من يستفيد من العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الخليجية؟
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة تراجع سرًا خطط إسرائيل لشن ضربات ضد أهداف إيرانية في سوريا، وسط الحديث عن "ناتو جديد" في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه أصبح من الصعب مواكبة القصص المختلفة عن ذلك التحالف الشرق أوسطي، منذ عدة أسابيع مضت، بينما ذكرت مقالة أخرى في وول ستريت جورنال، إن إسرائيل "توسع عملياتها ضد الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية"، ويبدو أن الإيقاع المتزايد لهذه التقارير يظهر أن التوترات بين إسرائيل وإيران تتزايد، وأن الولايات المتحدة تعمل على مسار لعلاقات إسرائيل مع الخليج يتضمن مناقشات أكبر حول الأمن الإقليمي، وجزء من هذه القصة علني ومعروف.
على سبيل المثال، شاركت إسرائيل في اجتماع منتدى النقب، في المنامة بالبحرين، ويضم هذا المنتدى البحرين وإسرائيل والولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب، وهناك أيضا تقارير عن محادثات إسرائيلية مع مصر والسعودية حول أمن البحر الأحمر، ثم هناك لقاءات أميركية إسرائيلية تتعلق بزيارات القيادة المركزية، ومن الصعب تتبع جميع الأنشطة التي يتم الحديث عنها بصفة يومية.
إن التصور بأن إدارة بايدن تعمل على ترسيخ الشراكات الناشئة بين الخليج وإسرائيل، وكذا القائمة منذ سنوات مع مصر والأردن، أمر مهم لأنه يظهر أن الولايات المتحدة لم تغادر المنطقة، ولم تترك الشرق الأوسط وراء ظهرها، ولكنها تريد أن تكون لها علاقة متعددة الأطراف تشمل إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والبحرين ومصر، وربما المملكة العربية السعودية والأردن، وكذلك المغرب والسودان، وأبعد من ذلك - اليونان وقبرص والهند، ويتمتع هذا القوس الكبير من البلدان بآراء مشتركة حول العديد من القضايا، لكنه ليس "حلف شمال الأطلسي" وليس تحالفا مناهضا لإيران.
تدور التقارير حول محادثات الدفاع الجوي وتهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية حول قضايا تثير قلق إسرائيل والخليج والولايات المتحدة منذ فترة طويلة.
على سبيل المثال، استخدم الحوثيون المدعومون من إيران الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد المملكة العربية السعودية لسنوات، ومع ذلك إلى جانب "التسريبات" أو التفاصيل حول المواجهة الإسرائيلية مع إيران في سوريا، زادت التهديدات الإيرانية للقوات الأمريكية في العراق وسوريا، والحديث عن مراجعة الولايات المتحدة للأعمال الإسرائيلية في سوريا وما ينشأ هو شراكة أقوى بكثير بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
هذا يختلف تمامًا عن الطريقة التي تحدثت بها بعض التقارير عن قضية إيران باعتبارها حجر عثرة محتمل للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، لأنه في الطريق إلى الاتفاق النووي الإيراني، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو من أشد منتقدي إدارة أوباما، ونُقل عن حلفاء أوباما الرئيسيين مثل وزير الخارجية آنذاك جون كيري قولهم إن العلاقات بين إسرائيل والخليج لن تحدث بدون اتفاق سلام فلسطيني.
وهناك جدل حول ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية في سوريا تعكس السياسة الأمريكية، وما إذا كانت إيران ستهاجم القوات الأمريكية ردًا على ذلك.
هذا النقاش، الذي استمر حتى السنوات الأولى لإدارة ترامب، توقف عندما بدأت الولايات المتحدة في دعم الإجراءات الإسرائيلية في سوريا، وهذا مهم الآن بسبب الانتخابات الإسرائيلية، ويمكن لعلاقة نتنياهو القتالية مع إدارة أوباما أن تلقي بظلالها على العلاقات مع الإدارة الديمقراطية الحالية، والمهم أن التسريبات الإعلامية في عهد إدارة أوباما كانت تميل إلى التركيز على قضية إيران، واليوم هذا التوجه أصبح أقل وضوحا.