الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تواصل مستمر.. تفاصيل العلاقة السرية بين إسرائيل والسعودية

الرئيس نيوز

تتبنى المملكة العربية السعودية منهجًا معقدًا تجاه اعتراف العديد من الدول العربية مؤخرًا بإسرائيل في إطار ما يعرف باسم اتفاقيات "إبراهام وللسعودية".

وبحسب معهد "بروكينجز"، فإن تاريخ طويل من التعاون السري مع إسرائيل ضد الأعداء المشتركين وفي الآونة الأخيرة، قالت الرياض إن الاعتراف العلني بإسرائيل لن يتحقق إلا إذا كان هناك تحرك لحل الصراع الفلسطيني وإيجاد حل الدولتين ولكن المملكة تسامحت بل وحرضت على تطوير العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بين بعض أقرب حلفائها وإسرائيل.

ويعتقد بروس ريدل، زميل مركز سياسة الشرق الأوسط بالولايات المتحدة، أن إسرائيل تقدر بدرجة كبيرة اتصالاتها السرية مع السعوديين، وتحرص على استمرار التواصل مع الرياض ولكنها تتوق إلى الاعتراف العلني كطريق لإنهاء عزلتها في العالم الإسلامي ومع ذلك فهي تبالغ في تقدير نفوذ الرياض ولن تحذو العديد من الدول الإسلامية حذو السعوديين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فهناك الجزائر من كبرى الدول العربية والأفريقية، وهناك العراق الذي جرم مؤخرًا أي اتصال مع إسرائيل، وباكستان الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية ولكن الإسرائيليين ما زالوا يطاردون السعوديين.

يعود التعاون السري بين السعوديين والإسرائيليين إلى أوائل الستينيات، عندما دعمت إسرائيل والسعودية حكم الإمام في اليمن ضد الحكومة المصرية والجمهورية المدعومة من الاتحاد السوفيتي في صنعاء ونسقت أجهزتهم الاستخباراتية تسليم الأسلحة والخبرة إلى قوات الإمام، الذين كانوا مقيمين في المملكة العربية السعودية والتقى رئيسا الموساد والمخابرات السعودية في فندق دورشيستر بلندن في مناسبة واحدة وسهلت اتفاقية أوسلو عام 1993 المزيد من الاتصالات من وراء الكواليس.

وأضاف تقرير بروكينجز: "إيران وحلفاؤها مثل حزب الله والحوثيين يشكلون الآن العدو المشترك، واعترفت البحرين والإمارات العربية المتحدة، حليفا المملكة العربية السعودية في الخليج، بإسرائيل في عام 2020، إلى حد كبير للحصول على دعم السعوديين ضد إيران وسمح السعوديون برحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى المنامة وأبو ظبي ودبي عبر الأجواء السعودية".

ومن المعروف أن البحرين بلد مهم بشكل خاص للمملكة العربية السعودية ويرتبط البلدان بجسر الملك فهد الذي يبلغ طوله 15 ميلاً، وهو المدخل الوحيد للبحرين إلى البر الرئيسي وفي عام 2011، عبرت القوات السعودية الجسر للمساعدة في استعادة السلم الاجتماعي في البحرين، وتتهم الحكومة البحرينية إيران بشكل روتيني بدعم الاضطرابات الشيعية، والشيعة البحرينيون يعارضون الاعتراف بإسرائيل وتقع الأقلية الشيعية للسعوديين في المنطقة الشرقية عبر الجسر من البحرين، فإذا لم يرغب السعوديون في أن تعترف البحرين بإسرائيل وتتبادل السفراء، لكان بإمكانهم فعل ذلك بسهولة، ومن المفهوم أن المنامة لن تتجاوز رغبة الرياض لذا فقد أيد السعوديون القرار البحريني لصنع السلام مع إسرائيل.

وذكر التقرير أن المملكة العربية السعودية لديها عدد كبير من العمال المغتربين الفلسطينيين كما أنها موطن الحرمين في كل من مكة والمدينة، وتعد الرياض من أشد المؤيدين لحقوق الفلسطينيين والمطالبة بعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية ولذلك هناك قيود كبيرة على الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضد اتباع نهج البحرين.

ويتفهم الرئيس الأمريكي جو بايدن القيود التي تواجه مضيفيه السعوديين في وقت لاحق من هذا الشهر كل هذه الاعتبارات، ومن غير المحتمل حدوث تطور كبير على مستوى التطبيع خلال زيارته إلى جدة وسيلتقي بتسعة قادة عرب: ملوك الخليج الستة بالإضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق ووفقًا لبعض الروايات والرؤى، سيتجه السعوديون لنقل السيادة على جزيرة تيران في خليج العقبة من مصر، فهي تستضيف قوة عسكرية أمريكية تراقب اتفاقية السلام لعام 1978 بين مصر وإسرائيل وجزيرة تيران غير المأهولة هي وجهة شهيرة للغطس والغوص.

ولم يحدد السعوديون معنى التقدم في القضية الفلسطينية بشكل ملموس وهذا يمنحهم بعض المساحة للمناورة ولسوء الحظ، ليس هناك ما يشير إلى أن واشنطن ستجعل القضية الفلسطينية أولوية، لذلك لن يكون لدى السعوديين ما يشيرون إليه لتبرير المضي قدمًا نحو أي اعتراف علني بإسرائيل.