تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا لمدة 6 شهور
تبنى مجلس الأمن القرار 2642، الذي مدد بموجبه تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لمدة ستة أشهر.
حصد القرار 12 صوتا لصالحه فيما امتنعت 3 دول عن التصويت هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حسبما ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وكان هذا التفويض، الذي تم تجديده مؤخرا من خلال القرار 2585 المؤرخ 9 يوليو 2021، قد انتهى يوم الأحد الماضي.
وينص القرار الجديد على أن تمديدا إضافيا لمدة ستة أشهر سيتطلب قرارا منفصلا من مجلس الأمن، وقد أنتج هذا القرار حاملا القلم الإنساني بشأن سوريا، أيرلندا والنرويج.
ويأتي تصويت اليوم بعد مفاوضات مكثفة وصعبة، كانت نقطة الخلاف الرئيسية خلالها "طول مدة تفويض الآلية".
وفي يوم الجمعة الماضية، أخفق المجلس في اعتماد مشروعي قرارين كان من الممكن أن يجددا الآلية: أحدهما اقترحه حاملا القلم وقد رفضته روسيا، والآخر بمبادرة من روسيا وحصل على صوتين مؤيدين فقط (الصين وروسيا).
يذكر أنه في حالة عدم استخدام حق النقض من قبل أحد الأعضاء الدائمين في المجلس، فإن مشروع القرار بشأن المسائل الموضوعية يتطلب تسعة أصوات مؤيدة أو أكثر ليتم اعتماده.
وقبل التصويت تحدثت سفيرة أيرلندا، جيرالدين بيرن ناسون، بالنيابة عن بلادها والنرويج، مشيرة إلى أن تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود قد انتهى منتصف ليل الأحد. "بالنسبة للشعب السوري ولكل العاملين في المجال الإنساني الذين يعملون بجد لمساعدتهم، كان هذا يومين طويلا وغير مؤكد. إذ ولّد الخوف من قطع الإمدادات الحيوية للمساعدات قدرا كبيرا من عدم اليقين".
وأوضحت أن القرار المعروض على المجلس الآن يجدد تفويض إيصال المساعدات عبر المعبر الحدودي "باب الهوى" لمدة ستة أشهر. كما يلحظ إمكانية تمديده مرة أخرة لمدة ستة أشهر إضافية، وهذا سيقتضي اتخاذ قرار منفصلا. كما يطلب إلى الأمين العام أن يقدم تقريرا خاصا بشأن الاحتياجات الإنسانية في سوريا.
وقالت: "نحن ندرك أن التجديد لمدة ستة أشهر هو أقصر مما كنا نهدف إليه كحاملي قلم عندما بدأنا هذه المفاوضات. كما ندرك أن الغالبية العظمى من أعضاء المجلس تشاطرنا وجهة نظرنا، ووجهة نظر الجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض، بأن هناك حاجة إلى ولاية مدتها 12 شهرا."
وأكدت سوريا على لسان سفيرها بسام الصباغ أنها المعني الأول بجميع المسائل التي تعني الشعب السوري. كما أكدت حرصها على وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين كافة، "دون تمييز أو إقصاء".
وقال إن حكومة بلاده نجحت في أصعب الأوقات بتسيير لكثير من قوافل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والشركاء في العمل الإنساني، إلى مختلف المناطق السورية، "بما يدحض أي مزاعم تروج لها بعض الدول المعادية وأدواتها لتسويغ تمديد ما يسمى بـآلية العمل عبر الحدود" رغم كونها تدبيرا استثنائيا مؤقتا فرضته ظروف لم تعد قائمة،" على حد تعبيره.
بحسب السفير السوري، ما تحقق اليوم كان من الممكن تحققه منذ أيام، "إلا أن الأنانية السياسية لدى الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن دفعتها إلى إساءة استخدام مجلس الأمن مرة أخرى، وتوظيفه لاستدرار مشاعر الرأي العام وابتزازها، عبر الترويج لحملة إعلامية تضليلية تهدف إلى الإساءة للحكومتين السورية والروسية".