يخوت ونساء.. مغامرات سيف القذافي في لندن تهدد مستقبله السياسي
زعمت صحيفة الجارديان البريطانية أنها اطلعت على وحدة ذاكرة إلكترونية تتضمن العديد من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق التي تلقي الضوء على أنشطة سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أثناء وجوده في لندن.
وعلى الرغم من عدم وجود منصب رسمي لسيف في تلك الحقبة، إلا أن نجل الرئيس الليبي حظي بمعاملة خاصة في لندن، وتحفل المراسلات بمواقف وسلوكيات غريبة من بينها رسالة يخبر فيها منظم حفلات وسيط عميله المهم بأنه سيكون "الحفل الأكثر روعة على الإطلاق في بونتا ديل إستي"، وهو منتجع ساحلي ساحر في أوروجواي.
وأبدى العميل المهم اهتمامه بتفقد نظام الصوت، ومعدات الدي جي، والألعاب النارية، وصور الفتيات العاريات المقرر أن يسبحن في المسبح"، وفي رسالة أخرى بالبريد الإلكتروني أبلغ الوسيط منظم الحفلات بأن العميل يرفض الألعاب النارية، وفي رسالة أخرى أرسل الوسيط إلى منظم الحفلات مبلغ 34300 دولارًا وطلب منه تسليم خروف مشوي كامل كل يوم إلى فيلا الحفلة خلال الفترة من 30 ديسمبر 2006 إلى 6 يناير 2007، على مدار أسبوع كامل ولم يكن العميل المهم سوى سيف الإسلام القذافي الذي كانت لديه خطة للانضمام لرفاقه قادمًا من جنوب إفريقيا.
صور لنساء عاريات
وتقول صحيفة الجارديان: "كان لدى سيف أسباب وجيهة للاحتفال، فقد كان ينظر إليه على أنه الوريث الظاهر لوالده معمر القذافي ووجه ليبيا الدولي المقبول وكان يقود المفاوضات مع بريطانيا بشأن تفجير لوكربي وهو الذي أطلق عليه المنتدى الاقتصادي العالمي لقب "القائد العالمي الشاب" وفي أوقات فراغه، كان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية لندن للاقتصاد، وأتاحت له الدراسة الإقامة في لندن لبعض الوقت.
واختلطت أنشطة سيف في لندن مع بعض السلوكيات الغريبة في صيف عام 2009، وكان أحد معاونيه قد حجز له يختًا يبلغ طوله 61 قدمًا بمحرك، وقبطان واثنين من البحارة، بتكلفة 55400 يورو، كما تكشف إحدى الرسائل ثم قام مدير شركة تأجير اليخوت بالاتصال بالنيابة عن معاون سيف القذافي بوكالة توفر الفتيات للمرافقة وتحتوي سلسلة رسائل البريد الإلكتروني على صور من الوكالة الإنجليزية لنساء عاريات في أوضاع مثيرة، مع توصية بأفضل النساء بما في ذلك فتاة تدعى شانيل، وأخرى تدعى مارشا وثالثة تعرف باسم سيزيلفي وفتاة رابعة تدعى لوني.
والآن، تسلط رسائل البريد الإلكتروني والوثائق، التي اطلعت عليها الجارديان الضوء على أنشطة سيف الإسلام القذافي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من مقعد الرئاسة في ليبيا لولا اندلاع ثورات الربيع العربي، وكان الحاكم المحتمل وتركز الرسائل على الفترة التي كان في أثنائها يأخذ خطواته الأولى للدخول إلى الحياة العامة، مما أدى إلى تقاربه مع الحكومات الغربية وتقدم المراسلات بين سيف ورفاقه لمحة نادرة عن قلب نظام القذافي، خلال لحظة محورية في علاقة ليبيا ببريطانيا، خلال أربع سنوات فقط قضاها سيف في القمة.
مساعي لإطلاق سراح المتهم بقضية لوكيربي
ويقال إن سيف، عندما وصل إلى لندن، بدأ بطلب شقة في بلجرافيا ثم قام على ما يبدو بتوسيع مطالبه: المزيد من الشقق وخادم شخصي، وسائق وأفراد أمن ويقال إن الوسيط دفع التكاليف، بما في ذلك الإيجار، ثم أرسل فاتورة إلى مكتب سيف في ليبيا ويتذكر اصطحاب سيف إلى اجتماع مع ضباط بريطانيين حول أمنه الشخصي كما التقى سيف بمسؤولين حكوميين بريطانيين وكان لديه الكثير ليناقشه مع مسؤولي الحكومة البريطانية في لندن.
وتشير إحدى الرسائل إلى مسؤول أسكتلندي يدعى ماكدونالد كان يتواصل مع سيف الإسلام القذافي في إطار مساعي الأخير لإطلاق سراح عبد العزيز المقرحي المتهم بقضية لوكيربي، وكان سيف الرجل الأهم في تلك المفاوضات، ويحكي المسؤول الأسكتلندي أنه لاحظ كيف يتحدث سيف بلغة إنجليزية سلسة للغاية وممتازة، وعندما قام بزيارة مزرعة سيف بالقرب من طرابلس، رأى ماكدونالد نمر أفريقي أبيض في قفص مصنوع من سلك ضعيف، بالإضافة إلى العديد من مظاهر الترف المبالغ فيها.
رسالة من نعومي كامبل
وحرص سيف على إقامة علاقات عديدة بالمجتمع البريطاني، وفي مايو 2010، تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني يبدو أنها من عارضة الأزياء الشهيرة نعومي كامبل بعنوان الموضوع: "غزلين ماكسويل.. صديقة نعومي كامبل قادمة إلى ليبيا" ووصفت الرسالة ماكسويل بأنها صديقة عظيمة تعتزم الذهاب إلى ليبيا بقاربها من أجل المتعة في سبتمبر وطلبت الرسالة الإلكترونية من سيف أن يزلل للصديقة أي عقبات وتلقى بعد ذلك رسالة من ماكسويل نفسها، ووقعت عليها بكلمة "عناق" و"حب ونور"، ورد سيف: مرحبا نعومي، صديقتك مرحب بها في ليبيا، من فضلك، أرجو إبلاغها بأن تتواصل مع محمد" الساعد اليمنى لسيف"، إلا أن نعومي كامبل أنكرت أي علاقة لها بالرسالة.
وكان سيف دائم التواصل مع سماسرة النفوذ العالميين في المنتدى الاقتصادي العالمي ودعا مؤسسه كلاوس شواب شخصيًا سيف لحضور اجتماع دافوس السنوي في يناير 2011، واصفًا إياه في رسالة بأنه "صانع جسور متعطش ومدافع حقيقي عن الحوار".