إحباط بسبب كثرة الوعود.. الفلسطينيون يعلقون آمالًا ضئيلة على زيارة بايدن
صرح مسؤولون أمريكيون بأن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس سيتطلب تعاونا إسرائيليا، وبينما تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتعزيز العلاقات الدفاعية بين إسرائيل والدول العربية، ينتظر الفلسطينيون بقدر متزايد من التشاؤم أول زيارة للرئيس جو بايدن بعد ما يعتقدون أنه سلسلة من الوعود التي لم تحقق واشنطن أيًا منها وفقًا لشبكة جلوبال نيوز الإخبارية الكندية.
وذكر فلسطينيون لمراسل الشبكة الكندية أن مطالب إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، أو إزالة منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية، هي مطالب لم يسمع لها أحد بالإدارة الأمريكية الحالية، وأضافوا: "ليس لدينا أدنى أمل في أن تحدث أي تحولات ذات قيمة بعد زيارة بايدن للضفة الغربية المحتلة"، وقال مسؤول فلسطيني كبير "سنستمع لمزيد من الوعود التي دأبوا على قطعها على أنفسهم" ومن المتوقع أن تركز زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
حل الدولتين
وسيزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية ويلتقي بالقادة الإسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيزور كذلك المملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 16 يوليو الجاري، وذكر متحدث باسم مكتب الشؤون الفلسطينية الأمريكية أن واشنطن تعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريقة لكل من إسرائيل والفلسطينيين لحل الصراع المستمر منذ أجيال طويلة.
كما أصدرت واشنطن تعهدًا بإعادة فتح القنصلية، التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها اعتراف ضمني بوضع القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، حث عباس الإدارة الأمريكية على مواصلة الضغط على إسرائيل للحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في القدس الشرقية ومجمع المسجد الأقصى هناك.
وفي المقابل، ترفض إسرائيل اتهامها بأنها حاولت تغيير الوضع الراهن ويقول الفلسطينيون أيضا إن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية المحتلة تقوض أي احتمال لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وبالفعل أبلغ محمود عباس بلينكن أن الوضع "لا يمكن أن يستمر على هذا النحو".
تركيز أمريكي على التطبيع
ويرفض المسؤولون الأمريكيون التأكيد على أن إدارة بايدن قد خالفت تعهداتها للفلسطينيين وأشاروا إلى تغييرات بعد انهيار العلاقات في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ويقولون إن إعادة فتح القنصلية سيتطلب تعاونا إسرائيليا وإن حذف منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية سيتطلب من السلطة الفلسطينية اتخاذ خطوات لم تفعلها حتى الآن وعلى الرغم من خيبة أمل الفلسطينيين، يقولون إن بايدن أعاد ضخ المساعدات وأعاد فتح خطوط الاتصال كما انتقدت الإدارة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي باعتباره لا يتوافق مع آفاق السلام، بعد أن أشارت إدارة ترامب إلى قبول مثل هذه الأنشطة.
لكن التركيز المكثف على تعزيز التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة لمواجهة تهديد محتمل من إيران يعني أن أي تحرك نحو حل أوسع للقضية الفلسطينية لا يزال بعيد المنال، بحسب طلال عوكل، المحلل السياسي في غزة، الذي أضاف: "بايدن لن يفعل شيئا لتغيير الواقع الحالي ولا أفق للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وتلقت السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية، دفعة الشهر الماضي عندما وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة التمويل المجمد بسبب نزاع على الكتب المدرسية كما كان هناك ضغط متزايد على إسرائيل، بما في ذلك من قبل إدارة بايدن، لاتخاذ إجراءات بشأن مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لغارة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية ولكن المزيد من التقدم تعقّد بسبب الاضطرابات التي أدت إلى انهيار الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ومن المقرر الآن إجراء الانتخابات في الأول نوفمبر.