الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مواجهة روسية إسرائيلية مرتقبة بعد مزاعم حول مضايقات للوكالة اليهودية

الرئيس نيوز

بعد الاعتقاد في البداية أن تحركات روسيا ضد الوكالة اليهودية ليست سوى خلاف صغير نسبيًا، ينظر المسؤولون الإسرائيليون الآن إلى هذه التحركات على أنها عوامل لخلاف دبلوماسي كبير محتمل، ووفقًا لذلك، تستعد إسرائيل والوكالة اليهودية للمواجهة مع موسكو حسب تصريحات مسؤول كبير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، أمس الأحد.

ولا تزال الأسباب التي دفعت موسكو لمهاجمة الوكالة شبه الحكومية غير واضحة، حيث لم يشر المسؤولون الروس حتى الآن إلى الخطوات - إن وجدت - التي يمكن أن تتخذها إسرائيل والتي من شأنها أن تدفعهم إلى إلغاء تهديداتهم بإغلاق الوكالة اليهودية، المكلفة بتسهيل وتشجيع اليهود على الهجرة إلى إسرائيل.

وفي وقت سابق يوم الأحد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد روسيا من أن إغلاق الوكالة اليهودية هناك سيؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين وكلف وزارة الخارجية بوضع مسارات عمل محددة يمكن لإسرائيل أن تتخذها، في حال نفذت روسيا خططها المعلنة لإغلاق عمليات الوكالة بما في ذلك استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو للاحتجاج على القرار، والتصريحات الرسمية العلنية العدائية ضد روسيا، و تصعيد الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا.

وفي الشهر الماضي، أبلغت السلطات الروسية الوكالة اليهودية أن مكاتبها قد تواجه عقوبات بسبب انتهاكات ومخالفات جسيمة للقوانين الروسية المحلية واعتقد المسؤولون في الوكالة في البداية أن هذه مشكلة منخفضة المستوى يمكن حلها بالمفاوضات والتسويات ومع ذلك، مع استمرار موسكو في تصعيد الموقف، تواصلت الوكالة اليهودية مع وزارة الخارجية للتدخل لصالحها وتحدث السفير الإسرائيلي في روسيا عن الأمر مع نائب وزير الخارجية الروسي في وقت سابق من هذا الشهر.

وصرح مسؤول بالوكالة اليهودية لتايمز أوف إسرائيل يوم الأحد، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، قائلاً: "لقد حاولنا إبقاء الأمور على مستوى منخفض وفرزها من خلال تبادل الرسائل مع المحامين ومحاولة التوصل إلى حل وسط والآن بعد أن رفعوا الأمر إلى المحكمة، من الواضح أنهم لا يبحثون عن حل وسط أو مفاوضات. 

من الواضح أن هذه خطوة سياسية "، ولا يتعلق الأمر في الواقع ببعض الخلافات القانونية أو الإجراءات الفنية التي تمت مخالفتها أو حتى مجرد محاولة صغيرة لتخويف الوكالة اليهودية لأنها معادية للسامية أو تعارض الهجرة أو شيء من هذا القبيل، فقد قدمت وزارة العدل الروسية استئنافًا أمام محكمة مقاطعة في موسكو الأسبوع الماضي، أمرت فيه بـ "حل" مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا وبعد وقت قصير من تقديم الدعوى للمحكمة، أعلن لبيد عن تشكيل فريق عمل دبلوماسي قانوني يسافر إلى موسكو هذا الأسبوع للدفاع أمام المحكمة نيابة عن الوكالة اليهودية وبالفعل اجتمع هذا الوفد أمس الأحد، وبعد ذلك أصدر لبيد بيانا واضحا ليس فقط لدعم الوكالة اليهودية والسكان اليهود في روسيا، ولكن يهدد روسيا بتداعيات دبلوماسية إذا تم إغلاق الوكالة بالفعل وجاء في البيان أن "إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية سيكون حدثًا خطيرًا سيكون له عواقب على العلاقات الإسرائيلية الروسية".

