محادثات بشأن سوريا ومستقبل الشرق الأوسط بين بوتين وأردوغان في إيران
رجحت صحيفة جيروزاليم بوست أن يكون الهدف من اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومي 18-19 يوليو في إيران في إطار عملية أستانا المتعلقة بسوريا كما سيلتقي بوتين بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ومن المقرر كذلك أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في طهران اليوم الثلاثاء، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية تاس، نقلاً عن المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف، وتشير الزيارة إلى حقبة جديدة في العلاقات التركية الإيرانية الروسية، حيث يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا إلى طهران للقاء نظيريه الإيراني والروسي هذا الأسبوع.
يأتي ذلك في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة ويبدو أن الهدف من مباحثات 18-19 يوليو في إيران هو إحياء إجراءات أستانا المتعلقة بسوريا، ويمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على سوريا، التي لا تزال غارقة في الانقسامات السياسية وتسيطر دمشق المدعومة من إيران وروسيا على المدن الكبرى، بينما تسيطر تركيا على شمال غرب سوريا، وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على شرق سوريا.
وأضافت الصحيفة أن هدف روسيا في سوريا هو استقرار النظام السوري وهدف إيران هو استخدام سوريا كقاعدة للتهديدات ضد إسرائيل، وتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان ويتمثل هدف تركيا في سوريا في استخدامها كمقلب لنفايات اللاجئين السوريين، ولزراعة الجماعات المتمردة السورية الموالية لتركيا، ولإخراج الأكراد من المناطق الحدودية أما عن هدف الولايات المتحدة في سوريا، فهو ظاهريًا هزيمة داعش، على الرغم من هزيمة داعش بالفعل في الغالب في عام 2019، ولكن لا تزال السياسة الأمريكية العامة غير واضحة وهناك قضايا أخرى جديرة بالدراسة.
أصبحت روسيا منذ فبراير الماضي في حالة حرب في أوكرانيا، وإيران تريد الاستفادة من إلهاء روسيا لتوسيع نفوذها في سوريا كما تستخدم إيران سوريا لتهريب المخدرات، ومعظمها حبوب الكبتاجون، وهي تجارة تهدد الأردن والخليج وتريد تركيا بدء غزو جديد، يستهدف الأكراد في مان وتل رفعت ومناطق أخرى وفي غضون ذلك، استخدمت الولايات المتحدة مؤخرًا طائرة مسيرة لقتل زعيم آخر لداعش بالقرب من الحدود التركية بين إدلب وعفرين وفي أعقاب زيارة بايدن، من المهم أن تشعر إيران وتركيا أنهما يحظيان باهتمام كبير من بوتين.
وفي إطار زيارة أردوغان إلى طهران، سيعقد الاجتماع السابع لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى في 19 يوليو ومن المقرر الموافقة على خطوات لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية والعالمية ومن المقرر أيضًا عقد اجتماع بين بوتين وأردوغان فجميع الدول الثلاث لها مصالح في سوريا وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن إيران وروسيا تدعمان حكومة دمشق الشرعية، ولكن تركيا من معارضي بشار الأسد وتقول تقارير أخرى إنه على الرغم من رغبة تركيا في شن هجوم جديد في شمال سوريا، فإن إيران تعارض هذه العملية.
وقالت وكالة فارس للأنباء الإيرانية إن "اجتماع الثلاثاء سيسمح أيضا لأردوغان بعقد أول لقاء مباشر له مع الرئيس الروسي منذ بدء العملية العسكرية الخاصة لموسكو في أوكرانيا كما أفادت وكالة فرانس برس عن الاجتماع المرتقب، مشيرة إلى أن أنقرة تريد الضوء الأخضر لعملياتها وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن "العلاقات التركية الإيرانية والخطوات المحتملة التي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي ستناقش خلال اجتماع المجلس الذي سيعقد بمشاركة الوزراء المعنيين، ومن بين القضايا التي تناقشها تركيا ليس فقط مطالبتها بعملية جديدة ضد الأكراد الذين تصفهم بالجماعات الإرهابية، ولكن أيضا الرغبة في النظر في الوضع الإنساني والعودة الطوعية للسوريين إلى ديارهم ستكون على أجندة القمة.
ولا تزال أسئلة كبيرة معلقة على هذا الاجتماع، فإذا وافقت روسيا وإيران على هجوم تركي جديد، فستكون الولايات المتحدة في وضع معقد بسبب دعمها قوات سوريا الديمقراطية وقامت أنقرة بتطهير عرقي للأكراد واليزيديين وآخرين من عفرين وسري كانيه كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إحدى الجماعات السورية المتطرفة المدعومة من أنقرة ووسط تركيز الولايات المتحدة على أوكرانيا، ليس من الواضح ما إذا كانت واشنطن ستكون قادرة على التعامل مع أزمة جديدة في سوريا.