ممر الغذاء.. كيف تعمل الإمارات وإسرائيل والهند على إمدادات إقليمية جديدة؟
في الوقت الذي تتعامل فيه البلدان في جميع أنحاء العالم مع نقص الإمدادات من المواد الغذائية الأساسية، تعمل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والهند على إنشاء ممر غذائي بين الهند والشرق الأوسط - وهي سلسلة قيمة جديدة في غرب آسيا تسخر من الدول الثلاث التجارية والتكنولوجية وتقوم الفكرة على أساس التآزر لتشكيل ما يعد بأن يكون قوة جديدة لتصدير الأغذية وسلسلة التوريد الغذائية المرنة في القرن الحادي والعشرين والتي تم تشكيلها من تقنيات مبتكرة وذكية مناخياً، يقوم ممر الهند والشرق الأوسط الغذائي أيضًا بإعادة تشكيل العلاقات التجارية عبر الحافة الجنوبية لأوراسيا.
وقال تقرير لمعهد الشرق الأوسط، ومقره واشنطن العاصمة، إنه بالنسبة لواشنطن، فإن تطوير قوس من الربط التجاري من ساحل بحر العرب في الهند إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة كمحور لها يوفر ثقلًا جيوسياسيًا موازنًا لتوسيع الوجود التجاري للصين عبر المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط.
وفي 14 يوليو 2022، عقد الاجتماع الأول لرؤساء حكومات الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، برز ممر السلع الغذائية كملف بالغ الأهميةـ مما أدى إلى انطباع خاطئ بأن الممر عبارة عن منطقة جغرافية – أو كأنه نسخة اقتصادية لـ "رباعية الشرق الأوسط" التي ترعاها الولايات المتحدة، وأشار التقرير إلى أن ممر الغذاء بين الهند والشرق الأوسط ليس مناهضًا للصين ولا هو مبادرة جديدة بالكامل، وفي الواقع، كان الممر يتطور دون أي تدخل أمريكي على الإطلاق.
وتعتمد الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية لمشروع الممر الغذائي على الأدوار الحيوية التي تلعبها الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بالفعل في تطوير أنظمة إنتاج وتوزيع الغذاء في الهند وأصبحت هذه الأدوار الآن متشابكة، كما أن تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية بعد توقيع "اتفاقات إبراهام" في سبتمبر 2020 يتيح الآن تعاونًا ثلاثيًا مدروسًا بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والهند وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أصبحت مشاركًا من خلال تنسيق اجتماعات الأطراف المعنية، إلا أن القوة الاستراتيجية لممر الغذاء بين الهند والشرق الأوسط تنبع من حقيقة أنه تطور عضوياً بين البلدان الآسيوية الثلاثة نفسها، من خلال القطاع الخاص، واستثمارات المشاريع المشتركة التي تمت زراعتها بعناية من خلال القطاع العام الثنائي. - الشراكات الخاصة وعلى الرغم من عدم مطالبة واشنطن بأي دور أو رعاية، إلا أن مشاركة الولايات المتحدة في الممر يمكن أن تكون مفيدة حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها في البنية الاستراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.