الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وكالة شينخوا الصينية: الدول العربية بدأت تتحرر من الإملاءات الأمريكية

الرئيس نيوز

سلطت وكالة شينخوا الصينية للأنباء الضوء على صور حديثة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون أثناء الاستقبال الرسمي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقصر الإليزيه في باريس، في وقت سابق من يوليو الجاري، ونقلت الوكالة الصينية عن محللين قولهم إن وراء هذه التحركات سعي مشترك للتنمية والأمن من قبل دول المنطقة، في الوقت الذي يسعون فيه إلى استعادة استقلال القرار الوطني الاستراتيجي بعد أن طغى النفوذ الأمريكي على ذلك القرار لفترة طويلة.

واختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن أول جولة له في الشرق الأوسط، واستهدف من خلالها حشد الدعم لواشنطن، وظهر جليًا أن سعي دول المنطقة الحثيث إلى استقلال القرار بل والتعب من التدخل المستمر للولايات المتحدة في رسم مستقبل دول الشرق الأوسط.

في أعقاب زيارة بايدن، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة إيران مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ واختار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باريس، بدلاً من واشنطن، كوجهة لأول زيارة دولة خارجية له، في حين اتفقت طهران والرياض على إجراء محادثات المصالحة العامة بينهما ويقول المحللون إن وراء هذه التحركات سعي مشترك للتنمية والأمن من قبل دول المنطقة.

أهمية اتخاذ مواقف جانبية

مع استمرار الأزمة الأوكرانية في التصاعد، رفضت معظم دول الشرق الأوسط الانضمام إلى "المعسكر المناهض لروسيا" بقيادة الولايات المتحدة، مما يبرز الانقسام بين قادة المنطقة والبيت الأبيض وعلى سبيل المثال، امتنعت الإمارات في فبراير عن التصويت لصالح قرار تدعمه الولايات المتحدة لإدانة روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفيما يتعلق بقضية الطاقة، تحث الولايات المتحدة وبريطانيا الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط على زيادة إنتاج النفط من أجل خفض أسعار النفط وتخفيف أزمة الطاقة، وبالتالي خلق مساحة سياسية لمزيد من الضغط على روسيا.

ومع ذلك، لم تبدِ السعودية ودول الخليج الأخرى اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع الولايات المتحدة في مسألة النفط لأن مثل هذه الخطوة تقوض مصالحها الوطنية وأعلنت الرياض مرارًا أن إنتاج المملكة من النفط لن يزداد حتى يتم التوصل إلى اتفاق مع شركائها في أوبك + خلال اجتماعهم المقبل في 5 أغسطس، وأظهرت دول الشرق الأوسط "ثقة متزايدة في مواجهة القوى العالمية"، كما كتب فان هونجدا، الأستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية في الصين، مضيفًا أن قوى الطاقة التقليدية في الشرق الأوسط "تتزايد بسرعة وتتعافى" ويسمع أصواتهم على المسرح الدولي.

رياح المصالحة

كانت أول جولة لبايدن في الشرق الأوسط تهدف إلى حشد الدعم لمواجهة ما أسماه "التهديدات الإيرانية"، لكن بغداد قالت مؤخرًا إنها ستستضيف اجتماعاً "علنياً" بين إيران والسعودية على مستوى وزراء الخارجية في إطار محادثات المصالحة المتتالية بوساطة بغداد، وتأتي تلك الأجواء كجزء من حملة مصالحة أوسع في المنطقة حيث تعمل دول مثل تركيا والسعودية والإمارات ومصر أيضًا على تعديل سياساتها الخارجية وإصلاح علاقاتها بعد سنوات من العداء.

وتقول الوكالة إن أمريكا تحاول تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال إثارة المواجهة بين دول المنطقة، والاستفادة من العلاقات المتوترة بين دول المنطقة للتدخل، ولكن تم الاعتراف بهذا على نطاق واسع من قبل دول الشرق الأوسط على أنه يتعارض مع مصالح المنطقة، كما يرجح السياسيون والمحللون، وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مؤخراً إن "الحوار هو أفضل سياسة لمعالجة التوترات القائمة"، مضيفاً أن "المنطقة تعاني من أزمات كافية ولسنا بحاجة إلى مزيد من التوترات".

يقظة شرق أوسطية

قال بايدن، متحدثا في قمة مع زعماء عرب في إطار رحلته الأخيرة، إن الولايات المتحدة "لن تنسحب" من الشرق الأوسط وتترك ما يسمى بـ "الفراغ" تملأه دول كبرى أخرى ومع ذلك، فإن مثل هذه التصريحات من قبل بايدن تعكس "مشاكل خطيرة مع التصور الحالي للشرق الأوسط في الولايات المتحدة" و"دول الشرق الأوسط التي تستيقظ باستمرار وتتخلص بوعي تام من نفوذ القوى العالمية في المنطقة أو تقلل من تأثيره"، كما يتم إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتتميز هذه العملية بدور أكبر لدول المنطقة وفي الوقت نفسه، حاولت اقتصادات الشرق الأوسط الغنية بالنفط، للحصول على الاستقلال الذاتي، تنويع اقتصاداتها وتقليل اعتمادها على الهيدروكربونات في السنوات الأخيرة، وذلك لتعزيز قدرتها على تحمل المخاطر.