الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الأردن يتجه نحو توثيق العلاقات مع سوريا وروسيا

الرئيس نيوز

نقلت مجلة بوليتيكو الأمريكية عن محللين سياسيين قولهم إن الأردن يتجه نحو توثيق العلاقات مع سوريا وروسيا من أجل معالجة مشاكل أمن الحدود بشكل أفضل ومن أجل تعامل أفضل مع قضية اللاجئين، وأصبحت العلاقات مع سوريا مصدر قلق للعاهل الأردني الملك عبد الله في وقت لا تزال البلاد تبحث فيه عن الموقف المناسب تجاه نظام الأسد والتهديدات العابرة للحدود.
ويقول محللون إن المملكة الأردنية الهاشمية تقف على مفترق طرق بين إغراء التطبيع الكامل للعلاقات مع سوريا أو انتظار الآخرين في المنطقة قبل اتخاذ تلك الخطوة، وخاصة السعودية، من أجل تحديد وتيرة زخم التطبيع مع دمشق، وكان العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين قد أكد، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن بلاده تجري محادثات مع سوريا وروسيا بشأن التهديدات الأمنية على حدود المملكة كما التقى الملك مع شيوخ ووجهاء وممثلي المجتمعات المحلية في منطقة البادية الشمالية، وأشار المحللون إلى أن الأردن يتجه نحو توثيق العلاقات مع سوريا وروسيا حفظًا لمصالح البلاد فيما يتعلق بمشاكل أمن الحدود وإدارة ملف اللاجئين.
وتود عمان أن تمهد الطريق لمغادرة اللاجئين من الأردن دون انتظار صيغة إقليمية أو دولية لحل المشكلة وذلك بسبب شعور متزايد بعدم القدرة على تحمل عبء اللاجئين بينما تنخفض المساعدات الدولية، ووجد الأردنيون أنفسهم مؤخرًا في موقف أكثر خطورة بعد قمة جدة حيث لم يتلقوا أي تعهدات ملموسة بالدعم بينما تم تهميش اقتراحهم الخاص بـ "الناتو العربي" وبددت نتيجة القمة آمال المملكة في لعب دور إقليمي فاعل سواء بالاشتراك مع إسرائيل أو تجاه إيران، وهي الفكرة التي أعلن الملك عبدالله تأييدها مطلع يوليو الجاري، فلم تعد عمان مستعدة لتحمل الأعباء التي تحملتها منذ بداية الحرب السورية ، خاصة وأن الشركاء الإقليميين والدوليين قد انسحبوا من الصراع بينما دول الخليج على وجه الخصوص غيرت استراتيجياتها بشكل جذري وتتطلع للحوار مع طهران.
ومع التطورات الملحة في سوريا في الخلفية، لفت الملك عبد الله أنظار الشيوخ والوجهاء إلى همومه وقال العاهل الأردني إن الجيش الأردني وقوات الأمن "يقظين تجاه أي تهديدات قد تواجه الوطن"، مضيفا أن "التعليمات واضحة في هذا الصدد وهناك خط أحمر لا يمكن تجاوزه كما أوضح: "نحن على اتصال مع الجانبين السوري والروسي بخصوص المخاطر الأمنية على الحدود"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وتقول مصادر أردنية للمجلة الأمريكية إن الملك عبد الله قدم للشيوخ ووجهاء الموقف صورة للوضع، مع رسالة ضمنية مفادها أن التحديات الخارجية لا تسمح بأي تحركات محفوفة بالمخاطر في الداخل، بغض النظر عن مبرراتها وأصلها ومن الواضح أنه كان يدور في خطابه، حسب مراقبي الشؤون الأردنية، حول "قضية الفتنة"، التي شملت ولي العهد السابق حمزة، الذي رفض التزام الصمت التام وتمتع بقدر من الدعم القبلي.
على صعيد آخر، فشلت محاولات الأردن لاستغلال الحرب على تهريب المخدرات من سوريا إلى دول الخليج في إقناع السعودية بمزايا معالجة عمان للمشكلة وحاول الأردن تصوير الحرب على تهريب المخدرات على أنها حرب ضد إيران ووكلائها في سوريا ولبنان، على أمل أن يدفع ذلك الرياض إلى مد يد العون لعمان في ظل معاناتها من مشاكل اقتصادية حادة وقالت عمان إن وحدات من الجيش السوري والفصائل الموالية لإيران في سوريا تكثف عمليات تهريب المخدرات وتعهدت بتصعيد حربها على مهربي المخدرات الذين يحاولون التسلل بكميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود الوعرة بين الأردن وسوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في مقابلة مع قناة المملكة المملوكة للدولة "نحن أمام حرب على حدودنا وحرب من قبل مهربي المخدرات والمنظمات الإيرانية. هذه المنظمات أكثر خطورة لأنها تتبع أجندات أجنبية وتستهدف الأمن القومي الأردني".
وتسببت المواجهات في مقتل 40 مهربًا ومئات الجرحى منذ بداية العام ، معظمهم من البدو الذين تستخدمهم الفصائل المرتبطة بإيران التي تسيطر على جنوب سوريا وقال العاهل الأردني إنه يخشى أن يؤدي انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة حرب أوكرانيا إلى السماح للجماعات المسلحة المدعومة من إيران لملء الفراغ ويقول المسؤولون الأردنيون إنهم نقلوا إلى السلطات السورية مخاوفهم بشأن الزيادة الكبيرة في محاولات تهريب المخدرات، لكنهم لم يروا أي محاولة جادة لتضييق الخناق على التجارة غير المشروعة.