الجارديان: جو بايدن يغامر بزيارته إلى السعودية
قال سيمون تيسدال في تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، إن الأوضاع قد بدأت تتغير وبعض من هذه التغيرات جذرية وعميقة عبر ساحات القتال في الشرق الأوسط.
كما أشار التقرير إلى أن التحالفات الجديدة من شأنها أن تخفف العداوات القديمة وتستحضر حسابات جديدة للغاية من منظور المصالح الوطنية لكل من دول المنطقة في ضوء الأولويات التي لا تتوقف عن التطور.
ورصد التقرير جهود بناء الجسور الدبلوماسية الحذرة، وآمال السلام المحيرة على جبهات متعددة، مضيفًا: "لكن التغيير الذي يقوده الخوف جذوره قصيرة ولا يزال الخوف، بدلاً من الإيمان بأي رؤية أوسع، يتغلغل في هذا المشهد المرتبك، والسياق، كما هو الحال دائمًا، هو صراع كبير على القوة بين روسيا الأكثر عدوانية في الآونة الأخيرة والصين الأكثر توسعية، والولايات المتحدة المصممة على العودة إلى اللعبة.
ويعد تزايد التوافق الأمني والاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية أحد أكثر التحولات إثارة للاهتمام وأكد بيني جانتز، وزير الدفاع الإسرائيلي، إنشاء تحالف عسكري إقليمي لردع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية وتضم الاتفاقية المدعومة من الولايات المتحدة الإمارات والبحرين والأردن ومصر، بالإضافة إلى قطر والمملكة العربية السعودية، التي لا تربط إسرائيل بها علاقات دبلوماسية رسمية وهي تستند إلى اتفاقات إبراهام لعام 2020 بين إسرائيل وأربع دول عربية، بما في ذلك السودان والمغرب كما يغذي التقارب القلق المشترك بشأن طموحات طهران لامتلاك أسلحة نووية وسيكتسب ذلك التقارب زخمًا إضافيًا في يوليو عندما يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل والمملكة العربية السعودية ويأتي في الوقت الذي تتأرجح فيه المحادثات النووية مع إيران على شفا الانهيار.
ونوه التقرير إلى أن لقاء بايدن المزمع مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي يثير انتقادات حادة بالفعل في الداخل الأمريكي ولكن اللقاء على قدر كبير من البراجماتية المفترضة في السياسة الواقعية ومن السهل الدفاع عن موقف بايدن.
ويمضي التقرير للتأكيد على أن بايدن، خلال جولته المرتقبة بالشرق الأوسط، سوف يشجع على تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية ويسعى إلى تخفيف التوترات الفلسطينية ومن المقرر أن يزور الضفة الغربية المحتلة ولكن الزيارة، وهي الأولى له إلى الشرق الأوسط كرئيس، تهدف بشكل أساسي إلى إعادة تأكيد نفوذ الولايات المتحدة بعد إهمالها لسنوات في عهد سلفه دونالد ترامب.
ويوفر هجوم روسيا على أوكرانيا سياقًا حاسمًا لجولة بايدن الشرق أوسطية، وسيضغط بايدن على السعوديين والمنتجين الآخرين لزيادة إنتاج النفط لتخفيف أزمة الطاقة العالمية وخفض عائدات موسكو وفي غضون ذلك، يظل متيقظًا للتحدي الكبير الآخر الذي يواجهه في الخارج؛ أي احتواء الصين، الحليف الاستراتيجي لروسيا وصديق إيران النفطي.
ومن المتوقع أن يكون لزيارة بايدن للمنطقة العربية آثار كبيرة على اليمن وسوريا أيضًا؛ ويعد إنهاء حرب اليمن، التي أنتجت أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم بعد التدخل السعودي عام 2015 ضد المتمردين المدعومين من إيران، هدفًا رئيسيًا لبايدن، وفي تحول كبير آخر، قد تقدم الولايات المتحدة أيضًا حوافز اقتصادية لسوريا في محاولة لمواجهة النفوذ الروسي في البلاد ويمكن أن تلك الحوافز تخفيف العقوبات لمساعدة دمشق على استيراد النفط الإيراني، ويرتبط هذا الاحتمال باحتمال محير آخر: إنقاذ اللحظات الأخيرة للاتفاق النووي مع إيران، وفشلت المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة في قطر الأسبوع الماضي، ولكن طهران، التي تسعى بشدة إلى تخفيف العقوبات حتى مع تطوير قدراتها النووية، تصر على أن الاتفاق لا يزال ممكنا.
وتجادل شخصيات عسكرية إسرائيلية بارزة الآن، على عكس الموقف الذي اتخذه رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء المستقبلي المحتمل بنيامين نتنياهو، بأن صفقة إيران السيئة أفضل من عدم وجود صفقة على الإطلاق والولايات المتحدة لديها حافز إضافي، فالاتفاق من الممكن أن يضاعف كمية النفط الإيراني في الأسواق العالمية ثلاثة أضعاف.