68 غرزة.. أهل متوفية يعتدون على طبيب بالأسلحة البيضاء ويحطمون محتويات المركز الطبي| صور
واقعة جديدة شهدتها محافظة الدقهلية، وهزت الرأي العام، بعدما اعتدى أهل مريضة بعد وفاتها على الدكتور السيد عبد الخالق الدركي، بالأسلحة البيضاء وإحداث إصابات به نتج عنها إجراء ٦٨ غرزة جراحية له، إضافة إلى تحطيم محتويات المركز الطبي.
وفد النقابة يزور الطبيب المعتدى عليه
زار وفد من مجلس نقابة أطباء الدقهلية، برئاسة الدكتور أسامة الشحات نقيب أطباء الدقهلية، والدكتور عبد الناصر البحيري وكيل النقابة، والدكتور حامد عزت، والدكتور أحمد عصام، والدكتورة نورا وجيه أعضاء مجلس نقابة الدقهلية، إضافة إلى الدكتور أحمد علي، والدكتور أحمد حسين عضوا مجلس النقابة العامة للأطباء، الجمعة، الدكتور السيد عبد الخالق الدركي أستاذ أمراض القلب بطب بنها، والذي تم الاعتداء عليه فجر الأربعاء الماضي بأحد المراكز الطبية الخاصة بمدينة المنصورة.
واطمئن الوفد النقابي على الدكتور السيد الدركي، واستمعوا إلى تفاصيل الواقعة منه، والتي تلخصت في قيامه استجابة لاستغاثة زوج المريضة التي كانت تعاني من جلطة بالقلب وتحركه معه لمباشرة المريضة وإجراء تدخل علاجي سريع بالقسطرة، إلا أن المريضة توفاها الله إثر توقف عضلة القلب، ونتيجة لاحتشاء القلب وفشلت كل محاولات الإنعاش القلبي الرئوي لها، وأضاف الدكتور السيد عبد الخالق الدركي أنه فوجئ بأهلية المتوفية يقومون بالتعدي عليه بالأسلحة البيضاء، وإحداث إصابات به نتج عنها إجراء ٦٨ غرزت جراحية له، إضافة إلى تحطيم محتويات المركز الطبي.
وأكد الدكتور السيد عبد الخالق الدركي أستاذ أمراض القلب المعتدي عليه، أن تنازله عن البلاغ كان تحت تهديدات من أهلية المتوفية في ظل ظروف معنوية قاسية، كما أكد على تلقيه الدعم النقابي من مجلس نقابة أطباء الدقهلية فور علمهم بالواقعة، مضيفًا أنه سيطلب من خلال نقابة أطباء الدقهلية والنقابة العامة للأطباء فتح التحقيق في ملابسات القضية وعدم النظر لتنازله كونه كان تحت التهديد.
من جانبهم، أكد مجلس نقابة أطباء الدقهلية، توفير كافة أوجه الدعم للطبيب وأسرته، وأن مجلس النقابة في انعقاد دائم لحين حصول الطبيب وأسرته على كافة حقوقهم.
لقاء مأمور قسم ثان المنصورة
وبعدها توجه أعضاء مجلس نقابة أطباء الدقهلية، لمقابلة مأمور قسم ثان المنصورة محل الواقعة، واتفقوا معه على اتخاذ إجراءات تأمين الطبيب وأسرته، وقيام الفريق القانوني لنقابة الأطباء باتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح التحقيق في القضية، وإثبات تعرض الدكتور الدركي للتهديدات ليقوم بالتنازل.
رسالة نجل الطبيب
كتب نجل الطبيب المعتدى عليه، تفاصيل الأزمة، موجهًا رسالة لوالده، جاء نصها كالآتي:
أبي.. حبيبي وقرة عيني وسيدي وملهمي ومعلمي
نشهد الله يا والدي على أنك من أرق الناس قلب، وأنقاهم سريرة، وأكثرهم عفوا وتسامحا، وأكثرهم تواضعا وعفوية رغم مكانتك العالية، وأنك أحن الناس علي اليتامى والفقراء والمساكين، وأنك أحرص الناس علي مرضاك، وأنك أبعد الناس عن الاستغلال والجشع في مهنتك.
أكتب هذه الكلمات بالدموع والدم والله، لا الحروف، أكتبها بقلب يعتصره الألم، وقد ساءني ما حدث لك في ليلة طويلة مرت كألف سنة، خرجت فيها وأنت أستاذ القلب ( بالعباية ) بعد انتهاء عيادتك آملا إنقاذ سيدة كانت تعاني من جلطة بالقلب، وكانت محجوزة بالعناية المركزة بمستشفى نبروه، توفاها الله أثناء عمل قسطرة قلبية بسكتة قلبية، حاول الوالد و٦ من المساعدين إنقاذها، ولكنه قضاء الله وقدره، المصيبة هنا هي مصيبة الطبيب كما هي مصيبة الأهل، فالطبيب أحرص الناس علي شفاء مريضه (بأمر الله)، وحين خرج الوالد لإخبارهم تم تكسير محتويات المركز واعتداء جسدي على الطبيب بطعنات متفرقة بالجسم وعدد ٦٨ غرزة.
أكتب هذا الكلام لا لشيء إلا لرد اعتبار والدي وتبرئة ساحته بعد أن ضاع حقنا ماديًا (إصابات بالغة بالجسد، وتحمل قيمة التلفيات ٣٦١ ألف جنيه)، ومعنويًا وأدبيًا (عن طريق الكذب والافتراء والتضليل)، تنازلنا وتصالحنا تحت الضغط ورهبة الموقف وخوف الأب على أسرته، ورغبة في سرعة الدفن حتى لا تطول الأزمة.
تلك الصورة الملحقة بالمنشور هي واحدة من ضمن التفاصيل الكثيرة بيني وبينك وبين الله، والتي ربما كانت سببًا في نجاتك من طعنات غادرة، وأنت توصيني بالكشف مجانًا على أحد الفقراء كعادتك.
يليها صور أخرى لم أكن أود مشاركتها، ولكنها لصور الإصابات البالغة التي لحقت بهذا الجسد الهزيل، وكأنك تدفع ضريبة عن ثمن هذه السنوات الطوال التي عملت بها في هذا المجال الطبي، وقد كنت أتودد إليك أن تنظر لراحتك وتكتفي بهذا القدر، ولكنه الشغف وحب العمل.
الحمد لله على كل حال، دعواتكم للوالد بالسلامة والشفاء، وللمتوفية بالرحمة والمغفرة.