خطط روسية لإصابة حلف الناتو بالشلل بدون طلقة واحدة
تمتلك روسيا خطة لإضعاف حلف الناتو، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطلا لتمثيلية تلخص سياسة حافة الهاوية الدبلوماسية التي تبناها خلال الشهر الماضي.
فقد أوقف انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو من أجل الفوز بتنازلات من الدولتين، وهي التزام سويدي وفنلندي بالتراجع عن تعاملها مع الأكراد السوريين والأتراك، والضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن للمضي قدمًا في صفقة بيع طائرات إف – 16 المتقدمة لبلاده وتحديث مجموعات للطائرات الموجودة في تركيا.
ويرى بعض المراقبين، أن تركيا لم تعد تستحق عضوية الناتو، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكن أن يفعله الناتو لسببين: أولاً، لا توجد آلية داخل الناتو لطرد عضو ضال، وثانيًا، تحكم المنظمة نفسها من خلال الإجماع ولا يوجد فرق بين أصوات الولايات المتحدة التي بلغ عدد سكانها330 مليون نسمة، وتركيا التي يبلغ تعدادها 85 مليون نسمة، ومقدونيا الشمالية التي ليس لديها سوى 1.8 مليون نسمة.
وأشار تقرير لموقع 1945، إلى أنه إذا كان أردوغان يتعاطف مع روسيا أكثر من تعاطفه مع الولايات المتحدة، وكل الأدلة تشير إلى أنه يفعل ذلك، فعندئذ يكتسب هو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزيد من القوة مع وجود تركيا كجزء من الناتو بدلاً من الانفصال عنه لأنهما يمكنهما استخدام عضوية تركيا لشل التحالف من الداخل.
ومع ذلك، فإن بوتين يتفهم مدى كون أردوغان مغرورًا وزئبقيًا وعندما ينظر أردوغان في المرآة، يرى أن بوتين متساوٍ، لكن عندما ينظر بوتين إلى أردوغان، يرى جرو شيواوا، وهو أصغر نوع من الكلاب في العالم، لذا لن يضع بوتين الأهداف الأمنية الأوسع لروسيا في سلطة رجل لا يراه أكثر من مجرد جرو نائم.
إن خطة روسيا لإصابة الناتو بالشلل تتكشف بالفعل في البلقان، وقد أرّخت إيفانا ستراندر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بعناية وبشكل متكرر محاولات الكرملين للتدخل محليًا في دول البلقان المختلفة، بما في ذلك أعضاء الناتو مثل الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وكرواتيا وقد يفصل البيت الأبيض ووزارة الخارجية دبلوماسيتهما، لكن بوتين يتبنى منهجًا أكثر شمولية ويبدو أن استراتيجيته قد أوقفت عمل الناتو عن طريق استخدام حق النقض لأعضاء الناتو الصغار الذين تتسلل قواته إليهم قبل وقت طويل من أن يصبح من الضروري مواجهة التحالف الدفاعي في ساحة المعركة.
والسؤال المطروح على واشنطن وبروكسل إذن ما هو الرد الأمريكي والأوروبي؟، إن الاتجاه السائد في كلتا العاصمتين وطريقة تعاملهما مع الأزمات سوف تضر الناتو خاصة عندما تسلك تركيا سلوكيات لا يمكن تفسيرها إلا على أنها محاولة لتدمير الناتو من الداخل.