخابرات التركية.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصادر أمنية تركية، الأحد، قولها إن قيادة حزب العمال الكردستاني كلفت شبلي الملقب بـ "فرهاد دريك" بمهمة في العراق وأضافت المصادر أنه كان من المقربين من زعيم حزب العمال الكردستاني فرهاد عبدي شاهين واتهمت الإدارة الذاتية السورية الكردية تركيا باغتيال شبلي باستهداف سيارة مدنية في محافظة السليمانية العراقية بطائرة مسيرة، وذلك خلال زيارة للزعيم الكردي لتلقي العلاج.
ويقول مراقبون إن عمليات أنقرة الأخيرة تحمل تحذيرًا لكل من إيران والسلطات الكردية في السليمانية، مشيرين إلى أن تركيا مستعدة لاستهداف أي قيادي كردي في أي وقت وفي أي مكان وقالت وكالة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق يوم الجمعة الماضي إن طائرة تركية مسيرة قتلت أيضا أربعة مسلحين من حزب العمال الكردستاني وأصابت آخر يوم الجمعة في السليمانية.
ويأتي هذا التصعيد بعد تهديد أنقرة، قبل نحو شهرين، بشن حملة عسكرية على منطقتين تسيطر عليهما القوات الكردية. قال الرئيس أردوغان قبل أيام إن بلاده ستواصل محاربة التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا رغم التحذيرات الدولية وأعلنت القوات الأمنية الكردية، المعروفة أيضًا باسم الأسايش في مناطق الجزيرة والفرات وعفرين، الخميس، مقتل أربعة من عناصرها بينهم ثلاث سيدات، إثر غارة تركية ونددت القوات الأمنية الكردية، في بيان، بالعدوان التركي المستمر وقالت إن "طائرة مسيرة استهدفت قواتنا" في بلدة عين عيسى بمحافظة الرقة، ما أدى إلى "استشهاد أربعة أشخاص".
في أبريل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن أنقرة شنت هجومًا عسكريًا كبيرًا عبر الحدود ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وزعم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات التركية تستهدف "الإرهابيين" فقط، وأنها تتخذ احتياطات إضافية لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق الضرر بالتراث الثقافي وقال مكتب الرئيس العراقي برهم صالح، إنه اعتبر الهجوم التركي تهديدًا للأمن القومي للبلاد، بينما زعم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن هدف تركيا هو حماية حدودها.