لتمسكها بروسيا.. توقعات بفشل بايدن في إقناع السعودية بخفض أسعار النفط
رجحت مجلة "نيوزويك" أن محاولة جو بايدن لخفض أسعار النفط المرتفعة من خلال إقناع المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج سوف تفشل، حيث أشار المسؤولون السعوديون إلى أن بلادهم ليست على استعداد للتخلي عن تحالف إنتاج النفط مع روسيا في إطار أوبك+، والذي زعمت واشنطن أنه جزء من سبب عدم الاستقرار وبالتالي ارتفاع تكاليف الوقود لمستويات قياسية.
ويبدأ الرئيس الأمريكي بايدن جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع في أول رحلة له إلى المنطقة منذ توليه منصبه، بدءًا من إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وسينهي رحلته في السعودية وصرح بايدن بأن جولته ستسعى إلى تعزيز المصالح الأمريكية من خلال التركيز على التجارة العالمية وسلاسل التوريد التي تعتمد عليها الولايات المتحدة.
وتريد العديد من الدول في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، من المملكة العربية السعودية إنتاج المزيد من النفط للمساعدة في التخفيف من أزمة الطاقة العالمية المتزايدة التي أشعلتها حرب أوكرانيا كما أن زيادة الإنتاج ستعاقب روسيا، وهي مصدر رئيسي للنفط، من خلال خفض الأسعار العالمية.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، صرح مسؤولون أمريكيون بأن بايدن سيناقش سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية خلال الرحلة وذكرت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يقدم المسؤولون السعوديون أي تنازلات في مجال حقوق الإنسان ولن يكونوا مستعدين للتخلي عن شراكة إنتاج النفط مع روسيا.
كانت المملكة العربية السعودية تتطلع إلى تأمين تحالف نفطي مع روسيا منذ عقود، لكن يتعين عليها السير على حبل مشدود للقيام بذلك مع تحسين العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، وعبرت واشنطن والرياض عن أفكار مختلفة حول الأولويات خلال زيارة بايدن وقالت إدارة بايدن إن قمة الدول العربية ستحتل مركز الصدارة، حيث سيلتقي الرئيس بعدة رؤساء دول من المنطقة خلال القمة المرتقبة.
ومع ذلك، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، قال مسؤولون سعوديون إن الاجتماع بين بايدن والملك سلمان بن عبد العزيز وفريق قيادته، والذي يضم نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سيشهد "مناقشات جوهرية بين الأمير محمد والرئيس الأمريكي على نطاق واسع من المواضيع ووصف مسؤولون سعوديون القمة بأنها هامشية".
يعتبر الكثيرون في واشنطن ولي العهد منبوذًا بعد أن خلصت وكالات المخابرات الأمريكية في فبراير 2021 إلى أن الملك المستقبلي البالغ من العمر 36 عامًا وافق على مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018، ومرت العلاقات بين بايدن وبن سلمان بمرحلة طويلة من الفتور، حيث رفض بايدن التحدث مع ولي العهد العام الماضي، كما رفض بن سلمان التحدث مع الرئيس الأمريكي خلال الفترة التي سبقت حرب أوكرانيا في فبراير وأثارت رحلة بايدن القادمة إلى المملكة العربية السعودية جدلاً أمريكيًا داخليًا، حيث يشعر البعض أن الرئيس يتخلى عن سياسته المتمثلة في جعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" على خلفية حادث خاشقجي، وفي 30 يونيو، قال بايدن إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط للحد من ارتفاع أسعار النفط الخام.