أخطرها النتيجة الأولى.. هنري كيسنجر يحدد 3 سيناريوهات للحرب الروسية الأوكرانية
حدد مهندس الخارجية الأمريكية، وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، ثلاث سيناريوهات للأزمة الأوكرانية، وقال خلال مقابلة له مع مجلة "السبكتاتور" اللندنية، "تؤدي الحرب الروسية على أوكرانيا إلى نتيجة من ثلاث، ولا يزال كل منها مفتوحاً إلى حد كبير على عدة احتمالات".
وقال خلال المقابلة التي نقل بعض أجزائها موقع "إندبندنت": "إذا بقيت روسيا حيث هي اليوم، ستكون قد سيطرت على 20 في المئة من أوكرانيا ومعظم دونباس، المنطقة الصناعية والزراعية الرئيسة، إلى جانب شريط بري مطل على البحر الأسود... وهكذا، تكون روسيا قد حققت نصراً، على الرغم من النكسات كلها التي عانت منها في البداية. وسيكون دور حلف شمال الأطلسي غير حاسم خلافاً لما اعتُقِد في وقت أسبق".
تابع كيسنجر: "النتيجة الثانية تتمثل في بذل محاولة لإخراج روسيا من الأراضي التي استولت عليها قبل هذه الحرب، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وعندئذ ستصبح الحرب في حال استمرارها حرباً على روسيا".
يضيف عميد الدبلوماسية الأمريكية: "أما النتيجة الثالثة، التي عرضتها في منتدى دافوس ولديَّ انطباع بأن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي يتقبلها الآن، فهي أن العدوان الحالي سيُهزَم إذا استطاع الأحرار منع روسيا من تحقيق أي احتلالات عسكرية وإذا عاد خط القتال إلى الوضع الذي كان عليه حين بدأت الحرب... أي خط القتال التالي لعام 2014. وسيعاد تسليح أوكرانيا وربطها في شكل وثيق بحلف شمال الأطلسي إن لم تنضم إليه. وتحال بقية المسائل على مفاوضات. وقد يبقى الوضع مجمداً لفترة ما، لكن كما رأينا مع إعادة توحيد أوروبا، يمكن للحلول أن تتحقق بعد فترة من الزمن".
وهنري كيسنجر من بين دبلوماسيين غربيين كانوا يحذرون طوال الوقت من التداعيات الخطيرة لضم أوركالينا لحلف الناتو، كما أنه شجع على الانفتاح على روسيا والصين، وقال غنه يتبع بذلك سياسية واقعية. وقبل أيام قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الحرب ستتوقف في أوكرانيا عند السيطرة على إقليم الدونباس، وتأمين الحدود الروسية.
ولدى سؤاله عن معاقبة الرئيس فلاديمير بوتين على عدوانه، قال كيسنجر "إذا انتهت الحرب وفق تصوري المعلن في دافوس، أعتقد بأن ذلك سيكون إنجازاً كبيراً للحلفاء. سيكون حلف شمال الأطلسي قد قوي بانضمام فنلندا والسويد إليه، ما يعزز احتمال الدفاع عن دول البلطيق. وستكون لدى أوكرانيا أكبر قوة برية تقليدية في أوروبا متصلة بالحلف أو عضو فيه. وسيُبرهَن لروسيا أن الخوف الذي هيمن على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، الخوف من هجوم يشنه الجيش التقليدي على أوروبا عبر الحدود المكرسة، يمكن أن يمنعه الحلف بطرق تقليدية. وسيكون على روسيا للمرة الأولى في التاريخ الأخير أن تواجه الحاجة إلى التعايش مع أوروبا ككيان، بدلاً من أن تكون أميركا عنصر الدفاع الأول عن أوروبا بأسلحتها النووية".