الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

سيف القذافى.." المرفه" الذى حولته تقلبات الزمن إلى سياسي "خشن"

الرئيس نيوز

عندما أخبر منظم الحفلات عميله المهم بأنه سيكون "الحفل الأكثر روعة على الإطلاق في بونتا ديل إستي"، وهو منتجع ساحلي ساحر في أوروجواي، أبدى العميل المهم اهتمامه بتفقد نظام الصوت، ومعدات الدي جي، والألعاب النارية، وصور الفتيات العاريات المقرر أن يسبحن في المسبح"، وفي نهاية الاجتماع أرسل إلى منظم الحفلات 34300 دولارًا مع وسيط وطلب منه تسليم خروف مشوي كامل كل يوم إلى فيلا الحفلة خلال الفترة من 30 ديسمبر 2006 إلى 6 يناير 2007، ولم يكن العميل المهم سوى سيف الإسلام القذافي الذي كانت لديه خطة للانضمام لرفاقه قادمًا من جنوب إفريقيا.

وتقول صحيفة الجارديان: "كان لدى سيف أسباب وجيهة للاحتفال، فقد كان ينظر إليه على أنه الوريث الظاهر لوالده معمر القذافي ووجه ليبيا الدولي المقبول وكان يقود المفاوضات مع بريطانيا بشأن تفجير لوكربي وهو الذي أطلق عليه المنتدى الاقتصادي العالمي لقب "القائد العالمي الشاب" وفي أوقات فراغه، كان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية لندن للاقتصاد.

وسلطت رسائل البريد الإلكتروني والوثائق مسربة،( واطلعت عليها الجارديان) الضوء على أنشطة الحاكم المحتمل آنذاك، حينما كان يخطو خطواته الأولى فيه الحياة العامة، مما أدى إلى تقاربه مع الحكومات الغربية وتقدم المراسلات بين سيف ورفاقه لمحة نادرة عن قلب نظام القذافي، خلال لحظة محورية في علاقة ليبيا ببريطانيا.

 وعندما انتقل سيف إلى لندن عام 2002، اجتمع فريق من المسؤولين والعناصر التمكينية لإدارة شؤونه وبحسب مصادر مطلعة، تم التعامل مع الأمور الإدارية لإقامة نجل الزعيم من قبل شركة الاستثمار الأجنبي الليبية في لندن وتمت إدارة الأنشطة اللامنهجية لنجل القذافي من قبل مجموعة من الشباب الليبيين بمن فيهم فيصل الزواوي الذي كان في ذلك الوقت مع الاتحاد الليبي لكرة القدم وكانت أوروجواي مجرد واحدة من العديد من الرحلات وقد تعامل الزواوي مع اليخوت في البحر الأبيض المتوسط، والنوادي في البحر الكاريبي، وطائرة خاصة تحت أمر سيف القذافي ودعوة الفتيات لحفلاته.

ويقال إن سيف بدأ بطلب شقة في بلجرافيا ثم قام على ما يبدو بتوسيع مطالبه: المزيد من الشقق وخادم شخصي، وسائق وأفراد أمن ويقال إن الوسيط دفع التكاليف، بما في ذلك الإيجار، ثم أرسل فاتورة إلى مكتب سيف في ليبيا ويتذكر اصطحاب سيف إلى اجتماع مع ضباط بريطانيين حول أمنه الشخصي كما التقى سيف بمسؤولين حكوميين بريطانيين وكان لديه الكثير ليناقشه وفي عام 2003، بعد مفاوضات مطولة، أعلن أن ليبيا "ستقبل المسؤولية" عن لوكربي وستدفع 2.7 مليار دولار كتعويض لأسر الضحايا.

ثم تحول اهتمام سيف إلى تأمين الإفراج المبكر عن عبد الباسط المقرحي، مفجر لوكربي المدان الذي تم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا أثناء سجنه بالقرب من جلاسكو وتم تعيين وكلاء العلاقات العامة لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت لحملة العدالة للمقرحي والضغط على الصحفيين البريطانيين حيث يسمح القانون الاسكتلندي للسجناء بالإفراج عنهم لأسباب إنسانية. 

أربع سنوات فقط قضاها سيف في القمة، قبل اندلاع الحرب الأهلية الليبية الأولى، مدفوعة بحكم والده وقام المتمردون بإعدام القذافي بوحشية، قبل القبض على سيف، الذي اختفى بعد ذلك عن الأنظار وبعد عقد من الزمان، خرج سيف من الأسر في معقل المتمردين في الزنتان مرتديًا أردية بربرية ليعلن أنه سيرشح نفسه للرئاسة ووقع أوراق ترشيحه بيد أصيبت في الغارات الجوية التي أطاحت بنظام والده.

 وأدت الخلافات بين الفصائل المتناحرة إلى تأخير الانتخابات، مما أثار موجة من الاحتجاجات هذا الشهر وتضغط الأمم المتحدة من أجل الاتفاق على موعد جديد لإجراء الانتخابات الليبية.

وعندما يبدأ السباق على الرئاسة، يبدو أن العديد من الليبيين مستعدين لمنح سيف أصواتهم بسبب الصدمة العامة من سنوات الحرب الأهلية، ويتوقون إلى الاستقرار النسبي الذي وفرته لهم سنوات حكم القذافي وكانت رحلتهم مع الاضطرابات والصراعات طويلة وشاقه، أما سيف فقد قال للصحفيين في نوفمبر الماضي، عند إعلان حملته: "عليك أن تعود ببطء وبالتدريج".

هناك عقبات في طريق القذافي الابن ومن المقرر أن يمثل سيف أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مما يثير تساؤلات حول لياقته للمنصب وهو مسؤول عن جرائم القتل والاضطهاد التي ارتكبتها قوات الأمن الخاضعة لسيطرته خلال الحرب.