رغم الصمت المصري.. دلالات الغزل الإيراني للقاهرة وتأثيراته على الأمن القومي
علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، ونائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، الدكتور طارق فهمي، على الحديث الإيراني المتعلق برغبتهم في إقامة علاقات مع مصر بوصفها دولة مهمة في العالم الإسلامي والعربي والإقليمي، بالقول: "ليست هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها تصريحات إيرانية بهذا الصدد".
لفت فهمي إلى أن هناك شواهد حول الرغبة الإيرانية في تطوير علاقاتها مع مصر، وأضاف في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "الشواهد بدأت من الأسبوع الماضي، فالمتحدث باسم الخارجية الإيرانية الحالي هو السفير ناصر كنعاني، وهو الذي كان يشغل منصب القائم بأعمال السفير الإيراني في القاهرة، ومن المؤكد أن هذه رسالة إيرانية تريد طهران إرسالها لمصر بهذا القرار".
يضيف الأستاذ الأكاديمي: "أمر آخر يتعلق بطبيعة التصريحات الإيرانية ورغبتها في تطوير العلاقات مع مصر، وهو الأمر المتعلق بالحوار الدائر حاليًا بينها وبين السعودية، وبالتالي هي تريد أن تبعث لمصر برسائل أيضًا بغض النظر عن اتجاهها أو توقيتها، وبغض النظر عن كون مصر ستقوم بالرد عليها أم لا".
رجح الدكتور فهمي أن تكون التصريحات الإيجابية الإيرانية عن مصر متعلقة بموقف مصر المُعلن من تأسيس حلف عسكري في المنطقة لمواجهتها؛ ففي أعقاب قمة النقب في إسرائيل، خرج وزير الخارجية السفير سامح شكري ليؤكد أن مصر لن تنخرط في أي تحالفات عسكرية في المنطقة موجهة ضد أحد، وبالتالي من الممكن أن يكون الجانب الإيراني يقوم بالتجاوب بشكل إيجابي مع هذه المواقف المصرية ويريد استغلالها للبناء عليها.
يضيف الأستاذ الأكاديمي: "ربما تريد إيران إرسال رسائل لدول المنطقة أنها تريد إقامة علاقات طيبة مع مصر أحد الدول الإقليمية قبيل انعقاد قمة بادين مع 9 دول منتصف يوليو المقبل، في الرياض، كما أنها تحاور السعودية، وتقيم علاقات طيبة مع قطر وكذلك الإمارات".
تابع أستاذ العلوم السياسية: "رغم كثرة الرسائل المباشرة وغير المباشرة من إيران لمصر إلا أن الكرة تظل في الملعب المصري، وهل ستتجاوب مصر مع تلك التصريحات أم لا"، مشيرًا إلى أن دول الخليج من المؤكد أنها لن تتحفظ على مثل هذه الخطوة المصرية إن أقبلت عليها، فهذه الدول منها من يتحاور بنفسه مع إيران ومنها من يقيم معها علاقات طيبة.
وعن مردود إقامة علاقات بين مصر وإيران، يوضح الدكتور فهمي، "من المؤكد أن قرار إقامة علاقات مع إيران سيكون له انعكاسات إيجابية على ملف قطاع غزة؛ حيث حركة حماس والجهاد، وكذلك ملف التعامل مع "حزب الله" في لبنان، وملف الحوثي في اليمن".
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال إن مصر دولة مهمة في العالم الإسلامي، وإن تطوير العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في مصلحة دول المنطقة وشعبي البلدين.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) اليوم الأحد عنه القول خلال لقائه قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق أمس :”نرحب بتقوية وتعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة، والتي تعود بالنفع على المنطقة والعالم الإسلامي”.
وبشأن الأنباء المتداولة حول إجراء محادثات إيرانية-مصرية-أردنية في بغداد، قال وزير الخارجية :”لا توجد مفاوضات مباشرة مع الجانب المصري لاستئناف العلاقات في الوقت الراهن، لكن هناك جهود جارية من أجل عودة مياه العلاقات بين طهران والقاهرة إلى مجاريها في إطار التعاون بين دولتين إسلاميتين”.
أضاف :”هناك مكتب لرعاية المصالح في كل من البلدين، ما يظهر حقيقة أن مصر دولة مهمة في العالم الإسلامي، ونحن نعتبر تطوير العلاقات معها يخدم مصلحة شعبي البلدين والعالم الإسلامي ودول المنطقة”.
ونقلت العديد من التقارير أن مصر ترفض مقترحًا أمريكيًا إسرائيليًا بشأن إنشاء تحالف عسكري عرف إعلاميًا بـ"ناتو شرق أوسطي" لحماية مصالح الدول من التهديدات الإيرانية، وأكدت مصر أنها لن تنخرط في أي تحالفات عسكرية في المنطقة موجهة ضد أحد.