الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد تيجراي.. «أوروميا» الجولة الثانية من الصراع فى إثيوبيا

الرئيس نيوز

في نوفمبر 2020، تحول الاهتمام العالمي إلى اندلاع الصراع في منطقة "تيجراي" الشمالية بإثيوبيا بين قوات الحكومة الإثيوبية وحلفائها ضد قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

وجاء القتال بعد عام من التوترات السياسية المتزايدة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والسلطات الإقليمية في تيجراي، وبحلول يوليو 2021، امتد الصراع إلى المناطق المجاورة لتيجراي في عفار وأمهرة.

وكشفت صحيفة "إنك ستيك ميديا" العسكرية عن نتائج توصل لها بحث مهم أجرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، وتشير نتائجه إلى وجود انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي من قبل الأطراف المتحاربة في إثيوبيا، بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة خارج القانون، وانتشار العنف الجنسي، ونهب الممتلكات وتخريبها والتطهير العرقي كما واجه مدنيو تيجراي حملة تطهير عرقي وحشية وعلى الرغم من إعلان الهدنة الإنسانية أواخر مارس 2022، لا تزال الانتهاكات مستمرة.

ومع ذلك، قبل اندلاع الصراع في شمال إثيوبيا بوقت طويل، كان هناك إفلات واسع النطاق من العقاب على انتهاكات الحقوق المستمرة في منطقة أوروميا الإثيوبية، بما في ذلك المناطق التي تعاني بالفعل من الصراع ولا يزال العديد من هذه الانتهاكات قائمًا ويتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً، ويصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الثانية لاغتيال المغني الشعبي هاتشالو هونديسا، الذي قُتل بالرصاص في العاصمة أديس أبابا.

قتل رمز

أثار مقتل أحد رموز حركة احتجاج أورومو في البلاد اضطرابات وأعمال عنف واسعة النطاق - لا سيما في منطقة أوروميا – وخلفت الاحتجاجات والمصادمات 178 قتيلاً على الأقل وشكلت هذه الأحداث نقطة تحول في البيئة الحقوقية المتدهورة في إثيوبيا، وأضاف التقرير: "يجب ألا تتجاهل حكومة إثيوبيا بعد الآن المصاعب المتزايدة التي تؤثر على العائلات في جميع أنحاء أوروميا فهناك حاجة عميقة للإصلاحات الهيكلية لأجهزة الأمن التعسفية وهناك حاجة ماسة لإصلاحات اجتماعية عاجلة".

في ذلك الوقت، في عام 2020، خرج المتظاهرون حدادًا على وفاة حتشالو إلى الشوارع في أنحاء أوروميا وفي العاصمة الإثيوبية، وبدورها، قامت قوات الأمن بقمع المشيعين وقتلت وجرحت العشرات وكان عم هاشالو من بين العديد من المعزين الذين قتلتهم قوات الأمن أمام منزل عائلة هاشالو في بلدة أمبو قبل الدفن وقال أحد الشهود، "لقد أصيب عم هاشالو أولاً في رقبته، ولم يستطع البقاء على قيد الحياة وتوفي على الفور ثم اندلع إطلاق نار كثيف فقتلت رصاصات الشرطة كثيرين غيرهم".

 كما قُتلت الأقليات العرقية والدينية، ولا سيما عرقية الأمهرة، في هجمات وحشية اندلعت في عدة بلدات في أوروميا، مع فشل القوات الحكومية في التدخل في بعض المناطق وعانت هذه المجتمعات من تدمير هائل للممتلكات ونزوح واسع النطاق على سبيل المثال، وصفت امرأة من أمهرة كيف قُتل والدها، وهو صاحب فندق في بلدة أرسي نيجيل، وعمه عندما نزلت مجموعة من المهاجمين المجهولين إلى الفندق الذي كانوا يقيمون فيه وطالبوا الأمهرة فقط بالمغادرة تم تعليق جثة والدها في وقت لاحق أعلى شجرة وأوضح أحد الأقارب الذي أنزل الجثة  ودفنها بعد أشهر: "لا يمكنني أن أنسى بشاعة الموقف، ما زلت أعيش تلك المأساة".

دعت المجتمعات المتضررة في جميع المجالات مرارًا وتكرارًا إلى إجراء تحقيقات ذات مصداقية وإنصاف. وبدلاً من ذلك، اعتقلت الحكومة بشكل تعسفي الآلاف من الأورومو وتركت العديد منهم يقبعون في أماكن احتجاز مزدحمة مثل المستودعات ومراكز الشرطة والمدارس لأشهر دون محاكمة وفي مايو 2021، وثقت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في إثيوبيا عمليات اعتقال تعسفي واسعة النطاق تفتقر إلى أي رقابة قضائية.