ووفقًا للمسؤول من الوكالة اليهودية، التي كان لها ممثلون متعددون في اجتماع يوم الأحد، هناك فهم واضح أنه في حين أن القضية أكبر بكثير من الادعاءات القانونية المحددة التي تطرحها روسيا حول الوكالة - فيما يتعلق بكيفية تخزينها للبيانات حول المستقبل. مهاجرون - في الوقت الحالي، يجب على إسرائيل التعامل مع هذه الادعاءات بجدية وأعلن مكتب رئيس الوزراء إن الوفد كان من المقرر أن يغادر إلى موسكو يومي الأحد والاثنين، لكن تم تأجيل رحيله إلى أجل غير مسمى إلى أن "يتلقى موافقة روسية على المحادثات".

ولكن المسؤول في الوكالة اليهودية شدد على أنه في حين أن الوفد مؤلف من خبراء في القانون الروسي، فإن هذه خطوة هدفها الاستعراض فقط إلى حد كبير وأضاف المسؤول: "نحن نلعب اللعبة القانونية، بينما نشير أيضًا إلى أننا لا ننخدع بها في حالة وجود أسباب سياسية غير معلنة".

وهناك سؤالان رئيسيان، لم يتم الرد عليهما بعد، وهما لماذا دفعت روسيا هذه المعركة الدبلوماسية حول الوكالة اليهودية، وما الذي سيتطلبه الأمر في النهاية لحل الوضع وفي الماضي، كانت موسكو أكثر علنية في طرح المطالب في مثل هذه المواقف، فعلى سبيل المثال حالة نعمة يسسخار، امرأة إسرائيلية احتُجزت في روسيا بعد العثور على كمية صغيرة من الماريجوانا في أمتعتها أثناء توقفها في مطار موسكو، ففي تلك الحادثة، أوضح المسؤولون الروس بسرعة لإسرائيل أنه سيتم الإفراج عن يسسخار إذا سلمت القدس المواطن الروسي أليكسي بوركوف، الذي كان محتجزًا في إسرائيل ومن المقرر تسليمه إلى الولايات المتحدة بتهمة ارتكاب جرائم إلكترونية، وفي النهاية، لم توافق إسرائيل على المطلب الروسي، بل قامت بالفعل بتسليم بوركوف لواشنطن وبدلاً من ذلك، تم العفو عن يسسخار بعد أن منحت إسرائيل السيطرة على ساحة ألكسندر بالقدس القديمة للجمعية الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية الفلسطينية، على الرغم من أن هذه الخطوة واجهت بعض المشاكل القانونية منذ ذلك الحين، فقد أراد الروس الإفراج عن هاكر روسي ثم حصلوا على ترضية بديلة في ساحة ألكسندر وقال المسؤول في الوكالة اليهودية "كان واضحا ما كانوا يطالبون به".

وبينما أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أن روسيا تتصرف ردًا على دعم القدس المستمر لأوكرانيا بعد الغزو الروسي للبلاد في وقت سابق من هذا العام، فقد أعربت موسكو أيضًا عن عدم ارتياحها بل ومعارضتها للضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد أهداف إيرانية في سوريا، وهي دولة لديها التي لديها مع موسكو تحالف عميق، وقال المسؤول في الوكالة اليهودية إن منظمته تشك أيضًا في أن الموقف الروسي من وكالته قد يكون نتيجة لصراع داخلي على السلطة داخل روسيا لا علاقة له بإسرائيل.

 بالإضافة إلى كونها بمثابة خطوة أولية في عملية الهجرة إلى إسرائيل، تحتفظ الوكالة اليهودية أيضًا بعدد من البرامج داخل روسيا وتعمل كقناة مهمة بين الجالية اليهودية في البلاد والعالم اليهودي الأوسع وقد أثارت تحركات موسكو ضد الوكالة ذكريات محنة اليهود السوفييت، الذين حوصروا خلف الستار الحديدي خلال الحرب الباردة، ومُنعوا من الهجرة إلى إسرائيل أو ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.